مصادر تكشف لـ«العين الإخبارية» رسائل بلينكن لرئيس وزراء العراق
قالت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أبلغ رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني أن واشنطن ترفض الانسحاب من بلاده.
وأضافت المصادر أن بلينكن أكد خلال اتصال هاتفي أن بلاده ستضرب أي فصيل عراقي يهدد مصالح الولايات المتحدة أو يساند إيران في تحركها المحتمل ضد إسرائيل.
وأبلغ مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء العراقي "العين الإخبارية"، أن الاتصال بين السوداني وبلينكن استمر بحدود 45 دقيقة تناولا فيها جملة من القضايا في العراق والمنطقة والعالم".
ووفق المصدر فإن "بلينكن طلب من السوداني بسبب علاقته الوطيدة مع إيران حثها على تهدئة الأوضاع ومنع طهران من القيام بهجوم ضد إسرائيل يؤدي إلى توسيع نطاق الحرب في المنطقة".
وتترقب المنطقة ردا إيرانيا محتملا ضد إسرائيل بعد أن اتهمت طهران تل أبيب بالمسؤولية عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها.
وقال بلينكن بحسب المصدر العراقي "الولايات المتحدة ترغب بأن يؤدي العراق وحكومة السوداني دوراً بضبط الأوضاع بالمنطقة ومنع التصعيد".
المصدر أوضح أن السوداني قال لوزير الخارجية الأمريكي "كما نطلب منكم أن تضبطوا تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يسعى لجر المنطقة إلى حرب شاملة لا يمكن توقع خسائرها".
وبحسب المصدر فإن بليكن أجاب السوداني "نحن نبذل الجهود لوقف الحرب في غزة ودخول المساعدات الإنسانية والتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار".
الرسالة الأمريكية
وقد أبلغ وزير الخارجية الأمريكي رئيس الوزراء العراقي أن الولايات المتحدة لا تنوي سحب قواتها من العراق وإن أي استئناف للهجمات من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران سيواجه برد حاسم وقوي".
وأضاف بلينكن "نحن نراقب تحركات الفصائل المسلحة في العراق وقد حصلنا على تقارير مؤخراً أن مليشيات كتائب حزب الله العراق كانت تجري تدريبات على الطائرات المسيرة لعدد من عناصرها تحت إشراف لبناني وقد وجهنا لها ضربة في مساء الثلاثاء الماضي في منطقة جرف الصخر في محافظة بابل جنوب بغداد".
وقال بلينكن إنه "يجب إبلاغ قادة الفصائل المسلحة أن واشنطن ستضرب أي فصيل عراقي يهدد مصالحنا أو يساند إيران في أي تحرك ضد إسرائيل، وهذه الرسالة يجب أن تنقل إلى قادة الفصائل".
وكان عدد من الجماعات المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي، منها حركة النجباء وكتائب حزب الله العراق وحركة أنصار الله الأوفياء وكتائب سيد الشهداء قد أعلنت استعدادها للدخول في حرب مع إسرائيل في حال أقدمت طهران على هجوم ضد تل أبيب.
وكان بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أشار إلى أن السوداني أكد خلال تلقيه اتصالاً هاتفية من بلينكن، على منع التصعيد في المنطقة، منوهاً أن "منع ذلك مرهون فقط بإيقاف العدوان على غزّة ومنع توسّعه إلى لبنان وردع ولجم نتنياهو وحكومته".
وقال السوداني إن "منع سلطات الاحتلال الصهيوني من الاعتداء على دول المنطقة، وإنهاء خروقاته المتكررة للقانون الدولي وسيادة الدول، ومحاولاته نشر الصراع وتوسعة نطاق الأزمات".
فيما قال بلينكن بحسب بيان رئاسة الوزراء العراقية إن "واشنطن لديها رغبة بأن يؤدي العراق دوراً في ضبط الأوضاع بالمنطقة، والحيلولة دون حدوث تصعيد من مختلف الأطراف، وذلك استمراراً لجهود العراق في دعم استقرار المنطقة والسلم الإقليمي.
وتعمل القوات الأمريكية في العراق تحت مظلة تحالف دولي تشكل قبل سنوات لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي الذي اجتاح مناطق واسعة في سوريا والعراق عام 2014.
وتطالب قوى سياسية وفصائل مسلحة بانسحاب أمريكا من العراق.
وشنت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات على مواقع للفصائل العراقية التي بدأت في استهداف المصالح الأمريكية في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعلقت الفصائل العراقية هجماتها على المصالح الأمريكية لتفسح الطريق أمام مباحثات رسمية للانسحاب الأمريكي.
استؤنفت في فبراير/شباط الماضي المحادثات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق.
وقال بيان للمتحدث باسم الجيش العراقي اللواء يحيى رسول، حينها، إن المحادثات تبحث جدولا زمنيا "لخفض مدروس وتدريجي وصولا إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي