ألبانيزي يحسم انتخابات أستراليا العامة.. و«ظل ترامب» يقر بهزيمته

في انتخاباتٍ طغت عليها ملفات اقتصادية وتوترات سياسية عالمية، أعلن محللو هيئة الإذاعة الأسترالية فوز رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي بالانتخابات العامة، السبت.
وأكدوا أن حزب العمال سيتولى تشكيل الحكومة المقبلة بعد أن أحرز تقدماً ملحوظاً في فرز الأصوات.
وقال محلل الانتخابات أنتوني غرين إن حزب العمال "سيشكل الحكومة في البرلمان القادم"، مشيراً إلى أن النتائج الأولية "تشير إلى فوز لا لبس فيه، وربما يكون كبيرًا".
ووفقًا للبيانات الجزئية بعد فرز نحو 40% من الأصوات، يتجه الحزب إلى الفوز بما لا يقل عن 70 مقعدًا من أصل 76 مطلوبة لتأمين الأغلبية.
في المقابل، أظهرت النتائج أن التحالف اليميني الليبرالي الوطني الذي يقوده بيتر داتون متقدم في 32 مقعدًا فقط، في حين ما زالت نتائج 25 مقعدًا غير محسومة.
وقد مثّلت هذه النتيجة انتكاسة كبيرة للمحافظين، حيث خسر زعيم المعارضة داتون مقعده البرلماني وفقًا لهيئة الإذاعة الأسترالية، وهو ما قضى فعليًا على أي آمال له بتولي رئاسة الحكومة.
داتون، الذي واجه حملة انتخابية صعبة، أقر بالهزيمة قائلاً: "لم نحقق أداءً جيدًا في هذه الحملة – وهذا واضح الليلة، وأتحمل المسؤولية الكاملة".
تصويت في ظل توترات اقتصادية وعالمية
جرت الانتخابات في ظل مخاوف اقتصادية عميقة لدى الناخبين، وسط ارتفاع ملموس في تكلفة المعيشة. وأشارت تقارير ميدانية إلى أن أسعار الحليب، والخبز، والبنزين، والكهرباء باتت عبئًا كبيرًا على العائلات الأسترالية، ما جعل الاقتصاد الموضوع الأبرز في خيارات التصويت.
كما ألقت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بظلالها على الحملة، خاصة الرسوم الجمركية التي فرضها، والتي وصفها ألبانيزي بأنها "إيذاء اقتصادي ذاتي".
من جهته، لم يتردد داتون في النأي بنفسه عن ترامب، رغم إشادته به سابقًا، مشددًا على استعداده لـ"خوض معركة من أجل مصالح أستراليا".
رؤى متباينة
برز الانقسام الحاد بين الحزبين حول ملفات الطاقة والمناخ، حيث تعهد ألبانيزي بمواصلة دعم مشاريع الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات، فيما طرح داتون خطة مثيرة للجدل بقيمة 200 مليار دولار لبناء سبعة مفاعلات نووية، في محاولة لتقليل الاعتماد على الفحم والطاقة الشمسية.
وتأتي هذه الانتخابات في وقت تواجه فيه أستراليا ضغوطًا بيئية متزايدة، كونها من أكبر مصدّري الفحم عالميًا، مما يعزز أهمية سياسات الحكومة المقبلة في تحقيق التوازن بين الاقتصاد والمناخ.
إقبال مرتفع
بلغ عدد المسجلين للتصويت نحو 18.1 مليون ناخب، وصوّت نحو نصفهم بشكل مبكر.
ونظرًا لأن التصويت إلزامي في أستراليا، بموجب غرامة تصل إلى 20 دولارًا أستراليًا، فقد تجاوزت نسبة المشاركة 90%، ما يعكس التزامًا ديمقراطيًا قويًا رغم التوترات السياسية والاقتصادية.
بفوزه هذا، يكون أنتوني ألبانيزي قد نجح في تأمين ولاية ثانية، متعهدًا بـ"عدم ادخار أي جهد" خلال السنوات الثلاث المقبلة، ومؤكدًا أن هدفه هو "تحقيق فوز مزدوج لحزب العمال" في سجل الحكم المعاصر.
aXA6IDE4LjExNy45Mi43NSA= جزيرة ام اند امز