ترانسنيستريا تطلب من روسيا «الحماية».. كل ما تريد معرفته عن الإقليم الانفصالي
تبنّت سلطات ترانسنيستريا، المنطقة الانفصالية الموالية لموسكو في مولدافيا الأربعاء، إعلانا رسميا يطلب "حماية" روسيا في مواجهة كيشيناو التي اعتمدت أخيرا إجراءات اقتصادية انتقامية ضد هذه المنطقة.
وبحسب هذا الإعلان الذي نقلته وكالات الأنباء الروسية، فإن السلطات الانفصالية تطلب من موسكو "اتخاذ إجراءات لحماية ترانسنيستريا في ظل الضغط المتزايد الذي تمارسه مولدوفا".
نبذة عن إقليم ترانسنيستريا
وترانسنيستريا إقليم مغلق تحده مولدوفا من الغرب وأوكرانيا من الشرق. وهو عبارة عن قطعة أرض ضيقة على طول ضفة نهر دنيستر، تبلغ مساحتها نحو 4000 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة (معظمهم من المولدوفيين والروس والأوكرانيين)، وفقا لموقع ذا كولكتور الكندي.
وانفصل ترانسنيستريا عن مولدافيا بعد حرب أهلية قصيرة عقب تفكك الاتحاد السوفياتي، وهو إقليم انفصالي، في شريط ضيق بين نهر دنيستر والحدود الأوكرانية، وهي معترف بها دولياً في الوقت الحالي كجزء من دولة مولدوفا، وعاصمتها تيراسبول.
لدى إقليم ترانسنيستريا حكومته وبرلمانه وجيشه وأجهزة شرطته، حتى إن له عملة خاصة بها وجواز سفر ونظاماً بريدياً منفصلاً، وعلماً ونشيداً وشعار نبالة أيضاً، ليس ذلك وحسب، بل حتى مركباته لها لوحات تسجيل خاصة به.
تغص شوارع ترانسنيستريا بتماثيل فلاديمير لينين الأب الروحي والمؤسس للدولة السوفياتية، وأبرزها تمثال لينين أمام مبنى البرلمان. حتى إن رمز المنجل والمطرقة السوفياتي الشهير، يملأ الجدران في الشوارع وأبواب المحلات.
أما أبرز أندية ترانسنيستريا فهو واحد من أشهر وأعرق الأندية الأوروبية والمولدوفية، وهو نادي شريف تيراسبول الذي يشارك بشكل مستمر في البطولات الأوروبية.
كما يسيطر نادي شريف تيراسبول، الذي تأسس سنة 1997، والذي يشارك في المسابقات المولدوفية، بشكل كامل منذ سنوات على جميع البطولات المحلية.
وقبل هذا القرار، ورغم علاقاتها الوثيقة مع موسكو، واعتمادها الاقتصادي على الاتحاد الروسي، تحتفظ ترانسنيستريا ببعض السيادة، ولا تخضع المنطقة بالكامل لسيطرة موسكو.
وحافظت شركة شريف، وهي تكتل محلي يسيطر على جميع الأعمال التجارية الكبرى في الإقليم، لسنوات عديدة، بنفوذها على السلطات السياسية في تيراسبول.
ووفقا للمصدر ذاته، يعتبر رجل الأعمال فيكتور غوان، مالك الشركة، بأنه الشخص الأكثر نفوذاً في ترانسنيستريا، فيما كان "الرئيس" الحالي للمنطقة الانفصالية، فاديم كراسنوسيلسكي، يعمل سابقاً في الشركة.
برغم ذلك، لا يمكن وصف ترانسنيستريا بأنها منطقة مكتفية ذاتياً من الناحية الاقتصادية.
في عام 2021، كان نصف صادراتها تقريبا من مصنع المعادن، الذي يزود مولدوفا ودول الاتحاد الأوروبي بالمنتجات المعدنية.
فيما شكلت الكهرباء التي يتم توفيرها للضفة اليمنى لنهر دنيستر -أي مولدوفا- عن طريق سد الطاقة الكهرومائية 20 بالمائة أخرى من الصادرات.
فيما تدفع الشركات والأسر في ترانسنيستريا ثمن الغاز الروسي بتعريفات أقل بكثير من أسعار السوق، وتستخدم سلطات ترانسنيستريا عائدات هذا الغاز وفقاً لتقديرها الخاص.
وتسلطت الأنظار على الإقليم بشكل كبير مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، حيث اتهمت روسيا كييف بالتجهيز "لغزو" الإقليم الذي تنتشر فيها وحدة عسكرية روسية، متعهدة "بالرد" في حال حدوث ذلك.