إطلاق نار وقطع طرقات.. ماذا يحدث في غينيا كوناكري؟
إطلاق نار كثيف وقطع الطرقات المؤدية إلى وسط عاصمة غينيا كوناكري يفجر استفهامات حول حقيقة ما يحدث في بلد شهد انقلابا قبل عامين.
ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود قولهم إن إطلاق نار كثيفا يجري في كوناكري، فيما تم قطع الطرقات المؤدية إلى المدينة.
- عسكر باماكو وكوناكري وواغادوغو.. محور طموح لكنه صعب
- برنار غومو.. وزير "مغمور" رئيسا لحكومة غينيا كوناكري
وأكد 4 سكان محليين لرويترز أنهم سمعوا دوي إطلاق نار من المنطقة الإدارية في عاصمة غينيا وفي المناطق المحيطة منذ الرابعة صباحا تقريبا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت غرينتش).
فيما ذكر أحد سكان المنطقة أن "ثمة إطلاق نار من أسلحة آلية وحربية" في حي كالوم الذي يشكل وسط العاصمة السياسي والإداري.
وأشار مصدر عسكري طلب عدم ذكر هويته إلى سماع دوي إطلاق النار، لكنه امتنع عن ذكر المزيد من التفاصيل.
ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي حول ما يجري، لكن البلد الذي يحكمه مجلس عسكري منبثق عن انقلاب، يقف على رمال تحركها الانقسامات والنزاعات.
وبحسب الشهود، منع مواطنون من دخول حي كالوم الواقع على شبه جزيرة وفيه مقر الرئاسة والحكومة وإدارات رسمية والمقر العام للجيش فضلا عن السجن المركزي.
وحدد بعض الشهود إطلاق النار قرب السجن وجسر الثامن من نوفمبر وهو محور طرقات رئيسي لدخول وسط العاصمة والخروج منه.
وقال مسؤول في المطار البعيد عن وسط العاصمة إن الرحلات الجوية لم تقلع صباح السبت إذ لم تتمكن طواقم الطيران من الوصول إلى المطار من كالوم حيث يمضون ليلتهم عادة.
وشكل انقلاب الخامس من سبتمبر/ أيلول 2021 في غينيا واحدا من سلسلة انقلابات أو محاولات انقلاب سجلت في غرب أفريقيا منذ استيلاء العسكريين على الحكم بمالي في أغسطس/ آب 2020.
وجاء إطلاق النار في وسط كوناكري فيما تشهد غينيا التي عرفت اضطرابات كثيرة في تاريخها منذ استقلالها عن فرنسا، محاكمة الرئيس السابق موسى داديس كامارا المحتجز في وسط العاصمة منذ بدء الجلسات قبل أكثر من عام.
ويواجه الكابتن كامارا ونحو 10 مسؤولين عسكريين وحكوميين سابقين اتهامات عدة بالقتل والتعذيب والاغتصاب والخطف ارتكبتها القوى الأمنية في 28 سبتمبر/ أيلول 2009 في ملعب بضاحية كوناكري حيث اجتمع عشرات آلالاف من أنصار المعارضة وفي محيطه.
وقتل ما لا يقل عن 156 شخصا وأصيب المئات بجروح وتعرضت 109 نساء للاغتصاب على ما جاء في تقرير للجنة تحقيق مكلفة من جانب الأمم المتحدة.
وبعد انقلاب العام 2021، نصب الكولونيل مامادي دومبويا نفسه رئيسا وتعهد بضغط دولي بتسليم السلطة إلى مدنيين منتخبين في مهلة سنتين اعتبارا من يناير/ كانون الثاني الماضي، وهو ما لم يحدث.
وفي سبتمبر/أيلول 2021، أعلن ضباط من القوات الخاصة الغينية اعتقال الرئيس ألفا كوندي والسيطرة على العاصمة كوناكري وكذلك "حل" مؤسسات الدولة.
وأنهى الانقلاب حينها دور أحد مخضرمي السياسة الأفريقية الذي بات معزولا بشكل كبير.
وآنذاك، كان كوندي (85 عاما) قد بدأ ولايته الثالثة قبل عام، وتحديدا في ديسمبر/ كانون الأول 2020 رغم طعون من منافسه الرئيسي سيلو دالين ديالو وثلاثة مرشحين آخرين نددوا بـ"حشو الصناديق" وتجاوزات كثيرة مختلفة.