الجمهوريون قلقون من تصريحات ترامب العنصرية

رصدت عدة وسائل إعلام أمريكية تزايد حالة القلق داخل الحزب الجمهوري بسبب استمرار ترامب في تصريحاته المعادية للاتينيين والمسلمين

رصدت وسائل الإعلام الأمريكية تزايدًا ملحوظًا لحالة القلق داخل الحزب الجمهوري الأمريكي بسبب استمرار المرشح المحتمل للحزب في انتخابات الرئاسة المقبلة، الملياردير المثير للجدل دونالد ترامب، في تصريحاته المعادية للأقليات والمسلمين. 

وزادت حالة القلق داخل الجمهوريين نتيجة لتصريحات ترامب الأخيرة أمس الأحد، والتي أكد فيها أن القضاة المسلمون في أمريكا لن يعاملوه بشكل عادل، نظرًا لرغبته في منع كل المسلمين من دخول الولايات المتحدة. 

فيديو عن تصريحات ترامب المعادية للمسلمين:

ونقلت صحيفة واشنطن بوست مقابلة لترامب مع مذيع قناة "سي بي أي" الأمريكية جون ديكيرسون الذي سأل ترامب حول إذا ما كان سيشعر بالتميز ضده إذا ما مثل أمام قاض مسلم بسبب سياساته، فكان رد ترامب "إنه من المحتمل أن يحدث تميز ضدي، نعم، ذلك محتمل جدًّا، بالطبع". 

وفي سلسلة إهانة القضاة المنتمين الى الأقليات، أهان ترامب قاضيًا من أصول مكسيكية يحقق في قضية احتيال تخص جامعة ترامب، والتي كان الأخير طرفًا مباشرًا فيها، مطالبًا القاضي، جونزالو كوريل، بأن ينقذ نفسه بسبب "أصوله المكسيكية"، بحسب تقرير نشرته صحيفة "يو اس ايه توداي" أمس الأحد. 

وقد أشاد الحزب الجمهوري بفوز ترامب على منافسيه الشهر الماضي، لكن تلك الإشادة تحولت الى قلق بالغ بعد سيل التصريحات العنصرية والمعادية للأقليات، حيث رصد موقع بوليتيكو السياسي الأمريكي أن أعضاء بارزين داخل الحزب قلقون للغاية من تصريحاته التي لا تخلوا من إهانة أي شخص بسبب أصوله العرقية أو بلده أو حتى ديانته.

واعتبر الموقع أن قرار ترامب بالعراك مع أعضاء اخرين في الحزب الجمهوري، للسماح له بتخصيص الوقت والمال للخوض في كاليفورنيا وولايات أخرى تميل ناحية الديمقراطيين، ستجعل فرص ترامب في الفوز في الانتخابات النهائية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل منخفضة للغاية. 

وقال برايان والش، الخبير الإستراتيجي التابع للحزب الجمهوري، لـ"واشنطن بوست":  "أنا لا أكترث إذا ما كان ترامب هو مرشح الحزب للانتخابات النهائية، لابد للجمهوريين إدانة خطابه العنصري والبلاغة التي لا معنى لها بشكل علني وواضح".

بينما قالت السيناتور كيلي أيوت من نيوهامبشر لـ"واشنطن بوست"، إن "تعليقات ترامب مهينة وخاطئة ولابد له من سحبها".
وأضافت أن "تلك التعليقات مضرة جدًّا لحملات الجمهوريين الأخرى وللحزب ككل، إنها تثير القلق داخل الحزب بشكل كبير". 

وانتقد العديد من القياديين داخل الحزب الجمهوري تصريحات ترامب التي وصفت بغير المقبولة، وأكدوا أن تلك التصريحات تخفق جهود الحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية. 

وقال السيناتور ميتش ماكداول لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: "إنني أرفض تصريحات ترامب، وتلك التعليقات عنصرية بلا شك وتؤثر على عملنا داخل الحزب". 

ويوافقه في التوجه المتحدث الرسمي السابق للحزب نيويت جينجريتش الذي وصف تصريحات ترامب بأنها "من أكبر أخطائه التي ارتكبها خلال مشواره السياسي، وأعتقد أن هذا الخطأ لا يمكن تبريره".

وأضاف "ترامب يقوم بتقويض كل ما عملنا عليه جاهدين لتأسيس الديمقراطية والعدل في الولايات المتحدة" في تصريح لقناة فوكس نيوز الأمريكية. 

والجدير بالذكر أن ترامب قد قال الشهر الماضي، إنه فاز بتأييد العدد المطلوب من المندوبين (1238 ) لضمان ترشحه عن الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقبلة.

وسيعقد الحزب الجمهوري مؤتمرًا في يوليو/تموز المقبل للإعلان رسميًّا عن مرشحه.

وإذا تأكد ترشيح ترامب، فإنه سيخوض السباق في مواجهة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أو السيناتور بريني ساندرز، وكلاهما يسعى لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي.