المصارع كومار في طريقه لأولمبياد ريو بعد إلقائه من قطار
المصارع الهندي فينود كومار يستعد للمشاركة في أولمبياد ريو 2016 محملًا بذكريات أليمة في الماضي وبداية مشواره.
عادة ما يكون الطريق نحو الأولمبياد مليئا بالصعوبات بالنسبة للعديد من الرياضيين ولكن القليلين فقط يمكنهم الادعاء بأنهم تخطوا صعابا مثل تلك التي تعرض لا المصارع فينود كومار الذي ألقته أسرة أحد منافسيه في الهند من قطار سريع قبل أن يحط الرحال في أستراليا.
وسينافس كومار الذي يعيش في ملبورن باسم أستراليا في المصارعة اليونانية والرومانية وزن 66 كيلوجراما في أولمبياد ريو دي جانيرو بعد 6 سنوات من وصوله إلى أستراليا صفر اليدين ومثقلا بذكريات الطفولة المؤلمة.
ويرى كومار أن حجز بطاقة التأهل للأولمبياد كان بمثابة مكافأة له على تسامحه مع كل من أساء إليه وأضر به وكاد أن يقتله عندما كان مراهقا ينافس في حلبات المصارعة بالهند.
وقال كومار (31 عاما) لرويترز في مقابلة في منزله بملبورن "المصارعة لها شأن كبير في الهند. كل الآباء يريدون من أبنائهم الفوز.. أسامحهم."
وولد كومار في قرية صغيرة بالقرب من نيودلهي في أسرة من المصارعين وشارك في منافسات مصارعة الناشئين على المستوى الوطني منذ صغره.
وفي 2001 استقل قطارا للمشاركة في بطولة في جنوب الهند مع مصارعين آخرين في مثل سنه لكنه لم يصل إلى هناك أبدا.
عظام مكسورة:
وأثناء الليل وبينما كان القطار يعبر منطقة ساحلية بها غابات في ولاية كارناتاكا قدم شخص مشروبا أضيفت إليه بعض المواد المخدرة لكومار وشعر الشاب على الفور بالدوار بعد أول رشفة.
وتوجه إلى باب عربة القطار لاستنشاق بعض الهواء وقام رجلان أحدهما والد منافسه في الملاكمة بدفعه من القطار قبل أن يدخل إلى نفق. وتعرض كومار لكسور في الذراعين والساقين.
وقال كومار "كان القطار يسير بسرعة كبيرة. ربما 100-130 كيلومترا (في الساعة)."
وتابع "كانت ملابسي ممزقة بالكامل. كنت أرتدي فقط ملابسي الداخلية على ما يبدو."
وبعد 15 عاما يكشف كومار عن صدره وساقيه ليظهر الندبات العميقة في الصدر والركبة ولكن بات بمقدوره الآن أن يسخر مما حدث في هذه الليلة.
قضى الليلة واعيا وفي ألم شديد ولم يكن قادرا على إبعاد البعوض والذباب.
ويعتقد أنه كان من الممكن أن يموت لولا اكتشف وجوده عمال السكك الحديدية في الصباح ووضعوه على متن قطار من أجل إيصاله إلى مستشفى للعلاج.
وقال ضاحكا "لم يعرف أحد مكاني خلال 15 يوما واعتقد الجميع أنني في عداد الموتى."
وعندما عاد إلى أسرته اعتقلت الشرطة 5 رجال كانوا معه في عربة القطار.
واتخذت أسرته إجراءات قانونية إذ إن كومار كان طريح الفراش لمدة عام. ورفض شقيقاه الحصول على تعويض من والد المصارع المنافس.
وعاد كومار في النهاية للمنافسات وظهر في المحكمة "مرتين أو ثلاث" واستمرت القضية 4 سنوات لكنه طلب من أسرته التنازل عن القضية وهو الموقف الذي لم توافق عليه الأسرة ليغادر منزله بلا رجعة.
وتنقل كومار داخل الهند لينافس من أجل الحصول على المال.
وكانت أستراليا بمثابة بداية جديدة ولكن الوضع كان صعبا في البداية بالنسبة لكومار منذ وصوله في 2010 إذ إن معرفته بالإنجليزية بسيطة كما أنه لم يكن يتمتع بمهارات كبيرة أيضا.
ونظرا لعدم حصوله على رخصة للمشاركة في منافسات المصارعة الاحترافية في أستراليا اضطر للعمل في مهن مختلفة للحصول على المال ويقول إنه يدين لأصدقائه بمبلغ 10800 دولار.
وتوفي والداه بعد مغادرته الهند. رحلت والدته بسبب أزمة قلبية قبل أسبوعين من المقابلة مع رويترز.
وقال "أحيانا أشعر باحباط شديد بالتفكير في أنني لا أمتلك مالا ولا شيء هنا."
وأضاف "أشعر أن الوضع صعب للغاية هنا وأريد الاستسلام.. بعدها أذهب إلى النادي (لأتدرب) ويتحسن شعوري."
وبعد أن حجز مقعده في أولمبياد ريو دي جانيرو يشعر كومار أن الأمر يستحق العناء.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg جزيرة ام اند امز