الناشط الفلسطيني أبو رحمة لـ"العين": مستمرون لحين زوال الاحتلال
الناشط الفلسطيني المعروف عبد الله أبو رحمة، يشعر بالفخر للإنجازات التي حققتها مسيرة بلعين الأسبوعية المناهضة لجدار الفصل العنصري
يشعر الناشط الفلسطيني المعروف عبد الله أبو رحمة، بالفخر للإنجازات التي حققتها مسيرة بلعين الأسبوعية المناهضة لجدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية، مؤكدًا التصميم على مواصلة المشوار حتى اكتمال الأهداف بزوال الاحتلال وبؤره الاستيطانية.
وقال أبو رحمة في مقابلة خاصة مع "بوابة العين" بعد أيام من الإفراج عنه من سجون الاحتلال التي أمضى فيها 11 يومًا في سادس اعتقال منذ تصدره قيادة المقاومة الشعبية المناهضة للاستيطان في بلدة بلعين غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة: "لن توقفنا الاعتقالات ولا الإرهاب الإسرائيلي، حققنا إنجازات وسنواصل حتى تحقيق حلمنا الأكبر في كنس الاحتلال".
الحرية بعد الاعتقال السادس
وأفرج عن أبو رحمة، وهو منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين، الاثنين الماضي، بكفالة مالية قدرها 15 ألف شيكل (نحو 3950 دولار)، بعد اعتقاله لمدة 11 يومًا خلال مشاركته في مارثون الدراجات الذي نظم في ذكرى النكبة ضمن فعاليات المقاومة الشعبية في قريته التي باتت اسمًا حاضرًا باستمرار في الأخبار.
وأوضح أنه أفرج عنه بعد عرض متكرر للمحكمة حيث حاولت قوات الاحتلال بإعاقة الإفراج عنه كونه عليه حكم بالاعتقال مع وقف التنفيذ من اعتقاله السابق، إلا أن التوثيق الذي تم تقديمه للمحكمة حول سلمية التحرك وأن الاعتداء كان من الاحتلال، وعدم وجود أي مبرر للاعتقال أجبر الاحتلال على إطلاق سراحه.
لأول مرة .. بلا قمع
لم يمنع هذا الاعتقال السادس من نوعه، الناشط أبو رحمة، من المشاركة في مسيرة الجمعة الأسبوعية في قريته؛ التي نجحت لأول مرة منذ 11 عامًا في استكمال فعالياتها دون قمع إسرائيلي.
وقال أبو رحمة: "في المسيرة الأخيرة (الجمعة) لم يستخدم الاحتلال السلاح في قمع المسيرة كما هو معتاد منذ 11 عامًا، بل استعمل التصوير، وحاول استدراج المتظاهرين للوصول إلى مسافة قريبة جدا منهم لاعتقالهم".
ويفسر الناشط الفلسطيني هذا التحول بأحد احتمالين أن الاحتلال كان يريد أن يستدرج المتظاهرين لنقطة تماس ليقمعهم ويحقق مخططه في اعتقال القائمين على المسيرة وضمنهم شخصه، وهو أمر أفشله القائمون على المسيرة، والاحتمال الثاني تقديم صورة مغايرة عن القمع المعتاد بعد أن انتقد القاضي الإسرائيلي الذي نظر قضيته خلال الاعتقال الاستخدام المفرط للقوة في قمع المتظاهرين السلميين بالقرية؛ وهو الأمر الذي كان أحد أسباب الإفراج عنه.
مسيرة الإنجازات
يفاخر أبو رحمة بمسيرة الإنجازات التي تحققت عبر المسيرة السلمية المناهضة للاحتلال الاسرائيلي التي يعد هو منسقها الأول، فقد نجحت في هدم الجدار واستعادة 1200 دونم (الدونم 1000 متر مربع) تمثل أكثر من ثلث مساحة القرية البالغة 4 آلاف دونم، فيما يستمر النضال من أجل استرجاع الثلث المتبقي وراء الجدار الذي أعيد بناؤه في مسار جديد.
يستذكر مسيرة النضال منذ انطلاق أول مسيرة في 2 فبراير / شباط 2005، كحراك سلمي شعبي انخرط فيه أغلب سكان القرية البالغ عددهم 4 آلاف نسمة لمواجهة مسار الجدار الإسرائيلي الذي صادر أكثر من نصف مساحة القرية "كان القرار بتشكيل منسقية للجان المقاومة الشعبية ونجحنا في نضالنا السلمي والقانوني".
بعد عامين من النضال ومسيرة تضحيات ومواجهة القمع الإسرائيلي، نجح أبو رحمة ورفاقه في انتزاع قرار من المحكمة الإسرائيلي برد الأراضي المصادرة، وجرى هدم الجدار القديم عام 2011 وإعادة بناءه من جديد، بحيث أعاد الاحتلال قرابة 1200 دونم، ولكنه أبقى 1000 دونم خلف الجدار.
وقال: "ما جرى لم يكن سهلاً، كان الاحتلال يخطط لأن تكون مستوطنة مودعين عليه أكبر رابع تجمع في إسرائيل، نجحنا في إفشال ذلك، ونحن مصممون على مواصلة النضال حتى نسترجع كل أرضنا المصادرة وكنس الاحتلال".
تضحيات
ما يميز مسيرة بلعين، أنها مجردة من الانتماءات الفصائلية، بل تكتل شعبي ينخرط فيه الجميع في مواجهة القمع والاستيطان الإسرائيلي. وقال :" كلنا لنا انتماءنا لكن هنا كلنا متوحدون في الهدف والآلية حققنا واسترجعنا جزء من أرضنا ومصممون على تحرير واسترجاع باقي الأرض".
ولم تكن مسيرة النضال سهلة أو بدون ثمن – بحسب الناشط أبو رحمة- فقد استشهد خلال مسيرة النضال شقيقان من أقاربه هما باسم وجواهر أبو رحمة فيما أصيب 1500 آخرون بعضهم بحالات الخطر وبينهم متضامنون أجانب وناشطون إسرائيليون، إضافة إلى 200 معتقل خلال مسيرة 11 عامًا من النضال المستمر.
المتضامنون الأجانب
دور المتضامنين الأجانب خلال المسيرات مشهود له، ويوضح أن هذا الدور واكب المسيرة من بدايتها، حيث تم تأمين مقر لهم في القرية، عندما كانت تتعرض للاقتحامات بشكل شبه يومي، حيث كان هؤلاء المتضامنون يشاركون في التصدي للاحتلال مع المواطنين، فضلا عن مشاركتهم في المسيرة السلمية الأسبوعية.
ولفت إلى ان حجم اقتحامات الاحتلال تراجع بعد هدم الجدار الأول وبناء الجدار الثاني ، ومع ذلك لم تتوقف مشاركة المتضامنين الأجانب وبعض النشطاء الإسرائيليين، لافتا إلى أن هؤلاء الأخيرين يراعون حساسية المجتمع المحلي لمجرد ذكر اسم إسرائيل؛ لذلك يحضرون مباشرة إلى المسيرات المناهضة للاستيطان وينصرفون بعدها.
وذكر أن الأهالي بدؤوا يدركون أن هؤلاء الناشطين مناهضون للاحتلال، من خلال مشاهدتهم يتعرضون للضرب والإصابة.
ويلفت الناشط الفلسطيني، إلى أن مشاركة المتضامنين الأجانب، حفزت حركة المقاطعة الدولية للاحتلال BDS التي كانت رديفا لحركة التضامن الميداني، وباتت سلاحا مهما في المعركة مع الاحتلال ومحاصرته ومحاصرة مستوطناته؛ بعد أن حققت نجاحات بهرة في حركة المقاطعة الدولية.
ويبدي أبو رحمة قناعة واسعة أن المقاومة الشعبية من اقوى الأسلحة الفعالة في وجه الاحتلال، وأنها يمكن أن تحقق نجاحات باهرة إذا كانت شاملة في جميع أنحاء الوطن ونقاط التماس، ودعمت بالمقاطعة الدولية.
aXA6IDMuMTQzLjIzLjM4IA==
جزيرة ام اند امز