رئيس وزراء لاتفيا لـ"العين الإخبارية": إذا أوقفت أوكرانيا الحرب "فستختفي".. وكتابة النهاية بيد موسكو
حذر رئيس وزراء لاتفيا كريسيانيس كاربنسك؛ الجار الشمالي لأوكرانيا في تصريح لـ"العين الإخبارية" من أن كييف إذا أوقفت الحرب من جانب واحد فإنها ستختفي عن الوجود، لعدم تكافؤ الدولتين المتصارعتين.
وعلى هامش قمة الاتحاد الأوروبي وأمريكا الجنوبية والكاريبي، المُقامة في العاصمة البلجيكية بروكسل، بحضور 60 زعيما، أكد رئيس الوزراء اللاتفي، أن روسيا إذا أوقفت الحرب فإن نهايتها ستكون حتمية.
من يوقف الحرب أولا؟
وتحدث كاربنسك لـ"العين الإخبارية"، لدى وصوله مقر انعقاد القمة المستمرة منذ أمس الإثنين وحتى اليوم الثلاثاء عن أفق إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية، وأهمية عقد هذه القمة، قائلا: "أعتقد أن المسألة مسألة لقاءات و فهم بعضنا البعض. ومن وجهة النظر الأوروبية، هناك دولتان تحارب كل منهما الأخرى، وعليهما وقف الحرب".
حشد الدعم لأوكرانيا
مضيفا: "لكن على شركائنا أن يفهموا أنه إذا أوقفت روسيا العدوان فالحرب ستنتهي حتما، أما إذا أوقفت أوكرانيا الحرب (من جانب واحد)، فإنها ستتوقف عن الوجود، وذلك لأن الحرب ليست بين دولتين متشابهتين، المسألة إذن بين مستعمِر سابق، وهو روسيا، ودولة مستعمَِرة سابقة، وهي أوكرانيا".
رئيس الحكومة اللاتفية أردف في نفس السياق أنه "عندما يتفهم أصدقاؤنا في أمريكا الجنوبية و في الكاريبي هذا الطرح، فإنهم لن يترددوا في دعم أوكرانيا كباقي دول العالم، وسيتجاوزون الطرح الذي ينبني فقط، على إدانة روسيا أو دعم أكرانيا".
و أعرب كريسيانيس كاربنسك عن أمله في "أن يغير شركاؤنا في أمريكا الجنوبية رأيهم، من خلال اجتماعاتنا معهم، لأن الأمر يتعلق أساسا بإدانة روسيا أولا".
ونوه المسؤول الأوروبي إلى أنه يرى أن "اجتماع اليوم له مغزى كبير، ليس فقط بالنسبة للتجارة والاقتصاد، وإنما أيضا بالنسبة للأمن، و ليس الأمن الأوروبي فقط، وإنما الأمن الغذائي في العالمـ و في منطقة أمريكا الجنوبية و الكاريبي".
المناخ والأمن الغذائي
أرجع رئيس حكومة لاتفيا في حديثه عن الحرب بأوكرانيا، ارتفاع أسعار المواد الغذائية و الطاقية في العالم لغلاء تكلفة الحرب الجارية هناك، و قال: "كما نلاحظ الأسعار آخذة في الارتفاع بمختلف أنحاء العالم، بما فيها أمريكا اللاتينية، لأسباب عديدة تتعلق بأمن التجارة بسبب العدوان الروسي".
و تأتي قضية المناخ حسب كاربنسك "كإحدى أولويات الأمن العالمي"، بقوله: " أعتقد أن هذا الصيف تذكر العالم مجددا أن ثمة شيئاً خطيراً يحدث.. وقد لاحظنا ارتفاع درجات الحرارة في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أوروبا وبلوغها أرقاما قياسية غير مسبوقة تهدد الحياة ولم تحدث خلال العشر لخمسة عشر سنة ماضية".
و ذكر رئيس الحكومة اللاتفية في هذا الصدد أن دول الاتحاد الأوروبي لديها سياسات خضراء وأموال لدعم الشركات والأفراد لتغيير أساليبها".
واعتبر أن "هذه مهمة غالية الثمن جدا.. وإذا كنا نريد من دول أخرى اتباع نفس النهج فالسؤال هنا كيف سيتم تمويل هذه العمليات؟ وهذا موضوع كبير".
قمة بآراء متباينة
وترمي قمة زعماء دول الاتحاد الأوروبي مع نظرائهم من دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إلى تعزيز العلاقات بين الجانبين رغم خلافاتهما المتعلقة خصوصاً بالحرب في أوكرانيا.
وهذه القمّة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك) هي الثالثة على الإطلاق بين الجانبين والأولى منذ 2015.
ويحاول القادة المجتمعون من أوروبا وأمريكا اللاتينية ودول منطقة "سيلاك" تعويض الوقت الضائع في السنوات الماضية بسبب رياح الخلاف، لكنّ التقارب لا تزال تقف دونه عقبات وصعوبات جمة.