أهالي شهداء الخليل يقيمون "خيمة اعتصام" لحين استرداد جثامين ذويهم
حقوقي: الضغوط ستؤتي أكلها قريبا
لم يمنع الطقس البارد العشرات من أهالي شهداء الخليل من المبيت في الخيمة التي نصبوها قبالة الصليب الأحمر.
لم يمنع الطقس البارد العشرات من أهالي شهداء الخليل من المبيت في الخيمة التي نصبوها قبالة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسط المدينة، حتى استرداد جثامين أبنائهم المحتجزة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
بضعة عشرات من أهالي الشهداء المحتجزة جثمانهم لدى الاحتلال، قرروا ألا يغادروا تلك الخيمة إلا مع جثامين أبنائهم الذين استشهدوا خلال تنفيذهم عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين طوال الشهرين الفائتين.
ورغم استرداد أيمن عسلية جثمان ابنته الشهيدة بيان، إلا أنه قرر مشاركة أهالي الشهداء اعتصامهم المفتوح "لا يعني استرداد جثمان ابنتي الشهيدة بيان أن أترك جثامين شهداء شعبنا".
وأضاف لبوابة "العين" أقل واجب تجاه من ضحى بدمه من أجل وطنه وشعبه أن نقف للمطالبة باسترداد تلك الجثامين الطاهرة لتوارى ثرى الوطن.
الحال ذاته يتكرر مع جهاد أرشيد والد الشهيد دانية "لا يمنع تسلم جثامين أبنائنا وبناتنا مشاركة الآخرين خطواتهم النضالية حتى استراداد الجثامين كاملة".
ويقول أرشيد لبوابة "العين": إن كل الموجودين في الخيمة حتى الساعة المتأخرة من الليل، لن يغادروها مهما حصل، وقرروا لفت نظر المجتمع الدولي للانتهاكات التي تطال الأموات من أبناء شعبنا.
وتحتجز سلطات الاحتلال جثامين (15) شهيدًا من الخليل لوحدها من بين (48) محتجزًا من كل محافظات الضفة الغربية منذ اندلاع الانتفاضة، وتسجل المحافظة العدد الأكبر من بين شهداء الانتفاضة بواقع (35) شهيدًا من بين (108) شهداء سقطوا على أيدي الاحتلال خلال شهري الانتفاضة.
خيمة أهالي شهداء الخليل جاءت ضمن سلسلة من الفعاليات الرسمية والشعبية التي نفذت في أكثر من محافظة فلسطينية، اليوم، للضغط على سلطات الاحتلال، لاسترداد جثامين الشهداء.
وسجى أهالي الشهداء داخل خيمة الاعتصام نعشًا رمزيًّا لف بالعلم الفلسطيني، وحوله رفعت صور للشهداء.
وقال بسام سدر -والد الشهيد باسل، المحتجز جثمانه لدى الاحتلال-: إنهم مستمرون في الاعتصام حتى تحقيق مطلبهم باستلام جثامين أبنائهم الشهداء، مشيرًا إلى أن الحالة النفسية لذوي الشهداء لن تتحسن إلا إذا تم تسليم الشهداء ودفنهم حسب الشريعة الإسلامية.
وأكد سدر ضرورة توسيع دائرة الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي لإرغامه على تسليم جثامين كل الشهداء الفلسطينيين، ومنعه من ممارسة المزيد من العقوبات بحق الشهداء.
تحركات واسعة
ويعتقد الحقوقي أمين القايض -منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين شهداء الخليل- أن تحرك الفلسطينيين من أهالي الشهداء سيأتي ثماره قريبًا، مشددًا على ضرورة مواكبة الضغوط الشعبية تحركات رسمية فلسطينية وعربية ودولية للضغط على الاحتلال.
وقال القايض لبوابة "العين": إن حملته قررت التحرك على الصعيد الدولي إلى جانب الشعبي ، مشيراً إلى نيتهم تسليم مذكرة احتجاج رسمية للأمم المتحدة يوم غد الخميس.
وأضاف القايض، هناك سلسلة خطوات واسعة دشناها اليوم في الخليل، وسنوسعها تدريجيًّا لنصل لكل المحافظات الفلسطينية، ولن تقف عند الداخل الفلسطيني، بل سنتحرك إلى خارج حدود فلسطين حتى فضح إجراءات الاحتلال التي تنتهك حرمة الأموات.
لم تقتصر تحركات أهالي الشهداء على الخيمة وسط الخليل، إذ اجتمعوا اليوم مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، للبحث في تنسيق الجهود مع الجهات الحكومية للعمل على استرداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال.
وقال المحامي محمد عليان -والد الشهيد بهاء، المحتجز جثمانه منذ أكثر من شهر-: سنطرق كل الأبواب من أجل استرداد جثامين أبنائنا؛ لأن أهل الشهيد لن يكونوا في ارتياح وجثمان ابنهم محفوظ في ثلاجة لدى الاحتلال الإسرائيلي بدلا من أن يضمه تراب وطنه".
وأضاف عليان -لبوابة "العين"- أنه التقى وعدد من أهالي الشهداء الحمد الله لمناقشة التحركات الفلسطينية للاسترداد جثامين الشهداء.
ونقل عليان عن الحمد الله، تأكيده إيلاء القيادة الفلسطينية قضية استرداد جثامين الشهداء أهمية قصوى، وأنها تتواصل مع مؤسسات المجتمع الدولي لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بتسليم الجثامين إلى أهاليهم.
وحول خيار توجههم كقانونيين للمحكمة العليا الإسرائيلية للطلب في استرداد جثامين الشهداء، أوضح عليان "أن هناك ترددًا فلسطينيًّا للذهاب مباشرة للمحكمة العليا؛ لأننا نخشى من اتخاذها قرارًا سلبيًّا سيقطع علينا أي تحرك نحو المؤسسات القضائية الإسرائيلية في المستقبل".
ويكتفي أهالي الشهداء برفع طلباتهم لاسترداد الجثامين للمحكمة المركزية الإسرائيلية ولمستشار الشرطة الإسرائيلية، كي لا يسجلوا سابقة قضائية بقرار المحكمة العليا.
وفي غزة أطلق المكتب الإعلامي الحكومي، "اليوم الإعلامي لاستعادة جثامين شهداء انتفاضة القدس" المحتجزين لدى الاحتلال.
وقال رئيس شبكة "الرأي" التابعة للمكتب الإعلامي، عماد الحديدي خلال مؤتمر صحفي لإطلاق الحملة اليوم: إن اليوم الإعلامي بدأ بانطلاق هذا المؤتمر الصحفي، وسيستمر حتى الساعة السابعة والنصف مساءً، وعلى مدار تسع ساعات متواصلة، بمشاركة 21 إذاعة بغزة والضفة والقدس.
وبين الحديدي، أن بث الإذاعات سينقسم إلى بث كلي وجزئي، وهذه الإذاعات هي: (الرأي، الأقصى، القدس، طيف، الأسرى، فرسان الإرادة، الإسراء، البراق، الأقصى مباشر، الرسالة نت، الشعب، التعليم، الصحفي الصغير)، موضحًا أن إذاعات الضفة والقدس هي: (سنابل، الريف، اليمامة، 1FM ، الحرية، صوت السلام).
وذكر الحديدي، أن اليوم الإعلامي سيشهد مشاركة من عدة شخصيات اعتبارية ستصل لـ 22 شخصية، تمثل الحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي والفصائل الفلسطينية والصليب الأحمر ومجموعة من الحقوقيين والناطقين والمحافظين ومفتي القدس ومسئولي مؤسسات ذات علاقة وشخصيات من لندن وناشطين شباب.
وأكد الحديدي، أن الهدف من وراء هذه الحملة هو الإفراج الفوري والعاجل وغير المشروط عن جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال؛ لأن في ذلك اختراقا واضحا للقانون الدولي ولكل معاني الإنسانية والأخلاق العالمية.
aXA6IDMuMTMzLjEzNi4xMTcg جزيرة ام اند امز