أساليب "داعش" لمواجهة احتيال شركات المال في فيلم أمريكي
فيلم Money Monster يغوص في واقع شركات البورصة الأمريكية التي تحتال على مساهميها، إلا أن تهديدات إرهابية تلاحقها.
أفكار تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية، كالقتل والذبح والتفجير، دخلت إلى الشريط السينمائي الأمريكي Monster Money "وحش المال"، بعد أن اقتحم إرهابي بحزام ناسف ومدجج بالسلاح إلى استديو برنامج تلفزيوني اقتصادي لإحدى المحطات الأمريكية.
فيلم يتطرق إلى فساد شركات البورصة والاستثمارات والتداول في أمريكا وعمليات احتيال يتعرض لها مستثمرون ومساهمون، فيما تتذرع الشركات بأن الخسارة نتيجة أخطاء في الكمبيوتر "سيستم"، إلا أن بصمات بشرية تقف وراءها.
"وحش المال" الذي يلعب جورج كلوني وجوليا روبرتس وجاك أوكونيل أدوار البطولة فيه يصور مدى الاختراق الأمني الذي بلغ أقصاه في مدينة حيوية كنيويورك.
800 مليون دولار لا 60 ألف دولار
يتقمص "كايل" شخصية عامل تحميل في القناة ليُدخل معه في صناديق كرتونية حزاماً ناسفاً سرعان ما يلبسه على مقدم البرنامج وتهديده بتفجيره إن لم يتوصل إلى حقيقة خسارته المال، ورغم وعود "لي" له بإعادة المبلغ الذي خسره، إلا أن المتضرر يبدو غير مبال بالمال بقدر ما يريد كشف الحقيقة.
بالاتصال مع مدير شركة الأسهم المحتالة، التي يحاول مقدم البرنامج التلميع لصورتها وتشجيع الناس على الاستثمار فيها، يتوصل المتفرج رويداً رويداً إلى حقيقة نصب الشركة 800 مليون دولار خلال أقل من 24 ساعة (كايل خسر 60 ألف دولار منها)، على العالم واستثمار أموال مديرها في جنوب أفريقيا، ما يستدعي دخول الشرطة ومحاولة إيقاف التهديد في الاستديو وخارجه، لكن دون جدوى.
يخرج الاثنان من الاستديو باتجاه الشارع المستنفر بالأمن والجماهير نحو مدير الشركة "المحتالة"، لينتقل الحزام الناسف من "لي" إلى المدير نفسه، إلا أن طلقة الـ "إف بي آي" أسرع إلى جسد "كايل" الذي بدا مقتله مؤثراً للغاية، كونه ضحية للشركات، دون أن تفلح محاولة خطيبته في رده عن قرار تهديده لمقدم البرنامج.
أرقام اقتصادية وجداول مثيرة فيلمياً
في سلوك شبيه بداعش الذي تسيّد شاشات التلفزيون في العالم، يبقى زر تفجير الحزام الناسف حاضراً بقوة على مدار الفيلم، فيما تمثلت وجهة الحبكة الأولى في "وحش المال" (تأليف آلان دي فيوري وجيم كوف وجيمي ليندن، إخراج جودي فوستر)، بدخول المهدد معه قطعه الديكورية وإكسسواراته "مسدس وحزام ناسف"، ليظهر هذا خروجاً عن المألوف في برنامج يقدمه "لي" بطريقة التهريج والكوميديا، بينما ساهمت زوجة المقدم "باتي" في إعطاء الحبكة نوعاً من الدفع بين اللحظة والأخرى، رغم برودة أعصابها إلى حد ما.
اعتمد الفيلم على ما يمكن تسميته بـ "مسرحة السينما" في مشاهد حواراته الطويلة وأماكن التصوير الواحدة القليلة، لكنها نجحت في توصيل رسالة الفيلم، ودعت لمكافحة الإرهاب العالمي، الذي يتصدى لشركات المال والأعمال في أمريكا التي تعرضت لتفجير كبير في 11 سبتمبر / أيلول 2001، ومنذ ذلك الوقت الأوضاع الأمنية مستنفرة.
من الملاحظ لجوء الفيلم (من إنتاج تري ستار بيكتشرز وأصدرته في 13 مايو / أيار 2016) إلى الحضور القوي للنجوم الكبار، وحيل سينمائية لا بد من توضيحها، مثل كشف حقيقة الحزام الناسف الذي لم يكن إلا مجموعة من كرات الطين كما يقول "كايل" في نهاية العمل.
امتلأ الفيلم بالإحصاءات والأرقام والجداول ومواد الإنفوجراف التي تخص التحليلات الاقتصادية ومحللي الكمية، بسبب فكرته القائمة أساساً على توضيح أخطاء اقتصادية مالية يُتهم الكمبيوتر بارتكابها في ظل جهل الكثيرين بعالم الأرقام، إلا أنها كانت موظفة دراميا.
وكعادة الأفلام السينمائية الأمريكية، ثمة مزج واضح بين دور الإعلام والمخابرات في كشف الحقائق، ولكن لم يكن من المبرر عدم تمكن الشرطة من قتل "كايل" مرات عدة رغم أن الفرصة كانت سانحة، وكذلك لا يوجد ما يبرر عدم إقدام "كايل" على قتل "لي"، هذا كان ضعفاً لم تفلح معه الطرق الإخراجية والكتابية، سوى أنها حاولت توصيل الأحداث إلى النهاية، إلا أن النهاية المأساوية قلبت المعادلة السينمائية لصالح العناصر الفنية وأبرزت قوتها وجدتها وفرادتها.
في النهاية، يحاول فيلم Money Monster (ميزانيته 30 مليون دولار) كشف حقيقة احتيال الشركات عبر أسلوب التحقيق التلفزيوني الاستقصائي، رغم طرح أفلام أخرى سابقة نفس الفكرة مثل Wall Street بأجزائه، و Owning Mahownyو Rogue Trader وغيرها.
aXA6IDE4LjIyMi43OC42NSA= جزيرة ام اند امز