لوريس في حوار حصري لـ "العين": سنقاتل للفوز بكأس أمم أوروبا
حارس منتخب فرنسا يحلم بتتبع خطى بلاتيني وديشامب
قبل سفره لفرنسا في إجازة مع زوجته وطفلتيه قبل كأس أمم أوروبا، سمح هوجو لوريس بحوالي ساعة من وقته لمراسل بوابة العين الإخبارية في لندن
قصة هوجو لوريس حارس مرمى منتخب فرنسا وفريق توتنهام الإنجليزي فيها الكثير من التفاصيل الخاصة والمميزة التي أهلته للقب "سانت لوريس" الذي أطلقته عليه الصحافة الفرنسية في تصفيات مونديال 2009.
لوريس حصل على لقب "سانت" أو القديس بعدما ساهم في تأهل منتخب بلاده إلى نهائيات مونديال جنوب افريقيا عام 2010 بأدائه الرائع في مباراتي الملحق الأوروبي أمام جمهورية ايرلندا، كما وصفه سلفه في حراسة عرين الديوك جريجوري كوبيه بأنه ظاهرة استثنائية.
ونتيجة للشهرة والجماهيرية الهائلة التي حصل عليها بعد هاتين المباراتين التي خاضهما قبل أن يبلغ عامة الثالث والعشرين، وضعت سوني صورته مع المهاجم كريم بنزيمة على النسخة الفرنسية من لعبة البلاي ستيشن "فيفا 2010".
يأمل لوريس في أن يتجاوز نحسه الكروي ليقود منتخب بلاده لتحقيق لقب يورو 2016 سيرا على خطى أساطير حملوا شارة الكابتن قبله من عينة ميشيل بلاتيني عام 1984، وديشامب مدربه الحالي عامي 98 و2000.
كما يأمل أن ينضم لقائمة الحراس المتوجين ببطولات مع فرنسا مثل جويل باتس أول حارس يتوج بلقب كأس أمم أوروبا في تاريخ فرنسا وذلك عام 1984، وفابيان بارتيز صاحب لقبي المونديال 98 واليورو 2000.
قبل أيام من عودته إلى بلاده فرنسا للحصول على إجازة قصيرة مع زوجته وطفلتيه قبل الالتحاق بمعسكر الديوك استعدادا لكأس أمم أوروبا المقبلة، سمح "سانت لوريس" بحوالي ساعة من وقته لمراسل بوابة العين الإخبارية في لندن للحديث عن البطولة وتوتنهام وأحلامه.
هل يمكن أن تفوز فرنسا بيورو 2016؟
أتمنى ذلك، أو بالأحرى أؤمن به لأن الايمان ضروري في كرة القدم، إذا دخلنا الملعب بدون إيمان بقدرتنا على الفوز، لا يمكن أن نتوقع ما يجري حينها، إذا كان لديك موهبة بجانب الروح القتالية والثقة في تحقيق الفوز، يمكنك وقتها تحقيق أشياء عظيمة.
وفي المنتخب نشعر أننا نتحسن تحت قيادة ديدييه ديشامب وطاقمه، وبوجود لاعبين كبار في تشكيلة المنتخب لدينا اعتقاد أننا نستطيع الفوز بالبطولة.
لكن منتخب فرنسا لم يخُض مباراة تنافسية منذ عامين، فهل يجعله ذلك مهيأ لتجاوز منتخبات أكثر جاهزية؟
صحيح أننا لم نخض مباراة رسمية منذ عامين، لكننا لعبنا العديد من المباريات الودية، لذا سنكون متعطشين لبدء البطولة، وسنقدم أفضل ما لدينا، كما سيساعدنا أيضًا عامل الجمهور باعتبار أن البطولة تقام على أرضنا، نستمد توقعاتنا منهم، لأن فرنسا أمة كبيرة وشعبها مهتم بكرة القدم، الجماهير تتوقع منا أن نكون في المراكز المتقدمة، إذا قاتلنا فوق أرضية الميدان ستقوم الجماهير بتشجيعنا وتحفيزنا، مما يعزز أمالنا في الفوز باللقب.
بشكل شخصي ماذا تتطلع لتحقيقه في البطولة وانت قائد للمنتخب مثل أساطير كروية على غرار بلاتيني وديشامب؟
إنها مشاركتي الرابعة في بطولة كبيرة منذ الأولى التي كانت في كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا، ولم تكن ذكرى جيدة، بشكل عام البطولات الكبرى تعني الكثير للاعبين، لأنك تواجه أفضل اللاعبين في العالم ما يجبرك على تقديم أفضل ما لديك.
كما أن تحمل مسئولية تمثيل منتخب بلادك، يمنحك أفضل شعور يمكن أن تجربه كلاعب، أما بخصوص شارة القيادة فأنا أحاول أن ألعب المباراة بشكل عادي ولا أدع المسألة تؤثر على أدائي.
خارج الملعب تفرض عليّ الشارة أن أكون مثالًا جيدًا للاعبين الشباب، الأمر نفسه ينطبق على توتنهام، حيث أحاول أن أساعد اللاعبين الصغار، لأنه في بعض الأحيان يفتقد الفريق للتوازن، ولذلك يجب على اللاعبين أصحاب الخبرة أن يكونوا مثالًا جيدًا.
يشكو بعض اللاعبين من إرهاق الموسم الكروي في أوروبا بحيث يشاركون في المونديال أو اليورو وهم منهكين تماما، فما رأيك من واقع تجربتك؟
بالطبع ليس من السهل الخروج من موسم طويل وشاق في الدوري الإنجليزي الممتاز لكي تجد نفسك مضطرا للتحضير لبطولة كبرى مثل اليورو، وهذا الأمر يحتاج لجهد مكثف من المدرب ديشامب وطاقمه التدريبي، لتجهيز اللاعبين وإخراجهم من حالة الإرهاق وكذلك الملل من الكرة، بدورنا نعلم أننا سنبذل كل ما لدينا لنكون جاهزين لحصد اللقب.
كيف يختلف اللعب في المباريات الدولية عن الدوري؟
في المنتخب أنت تحتاج فقط لعدة أسابيع كل عام، تتدرب مع زملائك وتقومون بالتحضير، ولهذا تختلف بشكل كبير عن اللعب للفريق، لهذا يكون مهمًا أن نقوم بالاستعداد جيدًا قبل أي بطولة، ونعلم أننا سنكون جاهزين جيدًا هذا الصيف.
زملائك من الدوليين الانجليز في توتنهام يمكن أن يواجهونك خلال البطولة، فكيف ترى ذلك؟
إذا واجهنا انجلترا، لن يكون (هاري) كين و(ديلي) ألي فقط، بل إيريك دير وغيرهم، إنهم لاعبون كبار في توتنهام ويلعبون حاليًا في المنتخب الإنجليزي، نحن نتدرب سويًا كل يوم، لذلك أعرف كل شيء عن كين وهو أيضًا يعرف كل شيء عني، لديه مؤهلات مذهلة، وأنا أعتقد أنه سيكون واحدًا من أهم لاعبي المنتخب في السنوات المقبلة، أنا واثق في المستقبل الرائع لمنتخب انجلترا وليس فقط بسبب هاري وزملائي في توتنهام بل أيضًا بسبب اللاعبين الشباب لديهم.
من الأشياء المميزة فيك إجادتك أداء دور الحارس الليبرو، فما هي المهارات التي تحتاجها لذلك؟
(يضحك) الحقيقة أنني فكرت في وسيلة لأتميز بها عن أقراني من حراس المرمى الذين يفوقونني طولا (يبلغ طوله 185 سم) وبنية جسدية، ووجدت أن عليّ أن أقرأ المباراة أفضل منهم، وتوقع ماذا يمكن أن يحدث والتعامل معه، حتى عندما لا تكون منخرطًا بشكل كبير في المباراة، وظيفتك كحارس أن تكون جاهزًا طوال الوقت لأي شيء، لأن المباريات في كثير من الأحيان تتطلب الكثير من التركيز، وهو ما يجعل ذهنك مرهقا أكثر من جسدك.
من هم حراس المرمى المفضلين لديك؟
أول حارس كان له أثر كبير وألهمني أن أصبح حارس مرمى هو بيتر شمايكل، ثم فابيان بارتيز، ولاحقًا أعجبت بإيكر كاسياس وأوليفر كان.
هل تشعر بأنك غير محظوظ كونك لم تفز بألقاب دوري من قبل، وحتى توتنهام كان قريبًا من الفوز هذا الموسم لكنه خسر في المراحل الأخيرة؟
على الإطلاق، فهذا الموسم مثلا قدمنا كل ما لدينا، وأبلينا بلاء حسنًا هذا الموسم ويمكننا أن نقدم أفضل من ذلك في المواسم القادمة، لقد اكتشفنا مناطق التميز في تشكيلة الفريق الحالية، ولدينا لاعبون صغار في السن وموهوبين، نسعى لأن نتعلم ونتحسن وهذا هو المهم.
قبل موسمين كنت على وشك مغادرة توتنهام لأنك تريد اللعب في دوري أبطال أوروبا فهل أنت سعيد أنك ستحقق ما كنت تتطلع إليه؟
بالفعل كان لدي اهتمامات قبل موسمين باللعب في دوري الأبطال، وبدأت أسأل نفسي لم لا أشارك في هذه البطولة، وفكرت في المغادرة خاصة بعد تغيير اثنين من المدربين هما أندريه فيليش بواش، وتيم شيروود، ولكن في أول لقاء لي مع ماوريسيو بوكيتينو وثقت فيه من أول مرة رأيته فيها، أنا أفهم ما يريده، وموافق تمامًا على وجهات نظره الكروية، لدينا الفلسفة الكروية ذاتها.
كيف تصف بوكيتينو كمدرب؟
لقد قام بتغيير كل شيء في التدريبات وفي تشكيلة الفريق، بعقليته وشخصيته المميزة، إذا أراد اللاعبون أن يتحسنوا بشكل فردي يقوم بكل ما يلزم لجعلهم كبارا، كما أنه عادل مع الجميع، لهذا السبب وجوده في غرفة الملابس أمر إيجابي، ونشعر أننا تحسنا كثيرًا تحت قيادته، ولدينا هوية حقيقية وهذا أمر واضح.
ماذا يمكن أن يفعل توتنهام في الموسم الجديد، بعد العودة إلى دوري الأبطال؟
التواجد بين الكبار والمنافسة على اللقب كان تجربة جيدة، لكن نحن فريق شاب ويمكننا أن نكون أقوى الموسم المقبل، وأن نفعل شيئًا عظيمًا، هناك طاقة إيجابية كبيرة داخل غرفة الملابس وسنحاول تقديم موسم رائع.
كما إنه أمر مشوق أن نواجه الفرق الكبرى في أوروبا، لذا سنقدم أفضل ما لدينا ونحاول أن ننافس على كل البطولات، لأنه من الجيد أن تمتلك الطموح رغم أن هذا سيكون أمرًا جديدًا على معظم اللاعبين.
قلت إن بيتر شمايكل مثلك الاعلى لكن المفارقة أن ابنه كاسبر حرمك من التتويج بالدوري عندما فاز به مع ليستر، فهل تضحكك المفارقة؟
(يضحك) في الحقيقة كاسبر قام بشيء عظيم مع ليستر وفاز بالدوري، إنه حارس كبير، وهو الحارس الأول للمنتخب الدنماركي، وأتذكر أنني لعبت ضده مع منتخب فرنسا تحت 21 عامًا، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أواجهه فيها.
كيف تكون حياتك بعيدًا عن كرة القدم؟
لدي زوجة وطفلتين يجعلون الأمر أسهل، عندما أكون في المنزل لا أفكر في كرة القدم، بل أعيش حياتي بشكل طبيعي، بعض اللاعبين لديهم هواية ألعاب الفيديو، ولكن أنا لدي الكثير لأفعله مع عائلتي، أحب الحياة في لندن، والسير في الشوارع أو الذهاب للمتنزهات مع طفلتيّ، لكني أشعر بحرية أكبر في فرنسا.
--------------
لويس في سطور
- من مواليد 26 ديسمبر 1986 بمدينة نيس
- يخوض البطولة الرابعة له مع منتخب فرنسا
- لعب في ليون بين عامي 2008 و2012
- لم يفز في مشواره سوى ببطولتي كأس فرنسا وكأس السوبر فقط
aXA6IDMuMTQwLjE5Ni41IA== جزيرة ام اند امز