عُمان تكشف تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين أمريكا والحوثي

أعلنت سلطنة عُمان رسميًا، الثلاثاء، نجاح وساطتها بين الولايات المتحدة ومليشيات الحوثي، ما أسفر عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار غير معلن مباشرة.
ويحمل الاتفاق في طيّاته تعهدًا بعدم استهداف أي من الطرفين للآخر، بما يشمل السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب، في خطوة تهدف إلى "خفض التصعيد وضمان حرية الملاحة الدولية"، وفق بيان وزارة الخارجية العُمانية.
- «أوقفوا القصف ولن نهاجم سفنكم».. ترامب يعلن «استسلام» الحوثيين
- «إعلان كبير للغاية».. «وعد ترامب» قبل زيارته المرتقبة للمنطقة
وجاء هذا الإعلان المفاجئ بعد أشهر من التصعيد في البحر الأحمر، شهد خلالها الممر الملاحي الحيوي هجمات حوثية متكررة ضد سفن شحن دولية، ادّعت الجماعة أنها مرتبطة بإسرائيل، في إطار ما تسميه «نصرة غزة» والانخراط في «محور المقاومة» بقيادة إيران.
عُمان تكشف التفاصيل.. وترامب يصفها بـ«الاستسلام»
وفي بيان وزارة الخارجية العُمانية، أكدت السلطنة أن الاتفاق جاء نتيجة اتصالات مكثفة مع واشنطن وصنعاء، وشكرت الطرفين على «النهج البنّاء» الذي قاد إلى هذه النتيجة، معربة عن أملها أن يؤدي الاتفاق إلى مزيد من الاستقرار الإقليمي.
لكن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذهبت بعيدًا في توصيف الاتفاق. فمن المكتب البيضاوي، مساء الإثنين، أعلن ترامب أن «الحوثيين لا يريدون القتال بعد الآن... وقالوا لنا نرجوكم لا تقصفونا، ونحن لن نهاجم سفنكم»، مضيفًا أن واشنطن «ستعامل ذلك كاستسلام».
الرئيس الأمريكي شدد على أن ما كان يجري من عمليات جوية أمريكية يستهدف بالدرجة الأولى وقف هجمات الحوثيين على السفن، مضيفًا أن الجماعة قالت: «لن نفجّر السفن بعد الآن، وهذا هو الغرض من كل ما كنا نقوم به».
وقبل إعلان ترامب، سارعت مليشيات الحوثي إلى التأكيد على أنها ماضية في تصعيدها العسكري ضد إسرائيل، نافية ضمنيًا التخلي عن عملياتها.
التصريحات الحوثية جاءت بعد سلسلة غارات جوية إسرائيلية يومي الإثنين والثلاثاء، استهدفت مواقع استراتيجية في صنعاء والحديدة، منها:
• مطار صنعاء الدولي
• قاعدة الديلمي الجوية
• مصنع إسمنت عمران
• محطات كهرباء ذهبان، حزيز، وعصر
• مجمع ألوية الصواريخ في فج عطان
• ميناء الحديدة ومصنع إسمنت باجل
وأدت الضربات الإسرائيلية إلى تعطيل ميناء الحديدة بالكامل، وتدمير مخازن وقود رئيسية، ضمن عملية عسكرية متصاعدة تُعرف بـ«اليد الطويلة» بدأت في يوليو/تموز 2024 بهدف إضعاف قدرات الحوثيين الصاروخية واللوجستية.
تصعيد إسرائيل وازدواجية الحوثيين
ورغم لهجة التهدئة في الخطاب العُماني وتصريحات ترامب، فإن تصعيد إسرائيل الأخير والرد الحوثي عليه يؤكد أن الحوثيين يحاولون الاحتفاظ بهامش مناورة مزدوج، يُرضي طهران ويضمن بقاءهم فيما يسمى بـ«محور المقاومة»، دون خسارة مساحة التفاهم مع واشنطن.
أما ترامب، فيبدو أنه يسعى إلى توظيف التهدئة البحرية في سجله الانتخابي، مقدّمًا إياها كإنجاز سياسي ودليل على نجاح نهجه في الضغط العسكري.
جولة مرتقبة لترامب في الخليج
الإعلان العُماني والتصريحات الأمريكية يتزامنان مع ترتيبات جولة خارجية مرتقبة للرئيس ترامب، تبدأ الإثنين المقبل وتشمل السعودية، والإمارات، وقطر، وسط توقعات بإعلان إقليمي «كبير» خلال اليومين المقبلين.
مصادر أمريكية تحدثت عن رغبة ترامب في تقديم صورة الرئيس الذي أوقف الحرب في البحر الأحمر، وأعاد فتح الممرات الملاحية دون الدخول في حرب إقليمية مفتوحة.
ويُرجّح أن الاتفاق مع الحوثيين، وإن جاء بوساطة عمانية، إلا أنه نتاج شهور من الضغوط السياسية والضربات الجوية الدقيقة.