سعيد يؤدي اليمين الدستورية لولاية جديدة ويتعهد بتخليص تونس من «الخونة»
قال الرئيس التونسي قيس سعيد في خطاب له أمام البرلمان عقب أداء اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة، إن الأوضاع في بلاده تقتضي تخليص البلاد من الخونة والطغاة.
وأكد الرئيس التونسي في كلمته أن "شعبنا قال كلمته الفصل في الانتخابات بكل حرية ولم يحكّم إلا ضميره".
وأشار سعيد إلى أن الشعب التونسي بحاجة إلى حلول جذرية فلم نعد نقبل بأنصاف الحلول ولذلك يجب إجراء ثورة تشريعية.
"جرائم الإخوان"
وذكر قيس سعيد بجرائم الإخوان، قائلا إن "القوى المعادية للثورة بدأت منذ 15 يناير (كانون الثاني) 2011، بتحويل المطلب الشعبي الداعي لإسقاط النظام بمطالب جهوية وقطاعية بهدف الإبقاء على المنظومة السابقة مع تغيير صوري وشكلي ببعض ملامحها".
وزاد "هذا إلى جانب العمليات الإرهابية منها ذبح جنودنا البواسل، وتفجير حافلة الأمن الرئاسي ..هذا غيض من فيض".
وأضاف "ولا ننسى ما كان يحصل في البرلمان بوضع نصوص فصلت على مقاس من وضعوها وكم من مرة ترفع الجلسة العامة بحجة التوافق ومزيد التفاوض من أجل تغيير النصوص ودفع الأموال خدمة لمصالحهم"، في إشارة لسلوك الإخوان أثناء السيطرة على البرلمان.
ومضى قائلا "وكانت الأصوات ترتفع في كل مكان، ويدعو أصحابها لحل البرلمان قبل أن تنتشر جائحة الكوفيد، حيث لم يتوانوا حتى من الاتجار بالأوبئة والأمراض".
التحديات
وقال قيس سعيد إن "أكبر التحديات التي سيتم العمل دون هوادة على رفعها، فتح طريق جديدة أمام العاطلين عن العمل والشباب الذين كانوا ضحايا لعقود من الفساد والاختيارات الاقتصادية الفاشلة"، مضيفا أنه "سيتم الانطلاق في ثورة تشريعية".
الرئيس التونسي قال أيضا "سيتم بناء اقتصاد وطني يرتكز على خلق الثروة في ظل اختيارات وطنية خالصة نابعة من اختيارات الشعب".
ومضى قائلا "سيتم تطهير المؤسسات الحكومية من كل من تسللوا إليها تحت عناوين متعددة تمهيدا للتفريط فيها، وسيتم العمل على تحسين الأوضاع الاجتماعية وتحسين الخدمات في المستشفيات والمواصلات".
قبل أن يضيف "سيتم المواصلة في مقاومة الإرهاب ومقاومة الفساد، ولن يتم التراجع على المحاسبة".
وكانت الهيئة العليا للانتخابات في تونس قد أعلنت في وقت سابق الشهر الجاري فوز الرئيس سعيد بالأغلبية المطلقة للأصوات، بنسبة وصلت إلى تسعين في المئة وبالتالي توليه مجددا رئاسة البلاد للسنوات الخمس المقبلة.
وقال رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر إن سعيَّد حاز نسبة قاربت 91 في المئة.
وحسب هيئة الانتخابات فقد بلغت نسبة الإقبال العامة حوالي 29 في المئة. وحصل العياشي زمّال الرئيس السابق لحركة "عازمون" الليبرالية، والموجود في السجن على 7 في المئة من الأصوات، وزهير المغزاوي أمين عام حركة الشعب القومية على حوالي 2 في المئة.
ويعتقد مراقبون أن الفوز الساحق لسعيد جاء على خلفية الإجراءات التي اتخذها ضد تنظيم الإخوان وقيادات حركة النهضة الإخوانية.
ومنذ عام 2021 بدأ سعيد تحرير تونس من هيمنة جماعة الإخوان تحت الضغط الشعبي، عبر تعليق عمل البرلمان قبل حله وكتابة دستور جديد جرت بموجبه الانتخابات التشريعية والرئاسية.