الإمارات وأزمة السودان.. دعوة لوقف إطلاق النار والمساعدات أولوية
جددت دولة الإمارات، مساء الخميس، دعوتها لوقف إطلاق نار فوري في السودان، مؤكدة أن تقديم المساعدات لهذا البلد على رأس أولوياتها.
جاء ذلك في كلمة ألقتها غسق شاهين، المنسقة السياسية لدى بعثة دولة الإمارات بالأمم المتحدة، خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول السودان.
وقالت شاهين إن صراع السودان المندلع منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، أسفر عن مقتل أكثر من 6 آلاف مدني من بينهم أطفال ونساء، داعية إلى ضرورة «التزام جميع الأطراف في السودان بوقف فوري ودائم لإطلاق النار».
وأعربت عن أمل دولة الإمارات في «مشاركة الأطراف في السودان بحسن نية في محادثات جدة بشأن وقف إطلاق النار»، مشددة على ضرورة تقديم الدعم الإقليمي والدولي للمحادثات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في السودان.
ولفتت إلى مقتل ما لا يقل عن 20 من العاملين في مجال الإغاثة بالسودان منذ بداية الأزمة، مؤكدة أن تقديم المساعدات إلى السودان «رأس أولويات دولة الإمارات».
واعتبرت أن «مبادرة دول الجوار بقيادة مصر من المبادرات الهامة لبحث سبل حل النزاع في السودان»، مؤكدة على أهمية التنسيق بين جميع مسارات الوساطة لإنجاح جهود حل الأزمة في السودان.
وبحسب شاهين، فإن دولة الإمارات تؤكد على احترامها الكامل لوحدة السودان وسلامة أراضيه.
مفاوضات جدة
في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استأنف طرفا الصراع، الجيش وقوات الدعم السريع، المباحثات في جدة، بعد ثلاثة أشهر من تعليقها، لكنها لم تحقق اختراقا كبيرا بعد، باتجاه وقف إطلاق النار.
ووقع الجانبان على وثيقة التزامات تعهدا خلالها بضمان سلامة المساعدات والعاملين في المجال الإنساني وموافقتها على تشكيل مشترك للقضايا الإنسانية بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يهدف إلى إزالة العوائق التي تعترض انسياب العون الإنساني.
إلى القاهرة، حيث تجري اجتماعات المكتب التنفيذي لـ«قوى الحرية والتغيير»، منذ الأربعاء، وتستمر ثلاثة أيام، لمناقشة «الملفات السياسية والتنظيمية، والأوضاع الإنسانية وقضايا الانتهاكات التي خلفها الصراع الدائر في البلاد».
الوضع الميداني
ميدانيا، ومع بداية الشهر الثامن للقتال، أدت مكاسب تمكنت قوات الدعم السريع من تحقيقها في غرب وجنوب السودان، إلى كسر جمود على الأرض استمر لأشهر، مما عزز طموح القوات شبه العسكرية ومنحها قوة موقف في محادثات تعقد في جدة.
وتقول قوات الدعم السريع، إنها تتقدم وتخوض اشتباكات في الفاشر المكتظة بالسكان عاصمة ولاية شمال دارفور وكذلك حول قواعد للجيش في الخرطوم. وتعهدت بالوصول إلى بورتسودان على الساحل الشرقي للبلاد التي اتخذها موظفون حكوميون وبعثات دولية مقرا.
لكن هيمنة قوات الدعم السريع على منطقة دارفور التي انطلقت منها نقطة قوتها والتقدم الذي حققته في مناطق أخرى تمتد شرقا صوب العاصمة الخرطوم، يثيران تكهنات باحتمال تعرض السودان لانقسام آخر بعد 12 عاما على انفصال جنوب السودان، وفق رويترز.
ودمرت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، معظم البنى التحتية وتسببت في نزوح أكثر من 4,8 مليون شخص داخل السودان و1,2 مليون إلى دول مجاورة، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.