سوناك يستقيل من رئاسة وزراء بريطانيا بعد أسوأ نتيجة انتخابية لـ«المحافظين»
أعلن رئيس وزراء بريطانيا المنتهية ولايته ريشي سوناك، الجمعة، استقالته من منصبه، لافتا إلى أنه سيلتقي الملك تشارلز الثالث لتقديمها رسميا بعد هزيمة مدوية لحزب المحافظين في الانتخابات العامة.
وقال قبل مغادرته مقر رئاسة الحكومة "أنا آسف"، قبل أن يتوجه للقاء الملك تشارلز الثالث لتقديم استقالته. وأكد "لقد وصلني غضبهم وخيبة أملكم، وأنا أتحمل المسؤولية".
وأكد سوناك أنه "سيستقيل من رئاسة حزب المحافظين ولكن ليس فوريًا".
وعن فوز حزب العمال، قال "أعتقد أن كير ستارمر سيبذل جهداً كبيراً في منصبه الجديد، ويجب أن يدعمه الجميع".
وتابع: "حاولت تحسين الاقتصاد ودعم التحول في المملكة المتحدة ووضعنا إطاراً للتحول، خاصة فيما يخص إيرلندا الشمالية".
وحقّق حزب العمّال البريطاني انتصاراً ساحقاً في الانتخابات التشريعية الخميس، لينهي بذلك 14 عاماً متتالية من حكم المحافظين ويفتح أبواب داونينغ ستريت أمام زعيمه كير ستارمر.
ووفقاً لنتيجة الاستطلاع التي نشرتها التلفزة البريطانية، سيحصل حزب العمّال (يسار وسط) على 411 من أصل 650 مقعداً في مجلس العموم، متقدماً بفارق شاسع على المحافظين الذين ستنحصر حصّتهم بـ119 مقعداً في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين.
بدوره حقّق حزب "إصلاح بريطانيا" المناهض للمهاجرين نتيجة أفضل من المتوقع بحصوله على 13 مقعداً نيابياً، حسب الاستطلاع.
وتفتح هذه النتيجة الباب واسعاً أمام حزب العمال لتشكيل حكومة، في حين أنّها تمثّل هزيمة مدوّية للمحافظين الذين تقلّصت حصتهم من 365 نائباً انتخبوا قبل 5 سنوات إلى 119 نائباً فقط.
أما حزب الديمقراطيين الليبراليين (وسط) فسيحصل في البرلمان المقبل على 61 نائباً.
وسارع ستارمر إلى شكر ناخبيه. وقال "إلى جميع من قاموا بحملات لحزب العمّال في هذه الانتخابات، إلى جميع من صوّتوا لنا ووثقوا في حزب العمّال الجديد، شكراً لكم".
وسيتبوّأ هذا المحامي السابق منصب رئيس الوزراء بعد تسع سنوات فقط على دخوله عالم السياسة وأربع سنوات على تولّيه منصب زعيم حزب العمّال.
وقال ستارمر إن المملكة المتحدة "مستعدة للتغيير". وأضاف في خطاب ألقاه بعد إعادة انتخابه في دائرته الانتخابية في شمال لندن "الناخبون هنا وفي كل أنحاء البلاد قالوا كلمتهم، وهم مستعدون للتغيير ولإنهاء سياسة الاستعراض، وللعودة إلى السياسة بوصفها خدمة للجمهور".
وحذرت راشيل ريفيس التي من المقرر أن تصبح أول وزيرة للمال في تاريخ المملكة المتحدة، الجمعة، من أن حكومة حزب العمال الجديدة التي ستشكّل بعد الانتخابات سيتعين عليها اتخاذ "خيارات صعبة" في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد.
وقالت ريفيس، وهي خبيرة اقتصادية سابقة في بنك إنجلترا تبلغ 45 عاما وأعيد انتخابها نائبة في دائرتها الانتخابية: "الطريق الواجب سلوكه لن يكون سهلا. لا يوجد حل سحري، وهناك خيارات صعبة تنتظرنا. نحن لسنا واهمين بشأن حجم التحدي الذي نواجهه أو شدة الصعوبات التي سنرثها من المحافظين".
وفاز الزعيم السابق لحزب العمّال البريطاني جيريمي كوربين، اليساريّ المُخضرم الذي عَلّق الحزب عضويّته بعد فضيحة تتّصل بمعاداة السامية، بعضويّة البرلمان الجمعة بصفته مرشحا مستقلا.
وفاز كوربين، البالغ 75 عاما، الذي مثّل دائرة إزلينغتون الشماليّة أكثر من 40 عاما، بالمقعد في شكل مريح ولكن للمرّة الأولى دون الانتماء إلى حزب العمّال.
وأشاد كوربين بفوزه في الساعات الأولى يوم الجمعة، وقال إنها "رسالة مدوية" بأن ناخبيه "يريدون شيئا مختلفا".
أظهرت النتائج أن حزب المحافظين خسر مقاعد جميع رؤساء الوزراء الذين شغلوا المنصب عن الحزب منذ عام 2010، باستثناء مقعد رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك.
وأوضحت النتائج أن المحافظين خسروا مقعد ديفيد كاميرون في ويتني ومقعد تيريزا ماي في ميدينهد لصالح الديمقراطيين الليبراليين، فيما انتزع حزب العمال مقعدي بوريس جونسون وتيريزا ماي في كل من أوكسبريدج وساوث رويسليب وجنوب غرب نورفولك.
ويثير المحافظون استياء البريطانيين بعد ترؤس خمسة من زعماء الحزب الحكومة في البلاد خلال 14 عاما. ويتطلع الناخبون إلى التغيير بسبب سياسات التقشف وأزمة تكاليف المعيشة، ونظام الصحة العامة المتهالك، ما دفع المحافظين في الأيام الأخيرة إلى الإقرار بأنّهم لا يسعون إلى الفوز بل إلى الحد من الغالبية التي سيحقّقها حزب العمال.
وأقرّ رئيس الوزراء ريشي سوناك بأن الهدف هو منع حزب العمّال من تحقيق "غالبية ساحقة".
ويُتوقع أن يكلف الملك تشارلز الثالث، الجمعة، ستارمر بتشكيل حكومة.
aXA6IDE4LjIxNy4yNTIuMTk0IA== جزيرة ام اند امز