أجرى الرئيس السوري بشار الأسد، الإثنين، زيارة عمل مفاجأة إلى سلطنة عمان، شملت جلسة مباحثات مع السلطان هيثم بن طارق.
وأكدت الوكالة السورية الرسمية، أن الرئيس السوري والسلطان هيثم بن طارق، عقدا جلسة مباحثات رسمية بقصر البركة العامر في مسقط بحضور الوفدين الرسميين، حيث جدّد سلطان عمان تعازيه للرئيس الأسد والشعب السوري بضحايا الزلزال المدمر.
وهذه أول زيارة خارجية يجريها الرئيس السوري عقب الزالزل المدمر الذي ضرب بلاده في 6 فبراير/ شباط الجاري، والثانية عربيا له عقب زيارته لدولة الإمارات في مارس/ آذار 2022.
كما أن تلك الزيارة هي الأولى لسلطنة عمان منذ تولي السلطان هيثم بن طارق للحكم.
وأكد سلطان عمان، خلال جلسة المباحثات، استمرار بلاده في دعمها لسورية لتجاوز آثار الزلزال وتداعيات الحرب والحصار المفروض على الشعب السوري، مشيراً إلى أنّ عُمان تشعر بالظروف الصعبة التي يعيشها السوريون بسبب هذه العوامل.
من جانبه عبّر الرئيس السوري عن بالغ شكره لسلطان عمان وللحكومة والشعب العُماني الشقيق على تضامنهم ووقوفهم مع بلاده وإرسالهم المساعدات الإغاثية، مشيراً إلى أنّ "الشكر الأكبر هو لوقوف عُمان إلى جانب سوريا خلال الحرب الإرهابية عليها".
كما تناولت المحادثات العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومجالات التعاون المشترك، حيث تمّ الاتفاق بين الجانبين على تعزيز التعاون الثنائي والنهوض به في المجالات كافة.
وفي هذا الصدد أشار الأسد إلى أنّ سوريا وعُمان تربطهما علاقات ثقة متبادلة وتفاهم قديم وعميق.
وناقش الجانبان أيضاً تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود الرامية لدعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث اعتبر الأسد أنّ عُمان حافظت دائماً على سياساتها المتوازنة ومصداقيتها، وأنّ المنطقة الآن بحاجة أكثر إلى دور سلطنة عُمان بما يخدم مصالح شعوبها من أجل تعزيز العلاقات بين الدول العربية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
من جانبه قال سلطان عمان، إنّ سوريا دولة عربية شقيقة ونحن نتطلع لأن تعود علاقاتها مع كلّ الدول العربية إلى سياقها الطبيعي.
وتلت جلسة المحادثات الرسمية جلسة محادثات مغلقة ثم غادر الرئيس الأسد والوفد المرافق له مسقط مختتماً زيارة العمل إلى سلطنة عُمان الشقيقة، وفق الوكالة السورية.
والخميس الماضي، أكد الأسد، أن مساعدات الدول الشقيقة والصديقة ساعدت في التخفيف من تداعيات الزلزال.
وأضاف: "ندرس تأسيس صندوق لدعم المتضررين من الزلزال".
وتابع: "حجم كارثة الزلزال والمهام المناطة بنا جميعا أكبر بكثير من الإمكانيات المتاحة".
وقال الأسد: "ما نواجهه على مدى أشهر وسنوات من تحديات خدمية واقتصادية واجتماعية لا يقل أهمية عما واجهناه خلال الأيام الأولى من الزلزال".
كما وجه الشكر لكل الدول الشقيقة والصديقة على وقوفها مع بلاده لمواجهة تداعيات الزلزال.
واستمرت دولة الإمارات العربية المتحدة، الخميس، ولليوم الحادي عشر على التوالي في إرسال المساعدات الإغاثية للمتضرين من الزلزال في كل من سوريا وتركيا ضمن عملية "الفارس الشهم 2".
ووجهت عدة دول عربية من بينها السعودية ومصر والجزائر مساعدات طارئة لسوريا عقب الزلزال.