استشهاد فلسطيني وإصابة جندي إسرائيلي خلال عملية فدائية بالقدس

إسرائيل تفجر منزل أسير فلسطيني

أصيب جندي إسرائيلي بجراح خطيرة في هجوم مسلح شنه شاب فلسطيني يدعى مازن عربية، 36 عاما، على حاجز حزما الإسرائيلي الواقع شمال مدينة القدس المحتلة ظهر اليوم، وأدى إلى استشهاد المهاجم برصاص جنود الاحتلال.

جاء الهجوم بعد قليل من اقتحام عشرات المستوطنين المسجد الأقصى وسط القدس، وعمليات عسكرية واسعة لجيش الاحتلال شملت تفجير منزل بنابلس واعتقال عشرات الفلسطينيين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.

 وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن شابًّا فلسطينيًّا أطلق النار على الجنود الاسرائيليين بحاجز حزما شمال القدس، ما تسبب بإصابة أحد الجنود، قبل أن يجري إطلاق النار تجاهه وقتله.

واحتجزت قوات الاحتلال جثة "مازن"، لتضاف إلى 44 جثة تحتفظ بها لشبات وفتيات نفذوا أو حاولوا شن عمليات في الضفة والقدس مؤخراً.

وبالشهيد الجديد ترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ الأول من أكتوبر الماضي إلى 109 شهداء بينهم 24 طفلًا و5 سيدات، مقابل 20 إسرائيليًّا قتلوا في أكثر من 178 عملية تنوعت بين الطعن بالسكين، والدهس بالسيارة، وإطلاق الرصاص.

اقتحام الأقصى

وقبل ساعة من الهجوم الفلسطيني، كان عشرات المستوطنين يقتحمون ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسات شرطية معززة ومشددة تصدى لها المصلون والمرابطات بهتافات التكبير الاحتجاجية.

وقد تعمد جنود وشرطة الاحتلال حجز بطاقات بعض الشبان خلال دخولهم للمسجد الأقصى وشددت من إجراءات التفتيش، ودفعت قوات الاحتلال بالقوة النساء الفلسطينيات المتواجدات أمام باب حطة واعتدت عليهن بالضرب، ما أدى إلى إصابة إحداهن برضوض.

وفي القدس وبلداتها المحيطة اعتقلت قوات الاحتلال خلال عمليات دهم لعشرات المنازل تسعة فلسطينيين على الأقل.

تفجير منزل

وفي تطور سابق، فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس منزل أسير فلسطيني من نابلس شمال الضفة الغربية تتهمه بتزعم خلية "إيتمار" التي قتلت مستوطنين بداية شهر أكتوبر الماضي.

وقال شهود إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت حي الضاحية في مدينة نابلس عند الساعة الثانية فجرا (بالتوقيت المحلي)، وحاصرت البناية التي تضم منزل عائلة الأسير راغب عليوي، الذي تتهمه بأنه المسؤول عن الخلية التي نفذت عملية بيت فوريك التي وقعت مطلع تشرين أول الماضي وقتل فيها مستوطنان.

وذكر الشهود أن قوات الاحتلال أجبرت سكان البناية والبنايات المجاورة على الخروج منها، ثم زرع الخبراء المتفجرات في المنزل الذي هو شقة في الطابق الثاني من بناية تضم أربعة طوابق، قبل أن يدوي دوى صوت انفجار هائل غطى على إثره الغبار سماء المنطقة، كما لحقت أضرار مادية جسيمة في العديد من المنازل السكنية المجاورة.

كانت العائلة قد أخلت محتويات المنزل في الساعات الأخيرة قبيل التفجير، بعد أن أبلغهم المحامي بمصادقة محكمة الاحتلال العليا على قرار الهدم.

واعتقل عليوي بعد أيام من تنفيذ العملية، ووجهت له تهمة ترؤس الخلية التابعة لحركة "حماس" التي نفذت عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "ايتمار" شرق نابلس، وأسفرت عن مقتل مستوطن يعمل ضابطا في جيش الاحتلال وزوجته.

كانت قوات الاحتلال قد نسفت قبل نحو ثلاثة أسابيع منازل الأسرى كرم رزق المصري، ويحيى الحاج حمد، وسمير الكوسا، وذلك على خلفية اتهامهم بالمشاركة في العملية ذاتها والعمل كخلية واحدة.

مواجهات واعتقالات

كما اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال في محيط مدرسة الكندي، بنابلس، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، فيما سجلت إصابة أحد الشبان بالرصاص الحي.

وداهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل في بلدات بيتا وحوارة وعوريف وأوصرين وعقربا جنوب نابلس، وفتشتها وعاثت فيها فسادا، وخلال ذلك اعتقلت أربعة شبان، هم: معتز محمد فشافشة، وادم عديلي، ويونس منير بني فضل، وموسى أحمد ديرية.

إصابات جنين

 في هذه الأثناء، أصيب 8 شبان بالرصاص الحي، خلال مواجهات اندلعت فجر الخميس في بلدة قباطية جنوب جنين، إثر اقتحامها من قبل قوات كبيرة من جيش الاحتلال.

وقال باحث حقوقي لبوبة "العين": إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وحاصرت وداهمت عدة منازل، وعبثت بمحتوياتها قبل أن تعتقل الشابين محمد توفيق نزال ومحمد مفيد نزال.

وذكر أن الأمور تطورت إلى مواجهات عنيفة أصيب على إثرها 8 شبان بالرصاص الحي في الأطراف السفلية من أجسادهم، وقد نقلوا جميعا لتلقي.

اعتقالات

وشنت قوات الاحتلال المزيد من الاعتقالات التي طالت حسب حصيلة نهائية 35 فلسطينيًّا، خلال عمليات دهم شنتها في العديد من مدن الضفة الغربية، تركزت في الخليل والقدس وطولكرم وبيت لحم ونابلس.

وقال راصدون ميدانيون إن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة مواطنين بعد مداهمة منازلهم في بلدة بيت أمر بالخليل، وهم: معزوز إبراهيم عوض 22 عامًا، مالك إبراهيم عوض 25عامًا، رأفت مصطفى عوض 17عاما، وشحدة يوسف عادي 22 عامًا.

كما داهمت قوات الاحتلال منزل عبد الكريم ازريقات، واعتقلت ابنته سعاد (27 عامًا) من بلدة تفوح قضاء الخليل.

واقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيدة المسنة ثروت الشعرواي في ضاحية الرامة بالخليل، وصادرت مخططات للمنزل قبل أن تنسحب، حيث يتهم الاحتلال المسنة الشعراوي بمحاول دهس بعض الجنود على مدخل المدينة عندما تم إطلاق النار عليها واستشهادها.

وفي بيت لحم، اعتقل الاحتلال أربعة مواطنين، بينما اعتقل خمسة آخرين من طولكرم، وثلاثة من نابلس.