وزير البيئة المصري لـ"العين": هذه حقيقة ما حدث في كينيا
خالد فهمي قال لبوابة "العين"، إن المزاعم الأخيرة بشأن إساءة بلاده لدول إفريقية في اجتماع أممي، ليس لها أساس من الصحة
قال وزير البيئة المصري، خالد فهمي، لبوابة "العين"، إن التصريحات المنسوبة لأحد المسؤولين المصريين يسيء فيها إلى الدول الإفريقية خلال اجتماع أممي، ليس لها أساس من الصحة، كاشفًا عن تواصل على مستوى دبلوماسي لإنهاء المسألة، رافضًا تسميتها بأزمة.
وفي تصريحات خاصة عبر الهاتف اليوم الأربعاء، أوضح الوزير المصري أن "اتهامات المسؤولة الإفريقية، مثيرة للدهشة، لاسيما أنها لم تعرف بالضبط من هم الحضور، وهو ما ظهر في تصريحاتها عبر حسابها الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي البداية وجهت الاتهام لي شخصيًا ولم أكن حاضرًا، ثم بعد ذلك للنائب، وفي المرة الثالثة قالت إن هناك من أخبرها بالأمر".
وكانت مذكرة عممتها إيفون خاماتي رئيس اللجنة الفنية للبعثات الدبلوماسية الإفريقية التابعة للاتحاد الإفريقي، أثارت، بوادر أزمة دبلوماسية بين مصر وكينيا لاتهامها رئيس الوفد المصري بنعت دول صحراء إفريقيا بـ "الكلاب والعبيد"، وذلك خلال ترأسه لوفد بلاده في مؤتمر للبيئة الذي عقد في كينيا الأسبوع الماضي.
وكشف الوزير على أنه لم يحضر المؤتمر، ولكن أناب عنه كل من الدكتور حسن أباظة ومصطفى فودة، واللذان كان يقدما الدعم الفني للوفد الدبلوماسي، وغادرًا قبل بدء الجلسة الختامية للمؤتمر.
وأضاف فهمي، لبوابة "العين"، "في حال فرضية أن هذا حدث، وهو ما لم يحدث، كان يتوجب على المسؤولة أن تتأكد أولًا من شخصية من أدلى بتصريحات مسيئة أولًا، وفي حالة معرفته، كان يتوجب التعامل بدبلوماسية وحرص أكبر على العلاقات الإفريقية".
وتابع الوزير، الواقعة لم تحدث من الأساس، ونتواصل حاليًا مع وزراء البيئة الأفرقة من جهتنا، فيما تتواصل الخارجية مع نظرائها.
وشدد الوزير المصري على أنه "ليس هناك أزمة بين الدول الإفريقية، وأن وزيرة البيئة الكينية استهجنت موقف المسؤولة التي قدمت المذكرة، وليس لدينا سوى أن نؤكد أن هذه الأفعال ليست سوى دليل على نجاح مصر".
وعلمت بوابة "العين" من مصادر دبلوماسية مصرية، حضرت اللقاء، إن المؤتمر تعثر بسبب أخطاء إجرائية في الجلسة الختامية تتعلق بالاقتراع على قرار يتعلق بعزة، حيث انتهى التصويت بـ 36 مع مقابل 35 ضد، فيما تحفظت 4 دول، وهو ما دفع المنظمون إلى إعادة الاقتراع، وبعد اقتراح أن يتم الاقتراع على جميع القرارات السابقة، غضب عدد من الوفود وانسحبوا من المؤتمر، باستثناء كل من وفدي المغرب ومصر.
وقالت خاماتي، عبر المذكرة التي وجهتها إلى مسؤولين إفريقيين، إنه خلال نقاش حول "غزة " نعت رئيس الوفد المصري رئيس المؤتمر شعوب دول الصحراء الإفريقية بـ "الكلاب والعبيد" متحدثًا باللغة العربية".
من جانبه، وجه وزير الخارجية المصري سامح شكري بإجراء تحقيق فوري لمعرفة حقيقة ما حدث، مشددًا في الوقت ذاته أن ما يتوفر لدى وزارة الخارجية من معلومات حتى الآن ينفى تمامًا صدور تلك العبارات من ممثل مصر خلال اجتماع المجموعة الإفريقية المشار إليه.
وأضاف الوزير، في بيان صحفي أمس، أنه ليس من المقبول أبدًا الوقوع في خطأ التعميم وتوجيه اتهامات واهية إلى الدولة المصرية وشعب مصر تشكك في انتمائهما الإفريقي، وفى قدرة مصر على الاضطلاع بمسئولياتها في التعبير عن المصالح الإفريقية.
وأشار البيان إلى أن الخارجية كلفت السفارة المصرية في نيروبي بتوجيه مذكرة شديدة اللهجة إلى مجلس السفراء الأفارقة في نيروبي، على أن يتم توزيعها على الدول الإفريقية والمجموعات الإفريقية كافة في المنظمات الدولية والإقليمية، للتعبير عن رفض مصر واستهجانها لما سمته تجاوز منسقة مجموعة الخبراء الأفارقة في نيروبي لصلاحياتها.
من جانبه، كشف الكاتب الصحفي أشرف أمين أنه كان ضمن الوفد الإعلامي المرافق لتغطية فعاليات المؤتمر، ولا يوجد أي دليل أو تسجيل على أن هناك سبًّا تم من الجانب المصري ضد الأفارقة.
وأوضح الكاتب الصحفي، خلال تعليقة على ما حدث عبر حسابه الشخصي "الفيس بوك"، أن خاماتى التي أصدرت التقرير الذي تتهم رئيس الوفد المصري وتطالب بالتصعيد تعمل كنائبة المندوب الدائم لكينيا باليونيب (برنامج الامم المتحدة للبيئة) لم توقع الخطاب بصفتها ممثلة لدولتها، ولم تعلم دولتها بالتقرير الذي ستصدره، كما لم تحدد في التقرير أسماء ممثلي الدول الذين سمعوا هذه الكلمات وأين تمت، وفى أي توقيت بالضبط ولم تشركهم في التوقيع على التقرير في حالة حدوثه.
وتابع أمين "علمت من مصادر خاصة أن الخارجية الكينية تتدارس الأمر والذي فوجئت به وتبحث آلية التعامل مع الأزمة التي حدثت دون أن تكون على علم به، ومن المتعارف عليه في الهيئات الدولية أن هناك لغة في الخطاب طبقًا لواقع المسؤوليات والمهام والخطاب بالتصعيد وعزل مصر يبدو غريبًا بعض الشيء، خاصة أنه صادر من منسقة لجنة خبراء بإحدى الهيئات التابعة للاتحاد الإفريقي وليس من دولة".
وطالب الكاتب الصحفي السلطات المصرية بالتمسك بتقديم اعتذار رسمي من كينيا والاتحاد الإفريقي على هذا الكذب والادعاء بلا أي مستند اتهام، ويجب محاسبة المستشارة الكينية التي صنعت أزمة إقليمية بلا أي دليل.
في المقابل، تداولت وسائل إعلام في كينيا صورة المذكرة التي عممتها خاماتي وصنفت على أنها "سرية" بعنوان "سوء التصرف المصري خلال الجلسة الثانية من مؤتمر الجمعية العامة لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة".