السيسي محذراً في قمة السلام: تصفية القضية الفلسطينية لن تحدث وليست على حساب مصر
بمشاركة عربية وإقليمية ودولية وازنة انطلقت في العاصمة المصرية اليوم السبت قمة القاهرة للسلام.
وتتزامن قمة مصر مع بداية الأسبوع الثالث من التصعيد الذي تفجر بين إسرائيل وحماس بعد إطلاق الأخيرة عملية "طوفان الأقصى" في السابع من الشهر الجاري.
وفي كلمته الافتتاحية شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أن تصفية القضية الفلسطينية لن تحدث وفي كل الأحوال ليست على حساب بلاده.
وقال السيسي إن شعوب العالم كله تترقب بعيون متسعة مواقفنا في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة اتصالا بالتصعيد العسكري في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن اللقاء يأتي في أوقات صعبة تمتحن إنسانيتنا قبل مصالحنا، مشددا على أن بلاده انخرطت في جهود مضنية لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في غزة.
وقال الرئيس المصري إن بلاده تعبر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونا ونصف فلسطيني في قطاع غزة، يفرض عليهم عقاب جماعي وحصار وتجويع وضغوط عنيفة للتهجير القسري في ممارسات نبذها العالم المتحضر الذي أبرم الاتفاقيات وأسس القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ودعا إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء، وتسائل: "بصراحة أين قيم الحضارة الإنسانية التي شيدناها على امتداد الألفيات والقرون، أين المساواة بين أرواح البشر دون تمييز أو تفرقة أو معايير مزدوجة؟".
وأضاف أن مصر منذ اللحظة الأولى انخرطت في جهود لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في غزة، لم تغلق معبر رفح في أي لحظة إلا أن القصف الإسرائيلي المتكرر لجانبه الفلسطيني حال دون عمله.
وأشار إلى أنه اتفق مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على تشغيل المعبر بشكل مستدام بالتنسيق مع الأمم المتحدة والأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني.
وجدد السيسي تأكيده على رفض القاهرة التام للتهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى أراضي سيناء.
وقال الرئيس المصري إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير أو إزاحة شعب بأكمله لمناطق أخرى بل العدل والحصول على حقوقه المشروعة وحق تقرير المصير.
وأشار إلى أن العالم لا يجب أن يقبل استخدام الضغط الإنساني للإجبار على التهجير وقد أكدت مصر على الرفض التام للتهجير القسري للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء.
وقال السيسي "نؤكد للعالم بوضوح ولسان مبين وبتعبير صادق عن إرادة وعزم جميع أبناء الشعب المصري فردا فردا، إن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وفي كل الأحوال لن يحدث أبدا على حساب مصر".
وأضاف "اليوم تقول لكم مصر بكلمات ناصحة أمينة إن حل القضية الفلسطيني ليس التهجير وليس إزاحة شعب بأكمله لمناطق أخرى بل إن الحل هو العدل بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في تقرير المصير والعيش بأمان في دولة مستقلة مثلهم مثل باقي الشعوب".
بدأت في مصر السبت "قمة القاهرة الدولية للسلام" التي دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مسعى لوضع حدّ للحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي دخلت أسبوعها الثالث.
ونقل التلفزيون المصري الرسمي فعاليات القمة التي تعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة وتوافد الوفود العربية والأجنبية المشاركة.
ويحضر القمة عدد من قادة البلدان العربية وبينها الأردن والإمارات والبحرين وقطر، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الى عدد من رؤساء الحكومات الغربية مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.
كذلك سيحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
واندلعت الحرب بين الجانبين بعد هجوم غير مسبوق لحماس على الدولة العبرية انطلاقا من قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقُتل 4137 شخصًا في القطاع جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي منذ بدء الحرب، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
في الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول لهجوم حماس، حسب السلطات الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي أن 1500 من مقاتلي حماس قتلوا في الهجوم المضاد لاستعادة السيطرة على المناطق التي دخل اليها عناصر حماس.
وتأتي القمة تزامنا مع دخول أولى شاحنات الإغاثة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء في مصر.
وكان الرئيس المصري كرّر خلال الأيام الماضية رفضه تهجير فلسطينيين من القطاع الى سيناء والأراضي المصرية، محذّرا من "تصفية" القضية الفلسطينية.
ودعا السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في ختام قمة عقداها الخميس، الى "الوقف الفوري للحرب على غزة" وأكدا رفضهما لـ"سياسة العقاب الجماعي" للقطاع، وحذّرا من "كارثة" إقليمية في حال اتساع نطاق الحرب.
وكانت القاهرة واحدة من مدن الشرق الأوسط التي شهدت الجمعة تظاهرات واسعة تضامنا مع الفلسطينيين.
ودعا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السبت، المواطنين الإسرائيليين إلى مغادرة مصر والأردن على الفور، في ظلّ تصاعد التوترات الإقليمية بسبب الحرب.
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز