القبيسي: الإمارات تستشرف المستقبل بنهضة تتشارك فيها المرأة والرجل
الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي تؤكد أن الإمارات تستشرف المستقبل بنهضة حضارية تتشارك فيها المرأة مع الرجل.
أكدت الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي أن دولة الإمارات العربية المتحدة مثال استثنائي على التطور الطبيعي للنهضة النموذجية، وهي تستشرف المستقبل بنهضة حضارية شاملة متوازنة ومستدامة تتشارك فيها المرأة مع أخيها الرجل وفق عقيدة التكامل والعمل المتعاضد بروح الفريق الواحد وفق نسيج من التلاحم المجتمعي لإرساء مقومات التقدم في شتى القطاعات والمجالات وبما يتوافق مع قيمنا وتقاليدنا الحضارية والدينية ويحافظ على هويتنا الوطنية التي لن نفرط فيها مهما كان انفتاحنا على العالم.
جاء ذلك في كلمتها خلال أعمال قمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات لعام 2016 التي بدأت اليوم الأربعاء في العاصمة الأردنية عمان وتستمر يومين تحت عنوان " المرأة في السياسة: التقدم بخطى حثيثة" بمشاركة 260 برلمانية من 89 دولة لمناقشة أفضل الممارسات والخبرات لتعزيز دور النساء في البرلمانات وصناعة السياسات.
ويضم وفد الإمارات المشارك في القمة كلا من عفراء راشد البسطي وعزا سليمان بن سليمان وعائشة سالم أحمد بن سمنوه وناعمة عبدالله الشرهان وعلياء سليمان الجاسم.
وقالت: "لقد استشرفت قيادة الإمارات منذ البدء الدور الكبير للمرأة في إحداث تأثير اجتماعي مستدام، وأن تشارك في صناعة التغيير الإيجابي كما تنظر إلى تمكين المرأة باعتباره أمرا حاسما في تفعيل المشاركة السياسية في الدولة".
وأضافت أن الهوة بين المرأة والرجل قد تم تحديدها من باني اتحاد دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، الذي رسخ في ذهن أبناء شعبه أن "الرجل أخ للمرأة والمرأة أخت للرجل ليس هناك فرق بينهما إلا في العمل.. العمل الطيب والعمل السيء.. هنا يكمن الفرق"، تلك هي الهوة الوحيدة التي تفرق بين الجنسين في الإمارات جودة العمل.. مؤكدة أن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة واصل مسيرة تمكين المرأة الإماراتية.
ونبهت إلى أنه ومنذ أكثر من عشرين عاما مهدت الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة لمبدأ المشاركة السياسية وانضمام المرأة للمجلس الوطني الاتحادي بقولها: "إن رئيس الدولة يسبق بأفكاره أحلامنا جميعا وهو حين يؤكد عدم وجود عوائق تحول دون مشاركة المرأة في العمل السياسي إنما يعبر عن حلم مستحق لابنة الإمارات" .
وأضافت الدكتورة أمل عبدالله القبيسي أن هذا الحلم المستحق تحقق في المشاركة السياسية عبر انضمام المرأة للحكومة كوزيرة عام 2005 وعبر انضمامها عبر صناديق الانتخاب لعضوية المجلس الوطني الاتحادي في ديسمبر 2006 من أول تجربة انتخابية في الدولة لتشهد بعدها الإمارات الانطلاقة الحقيقية لبرنامج التمكين السياسي، واليوم وبعد فصلين تشريعيين فقط من انضمام المرأة لأول مرة للبرلمان الإماراتي تتبوأ المرأة رئاسة هذا الصرح السياسي التشريعي أحد السلطات الدستورية الخمس في الدولة، ولتشكل نسبة تمثيل المرأة فيه الآن نسبة أعلى من 20% والتي تعتبر من أعلى المعدلات العالمية.
وقالت إن الإماراتيات يشاركن في صياغة وتشكيل وتنفيذ السياسة العامة للدولة ورؤاها الاستراتيجية وصنع واتخاذ القرار عبر دورهن الفاعل كوزيرات في مجلس الوزراء والآن في حكومة المستقبل التي شكلها مؤخرا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تمثل النساء فيها نسبة 27.5%، في نسبة تعتبر من أعلى النسب في العالم في مجال تمثيل المرأة الوزاري في السلطة التنفيذية، وليس من قبيل المصادفة أن يكون لدينا ثماني وزيرات منهن وزيرة دولة للشباب ووزيرة دولة للتسامح ووزيرة دولة للسعادة، وأن تكون رئيسة مجلس شباب الإمارات شابة إماراتية، وأن تكون رئيسة مجلس علماء الإمارات عالمة إماراتية.
وأكدت أن حكومة دولة الإمارات أسست مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين الذي يعمل على تقليص الفجوة بين الجنسين في العمل في قطاعات الدولة كافة والعمل على تحقيق التوازن بين الجنسين في مراكز صنع القرار، وهو يؤكد أهمية دور المرأة في صنع السياسات وليس فقط تنفيذها، مشيرة إلى أن نتائج ذلك واضحة جلية، فالمرأة في الإمارات تسهم حاليا بأكثر من 50% من القوى العاملة في الإمارات بعد أن كانت نسبتها لا تتعدى 6.2% في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، حيث تشغل المرأة الإماراتية 66% من الوظائف الحكومية العامة، كما تشغل 33% من المراكز القيادية في الدولة.
وأوضحت أن عدد الدبلوماسيات العاملات في مقر وزارة الخارجية يبلغ نحو 153 دبلوماسية.. ومنذ تأسيس مجلس سيدات الأعمال وصل عددهن إلى نحو 23 ألف سيدة أعمال يدرن استثمارات يتجاوز حجمها 42 مليار درهم.
ونبهت إلى أن أحد أكبر التحديات التي نواجهها اليوم أفرادا ودولا ومجتمعات هي التطرف، فالتطرف بغض النظر عن الفكر الذي يغذيه هو أحد آفات هذا العصر، فالتطرف الذي يأخذ الطابع العنصري والتطرف الذي يأخذ الطابع الديني وحتى التطرف في المطالبة بحقوق الإنسان أو حقوق المرأة هو جزء من مقاربة إقصائية للآخر تستبيح الدم والروح من أجل معتقد فكري أو ديني أو سياسي، مؤكدة أن ذلك التطرف لا فرق فيه بين المنظمات الإرهابية وبين مؤسسات الحكم فالتطرف ليس له دين أو لغة أو لون بشرة وإن كان أحيانا له علم، وأضافت أنه لا يمكننا أن نكافح هذه المقاربة دون تطوير مجتمع قادر على إعلاء قيمة الإنسان فوق كل الاعتبارات ولا يمكن أن نعلي قيمة الإنسان إذا كنا نبخس قيمة جنس أو جنسية.
وحذرت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي من أن الإرهاب البغيض أصبح سرطانا مستشريا في قارات العالم كافة يهدد الحضارات والإنسانية، ويدمر التنمية العالمية ويقوض جهود الأمن والاستقرار، وكذلك تدني مستويات النمو والإنجاز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أكثر من نصف دول العالم، مما أدى إلى زيادة الفقر والجوع والبطالة والتصحر وتدني الخدمات الإنسانية وجعل أكثر من ثلثي سكان العالم يعيشون في اقتصاديات مهددة بخطر الانهيار.
ويناقش المنتدى الذي يعقد تحت رعاية الملك عبدالله الثاني ملك الأردن مجموعة من القضايا الملحة عالميا، من أبرزها دور وأهمية وجود المرأة في مراكز صنع القرار والمرأة والقيادة السياسية والمرأة وريادة الأعمال والمشاركة الاقتصادية وتمكين المرأة الاقتصادي والصحي والتعليمي والهجرة والسلام والأمن والتعاون بين السيدات البرلمانيات ومنظمات المجتمع المدني والعنف ضد المرأة.
aXA6IDE4LjE5MC4yMTkuMTc4IA== جزيرة ام اند امز