في غزة منارة ولدت من دمار الحرب
منارة غزة لا تشبه أي من المنارات الأخرى.. هي هنا ترتفع بفخر في ميناء غزة لتنير على الناس من دمار المدينة ووجعها.
منارة غزة لا تشبه أي من المنارات الأخرى.. هي هنا ترتفع بفخر في ميناء غزة لتنير على الناس من دمار المدينة ووجعها.
منارة غزة شكلت من ركام ومخلفات الحرب، في عمل تركيبي يحيي المخيلة على طريقته الخاصة، عبر لفت الانتباه إلى إمكانية استخدام مخلفات الحرب بكمياتها الهائلة في القطاع المحاصر، وتنفيذ أعمال فنية يكون لها استخداماتها التطبيقية، فيكون المشروع بذلك نموذجًا يضيف على المكان ما يجدر الاحتفال به فعلًا من جماليات، كما لفت موقع "عرب 48".
"في البدء، لم يكن المشروع إنشاء منارة تحديداً، يقول شريف سرحان، مبدع العمل، وأحد مؤسسي محترف شبابيك للفن المعاصر، الساعي إلى تنشيط العمل الفني في غزة وطرح ابتكارات فنية حديثة.
يشرح أن "الفكرة خرجت للضوء بعفوية شديدة، أثناء جلسة أصدقاء في رام الله، أخذوا يتشاورون سوية". ويقول سرحان: "كنت أفكر بصوت مسموع حول إمكانية استخدام كميات الخردة الهائلة إثر العدوان الأخير في تنفيذ مشاريع فنية. فجأة اقترح أحدهم أن تكون على هيئة منارة، وكانت فكرة جيدة".
تلك اللحظة بدت الفكرة جاذبة لصاحب مشروع "لعبة الحرب" (2014) متعدد الوسائط، الذي نقل من خلاله ثورته وانقلابه على كل الأشكال القمعية التي تتخذ السلاح لغة لها، وتلغي حضور إنسانية الإنسان والمجتمع المدني.
في الوقت ذاته، يحاول مشروع سرحان الحالي إحياء المفاهيم والرؤى الإنسانية الداخلية، وبذلك كانت المنارة هي المجسد للفكرة التي خرجت للنور، لا سيما أن غزة، تاريخيا، لم تحفل بمنارات، وفق الدراسة المكثفة لسرحان، والتي بدأها منذ الأيام الأولى للعمل على المشروع.
ولم يكن ميناء غزة هو الأفضل بالنسبة إليه في البداية، وقد استحوذت إشـكالية المكان على تفكيره.
"وددت لو تقع المنارة في مكان أكثر التحاماً بالناس وقرباً إليهم، أي داخل المدينة القديمة، ما يُحقق أملي في مشاهدة أثر عملي الفني عليهم، وما يمنحه دافعًا أقوى، لا سيما حين تمتزج عراقة غزة التاريخية بمنارتها"، كما يقول.
الدخول في الحالة الانفعالية التي عاشها سرحان، تظهر مساحات أخرى لرؤية المنارة بمنظور أعمق، وإن أبرز الصعوبات ما تطلبه من جهود وخبرات فنية متعددة، ما استدعى وجود طاقم يتكون من 15 فنيا، بين مهندسين وحدادين وفنيي إضاءة وغيرهم.
تكون مبنى المنارة من قاعدة أبراج الندى التي تهدمت أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة، إلى جانب استخدام عمود حديد ارتفاعه 7،40 أمتار، وزنه ثلاثة أطنان ونصف الطن، فيما غُطيت المنارة بسياج حديد مكلفن، من الصعب أن يتعرض للصدأ.
هي دعوة للفنانين الشباب للبحث عن أفكار فنية وتنفيذها في فضاء غزة، من وجهة نظر سرحان، عضو رابطة الفنانين الفلسطينيين.
هنا يُشار إلى أن غزة تشهد في الآونة الأخيرة حالة فنية نشطة، وثمة مستوى جيد من حالة التذوق الفني العام، لا سيما بعد رواج رسم الجداريات وتزايد عدد المؤتمرات والمهرجانات.
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز