القبيسي تعرض رؤية الإمارات وخططها في مواجهات الإرهاب بكازاخستان
الدكتورة القبيسي تعرض رؤية الإمارات وخططها في مكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر الضال، خلال مؤتمر "الأديان ضد الإرهاب" بكازاخستان.
استقبلت غولشارا عبديخاليقوفا، سكرتير الدولة لجمهورية كازاخستان في القصر الرئاسي، اليوم الإثنين، الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي والوفد المرافق لها الذي يقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية كازاخستان، تستمر عدة أيام.
حضر اللقاء عبد العزيز عبد الله الزعابي، النائب الثاني لرئيسة المجلس، وجمال محمد الحاي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وحمد راشد الحبسي، القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة الإمارات بكازاخستان.
كما حضر المقابلة كامالدينوف اقيلبيك أسخاتوفيتش، نائب وزير خارجية كازخستان، وخيرات لاما شريف، سفير كازاخستان لدى الإمارات.
وجرى، خلال اللقاء، بحث سبل تعزيز علاقات التعاون القائمة بين الإمارات وكازاخستان في جميع القطاعات، والسبل الكفيلة بمنع انتشار الأسلحة النووية والجهود الرامية إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم وعدم الربط بين الإسلام والإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام حسن الجوار والشرعية الدولية.
وتطرق اللقاء إلى أهمية المؤتمر الدولي الذي تستضيفه كازاخستان وتنطلق أعماله غدًا بعنوان "الأديان ضد الإرهاب" والجهود التي يبذلها البلدان لمكافحة الإرهاب والتطرف.
ومن المقرر أن تلقي الدكتورة القبيسي كلمة رئيسية في المؤتمر الدولي؛ حيث ستعرض رؤية الإمارات وتوجهاتها وخططها في مكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر الضال وإستراتيجياتها في استشراف المستقبل وتعزيز مسيرة التنمية الشاملة وجهود الإمارات في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف وإبراز القيم الحضارية والثقافية والعيش المشترك.
وفي بداية اللقاء، نقلت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، إلى نور سلطان نازارييف، رئيس جمهورية كازاخستان.
وأكدت أن الإمارات ترتبط بعلاقات قوية ومتينة مع جمهورية كازاخستان وهي تتطور من خلال المبادرات التجارية والتعاون الاقتصادي والاستثماري، مشددة على أهمية الارتقاء بهذه العلاقات من خلال استثمار المجالات الواسعة المتاحة في ضوء الإمكانيات الطبيعية والصناعية المتوفرة لدى البلدين وما يتميزان به من بيئة استثمارية جاذبة ومواقع جغرافية تسهل الانتقال إلى مختلف قارات العالم.
وقدمت الدكتورة القبيسي دعوة رسمية لـ غولشارا عبديخاليقوفا، سكرتير الدولة لجمهورية كازاخستان لزيارة الإمارات والمجلس الوطني الاتحادي للاطلاع على النهضة الشاملة التي تشهدها الإمارات.
وقالت إن الإمارات، وبتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حريصة على بذل كل ما من شأنه تنمية وتطوير مختلف أشكال التعاون مع جميع الدول الشقيقة والصديقة ومد جسور التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري التي تعود بالنفع والخير على بلدنا وهذه البلدان.
وأكدت أهمية تكثيف الجهود الرامية لتوثيق علاقات التعاون بين القطاع الخاص والمستثمرين من الجانبين نظرًا لأهمية الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في دفع العلاقات الاقتصادية المشتركة والارتقاء بها إلى آفاق أكثر اتساعًا وتنوعًا، مشيرة إلى أن الاستثمارات الإماراتية تشهد نموًا ملحوظًا في كازاخستان تحديدًا في قطاعات الطاقة والعقارات والزراعة والقطاع المصرفي.
وأعربت الدكتورة القبيسي عن شكرها على دعوة دولة الإمارات ممثلة في المجلس الوطني الاتحادي للمشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي بعنوان "الأديان ضد الإرهاب". وأكدت أن هذه المشاركة واجب ديني وأخلاقي لمواجهة الإرهاب والتطرف، مشيرة إلى أهمية مشاركة جمهورية كازاخستان في جهود الإمارات في هذا المجال.
وقالت إن هذا المؤتمر يمثل فرصة مهمة لشرح مواقف الإمارات الداعمة لجهود الدول العربية ومختلف دول العالم الواقفة بحزم في مواجهة ومكافحة التطرف والإرهاب في ظل ما تعيشه المنطقة من تطورات وأحداث متلاحقة وما ينتج عنها من أضرار تلقي بظلالها على شعوب المنطقة ودولها وعلى مقدراتها وتعيق مسيرة التنمية في عدد من الدول.
وأكدت على أهمية احترام حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة وعدم اثارة الفتنة الطائفية واحترام الشرعية من أجل إحلال السلام والاستقرار، مشيرة إلى أنه ومن هذا المبدأ تم تدشين التحالف العربي بقيادة السعودية وبمشاركة الإمارات لدعم الشرعية في اليمن حفاظًا على أمن المنطقة والشرق الأوسط.
وتطرقت إلى الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" المحتلة من قبل إيران وأهمية الاستجابة إلى مطالبات دولة الإمارات بحل سلمي لهذه القضية.
وأضافت أن "سياسة الإمارات منذ تأسيسها هي الالتزام بالقرارات الدولية والحل السلمي في حالة النزاعات والعمل على اجتثاث الإرهاب. وأشارت إلى أن هناك دولًا مجاورة تؤجج الفتنة الطائفية وتدعم الحوثيين والمخلوع صالح في اليمن".
وأكدت أن الإمارات تؤمن بالحل السلمي إلى جانب جهود التنمية من خلال مبادرات الإمارات التي تركز على القطاعات الأساسية مثل الصحة والتعليم والطاقة والبنية التحتية، وبالنسبة للأزمة السورية أنشأت مخيمًا للاجئين في الأردن، كما أن الإمارات من أول الدول التي تعمل على إنشاء مخيم للاجئين في اليونان؛ حيث تجاوزت مساعدات الإمارات للاجئين السوريين ملياري درهم، مشيرة إلى أن هناك ظروفًا صعبة تمر بها بعض الدول في منطقة الشرق الأوسط أدت إلى تشرد الملايين من النساء والأطفال.
وقالت "القبيسي" إن كازاخستان تعد من الدول الرائدة في مجال الأمن النووي حيث إنها قامت بالتخلي عن ترسانتها النووية غداة الاستقلال، كما تدعم مبادرات المنظمات الدولية ذات الصلة، مشيرة إلى أن معرض اكسبو استانا 2017 سيكون تحت شعار "طاقة المستقبل" ليعكس تحديات الطاقة والفرص السائدة في القرن الحادي والعشرين فيما سيعزز الجهود الرامية إلى إيجاد حلول الطاقة المستدامة لتلبية الطلب العالمي المتزايد.
وأشادت بالجهود التي تقوم بها كازاخستان لتبني الحوار وتعزيز ثقافة قبول الأخر، مؤكدة أهمية المؤتمر التي تستضيفه كازاخستان في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات.
ولفتت إلى أن الإمارات دخلت بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي عبر إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر خلال السبع سنوات المقبلة وتحديدًا في العام 2021 .
ونوهت إلى أن مشاركة الإمارات في أعمال الدورة التاسعة لمنتدى أستانا الاقتصادي الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي تحت عنوان "المستجدات الاقتصادية الجديدة.. التنويع والابتكار واقتصاد المعرفة" هو دليل واضح على وقوف الإمارات إلى جانب كازاخستان على مختلف الصعد لا سيما وأن هذا المنتدى يعد منبرًا مميزًا للحوار الدولي في ظل وجود نخبة مميزة من صناع القرار وممثلي القطاع الخاص بما يتيح مناقشة فاعلة للقضايا التنموية الاقتصادية سواءً المتعلقة بمنطقة آسيا الوسطى أو التغييرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي ككل.
وأشادت الدكتورة القبيسي باستضافة كازاخستان وتنظيم المؤتمر الدولي بعنوان "الأديان ضد الإرهاب" والذي جاء بفكرة من فخامة نور سلطان نازارييف، رئيس جمهورية كازاخستان، التي طرحها في خطاب له في الأمم المتحدة وحظيت بالقبول، الأمر الذي يدلل على أهمية الجهود التي تقودها كازاخستان في توضيح صورة الإسلام السمحة.
كما أعربت عن ثقتها بنجاح دولة كازاخستان في استضافة اكسبو 2017، مؤكدة أن إقامة هذا المعرض في منطقة آسيا الوسطى التي هي جسر بين الشرق والغرب وفي دولة عززت علاقاتها مع مختلف دول العالم تعتبر ميزة إضافية ستعزز موقف أستانا وسيوفر منصة قيمة من شأنها أن تساعد على تسليط الضوء على أحدث التطورات في مجالات الطاقة والتصميم التجريبي والتكنولوجيا البيئية والبنية التحتية والبناء والسياحة.
من جهتها، رحبت سكرتير الدولة لجمهورية كازخستان بوفد المجلس الوطني الاتحادي في كازخستان. وهنأت الدكتورة القبيسي بانتخابها لرئاسة المجلس الوطني الاتحادي كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط، مشيدة بالتطور وبالدعم الذي تحظى به المرأة الإماراتية وما وصلت له من مشاركة حقيقة وفاعلة في جميع مجالات الحياة، الأمر الذي عزز من مكانة الإمارات وريادتها على المستوى العالمي.
وأكدت أهمية زيارة وفد المجلس الوطني الاتحادي والتي تدل على عمق العلاقات القائمة بين البلدين والتي تحظى بدعم وتوجيه من قبل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، وأخيه نور سلطان نازارييف، رئيس جمهورية كازاخستان، معربة عن شكر وتقدير بلادها لدولة الإمارات على الدعم والتعاون القائم خاصة في تنفيذ عدد من المشاريع التي من أبرزها المشروع الإماراتي العقاري الضخم "أبوظبي بلازا" في قلب العاصمة الكازاخستانية أستانا، الذي سيفتتح بالتزامن مع انطلاق فعاليات اكسبو استانا عام 2017، والذي سيكون من أجمل المعالم في العاصمة أستانا، والذي يعد معلمًا جديدًا وشاهدًا على ما يربط البلدين من علاقات متينة وأيضًا مدرسة الشيخ خليفة بن زايد التي يجري تنفيذها حاليًا.
وأشادت سكرتير الدولة لجمهورية كازخستان بما تشهده هذه العلاقات من تطور خاصة على صعيد التعاون الاقتصادي والتجاري والذي يشهد نموًا ملحوظًا بشكل سنوي ليتجاوز حجم التجارة الخارجية بين البلدين 270 مليون دولار خلال عام 2015.
وقالت إن جمهورية كازاخستان أكدت -في بيان رسمي ألقي في الأمم المتحدة- على رفض انتشار السلاح النووي وعدم الربط بين الإسلام والإرهاب، مضيفة أنه من هنا تكمن أهمية المؤتمر الدولي الذي ستبدأ أعماله يوم غدٍ لتوضيح دور الأديان في مكافحة الإرهاب.
وأعربت عن شكرها وتقديرها لمواقف الإمارات ودعمها لبلادها خاصة في مشاريع التنمية والمساعدات الإنسانية، مؤكدة أن البلدين يرتبطان بعلاقات تعاون ثنائية تعد نموذجًا حقيقيًا لطبيعة العلاقات الثنائية، مضيفة أن هناك زيارات لوفود رسمية وتعاونًا وحرصًا على تطوير الإجراءات وتقديم التسهيلات المتعلقة بالاستثمار لتشجيع المستثمرين الإماراتيين على الدخول إلى أسواق كازاخستان.
وأكدت أن بلادها تحرص على الانفتاح الاقتصادي والتجاري والاستثماري والثقافي مع الإمارات خاصة ودول المنطقة عمومًا مستعرضة فرص الاستثمار في بلادها والمشاريع ذات النفع المشترك بالإضافة إلى الإمكانات والثروات الطبيعية التي تمتلكها كازاخستان ما يؤهلها إلى أن تكون قاعدة مثلى للتعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي الناجح، مشيرة إلى الجهود التي تبذلها كازخستان لاستضافة معرض إكسبو الذي سيقام في أستانا عام 2017.