فيلم ترامب المفضل يكشف الكثير من أسرار غطرسته
المواطن ترامب لم يأتِ من العدم إنه نوع من الشخصيات ذات التاريخ الطويل في أمريكا ذلك الثري النرجسي العدواني
ظاهرة دونالد ترامب المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية لم تأت من العدم، إنه نوع من الشخصيات ذات التاريخ الطويل في أمريكا، الثري النرجسي العدواني، الذي على حد تعبير المخرج والممثل الأمريكي الشهير أورسون ويلز: "مهتم بفرض إرادته" على البلاد فيما يعد في نهاية المطاف مجرد عمل آخر من أعمال الغطرسة.
وبحسب مقال رأي نشرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، للكاتب بنجامين هوفباور، كان هذا وصف ويلز لشخصية تشارلز فوستر كين، بطل الفيلم الكلاسيكي "المواطن كين"، الذي عرفه ترامب في عام 1992 بأنه "فيلمه المفضل على الإطلاق"، وهو ما كرره الملياردير إمبراطور العقارات خلال مقابلة له مع ميجان كيلي في مايو/أيار الماضي.
وقال الكاتب، إنه في بداية الفيلم يلخص جيديديا ليلاند (جوزيف كوتين)، الذي كان فيما مضى أفضل أصدقاء كين، شخصيته على النحو التالي: "أنا لا أفترض أي شخص كان له الكثير من الآراء، لكنه لا يؤمن بأي شيء ما عدا تشارلي كين، لم يكن لديه قناعة أبدًا إلا تشارلي كين في حياته".
وتساءل هوفباور عما إذا كان أي شخص قد أدلى على الإطلاق بوصف أفضل لدونالد ترامب نفسه، فكما يقول ديفيد بروكس، الكاتب بصحيفة "نيويورك تايمز"، إن نرجسية ترامب الهائلة تجعله حصنًا مغلقًا"، أو كما قال ترامب، متحدثًا عن نفسه بصيغة الغائب: "أحبه أو أكرهه، ترامب هو رجل واثق حول ما يريد، ويشرع في الحصول عليه، ليس هناك أي شيء محظور".
ورجح أنه ربما لا يكون ترامب متعمقًا بما يكفي لإدراك نفسه في شخصية كين، ولكن الفيلم نفسه كان محاولة ويلز "لشرح شيء حقيقي ومثير للقلق نوعًا ما في أمريكا، وهو ما وصفه المؤرخ والمنظر السياسي الفرنسي ألكسيس دي توكوفيل ذات مرة بأنه ضحالة الأمريكية الأساسية.
وأشار إلى أن توكوفيل كتب في رسالة إلى صديق في عام 1831: "كلما يحفر الشخص أعمق في الشخصية الوطنية للأمريكيين، يرى أنهم سعوا لقيمة كل شيء في هذا العالم فقط في الإجابة على سؤال واحد: كم من المال سوف تجلبه".
وأوضح أن الفيلم يعتمد على قصة حياة المليونير وهو ثري آخر، قاسٍ مصاب بجنون العظمة، هو ويليام راندولف هيرست، ويسرد القصة الحزينة للتأثير المفسد للثروة الطائلة.
ولفت إلى أنه في وقت لاحق أشار ويلز إلى أنه كان يقصد بذلك حكاية تحذيرية حول هذا النمط الأمريكي.
وفي مقابلة مع "بي بي سي" في عام 1960، قال "يجب أن أعترف أنها كانت مقصودة بوعي كنوع من التوثيق الاجتماعي، كهجوم على المجتمع المولع بالامتلاك، وفي الواقع على الامتلاك بشكل عام".
واعتبر أنه في الوقت الراهن، أصبح "المواطن كين" على ما يبدو نموذجًا افتراضيًّا للمرشح الجمهوري للرئاسة، وترامب اليوم أقرب إلى الرئاسة مما فعل كين في الخيال أو هيرست في الحياة الحقيقية.
وامتاز فيلم "المواطن كين" ببراعته سواء على المستوي الضمني أو الشكل السينمائي مما أهله للحصول على عديد من الجوائز والتكريمات، فقد حصد الفيلم جائزة "أوسكار" لعام 1941، وصنفه المعهد الأمريكي للسينما كأفضل فيلم في تاريخ السينما محافظًا بذلك على صدارته لقائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما.
ويرجع السر وراء إجماع النقاد على أن الفيلم الذي أنتج عام 1941 أفضل فيلم في تاريخ السينما، أنه كان سابقًا لعصره، كما استطاع أن يستعيد هيبة السينما الأمريكية بعد منافسة قوية مع نظيرتها الأوروبية، بالإضافة إلى عبقرية ويلز في وضع أسس النقد لشخصية المليونير "وليام هرست" في ذلك العصر الذي لم يتعود الجمهور فيه على النقد.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA==
جزيرة ام اند امز