مصادر لـ«العين الإخبارية»: الحوثي أوقف استهداف سفن أمريكا منذ مطلع مايو

كشفت مصادر أمنية رفيعة في صنعاء، لـ«العين الإخبارية»، أن مليشيات الحوثي المدعومة من إيران أوقفت منذ الأول من مايو/أيار جميع هجماتها ضد السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
يأتي هذا في تطور ميداني ينسجم مع الإعلان العُماني الأخير عن اتفاق غير مباشر لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
- صدمة في إسرائيل بعد إعلان ترامب بشأن الحوثيين.. هل تخلى عنا؟
- «أوقفوا القصف ولن نهاجم سفنكم».. ترامب يعلن «استسلام» الحوثيين
وبحسب المصادر، فإن المليشيات امتنعت طوال ستة أيام متتالية عن إطلاق أي صواريخ أو طائرات مسيّرة باتجاه السفن الأمريكية، رغم استمرار عملياتها ضد أهداف أخرى، أبرزها المرتبطة بإسرائيل.
ووصفت المصادر هذا التراجع بأنه «تكتيك محسوب» يهدف إلى تحييد الولايات المتحدة من المعركة، وتخفيف حدة الضربات الجوية الأمريكية المتواصلة منذ شهور.
تحييد واشنطن
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين اختاروا هذه الخطوة بعد استشعارهم حجم الخسائر التي تكبّدتها المليشيات خلال الأسابيع الماضية، خصوصًا تحت وطأة عملية «الفارس الخشن» التي تنفذها القيادة المركزية الأمريكية، والتي أسفرت عن أكثر من ألف غارة جوية دقيقة منذ منتصف مارس/آذار وحتى بداية مايو/أيار.
المصادر نفسها أكدت أن «وقف استهداف السفن الأمريكية لا يعني تخلي الجماعة عن نهجها التصعيدي تجاه إسرائيل»، وإنما محاولة لكسب الوقت وتخفيف الضغوط، بعد أن وصلت الضربات الأمريكية إلى مراكز حيوية ومخازن تسليح استراتيجية.
132 غارة في 5 أيام
وفي الفترة الممتدة بين 1 و5 مايو/أيار الجاري فقط، شنت الولايات المتحدة نحو 132 غارة على مواقع حوثية موزعة على 11 محافظة يمنية، بينها:
• صنعاء
• صعدة
• الحديدة
• مأرب
• عمران
• الجوف
• البيضاء
• ذمار
• حجة
• إب
وشملت الغارات مواقع صواريخ، أنظمة رادار، منصات إطلاق طائرات مسيّرة، ومخازن أسلحة متطورة يُعتقد أن جزءًا كبيرًا منها تم تهريبه مؤخرًا من إيران، بحسب تقارير عسكرية أمريكية.
غارات دقيقة
وبحسب بيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية، فإن عمليات «الفارس الخشن» اعتمدت على معلومات استخباراتية دقيقة تهدف إلى تحقيق «تأثيرات مميتة» ضد المليشيات، مع تقليل الأضرار الجانبية على المدنيين.
وشدد البيان على أن الغارات الأمريكية تركز على حرمان الحوثيين من القدرات التي تمكّنهم من تهديد حركة الملاحة الدولية، خصوصًا في البحر الأحمر وباب المندب، والحد من تأثيرهم في الإقليم.
الوساطة العُمانية
وتتزامن هذه المعطيات الميدانية مع ما كشفته سلطنة عُمان مؤخرًا من اتفاق غير مباشر لوقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين، وُصف بأنه محاولة لـ«خفض التصعيد» وضمان انسيابية حركة التجارة الدولية، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
كما تزامن الكشف عن الاتفاق مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اعتبر فيها أن «الحوثيين استسلموا»، في إشارة إلى إعلان الجماعة نيتها التوقف عن قتال القوات الأمريكية. لكن تصريحات ترامب قوبلت بتشكيك واسع، خصوصًا بعد أن جدّد الحوثيون تعهدهم بمواصلة استهداف إسرائيل.
وتؤكد المعطيات التي حصلت عليها «العين الإخبارية» أن مليشيات الحوثي دخلت مرحلة إعادة تموضع عسكري وتكتيكي في تعاملها مع القوى الدولية، إذ تتجه إلى وقف الاحتكاك المباشر مع الولايات المتحدة، مع الإبقاء على خطابها التصعيدي تجاه إسرائيل، في محاولة للفصل بين الجبهتين.
لكن الغارات الأمريكية الكثيفة، والموقف الإسرائيلي المتشدد، يضعان المليشيات أمام اختبار قاسٍ في الأسابيع المقبلة، ويجعلان أي تهدئة هشّة وقابلة للانهيار في أي لحظة.