إسرائيل تدمي الحوثيين.. بنك أهداف يتهاوى تحت القصف

في تصعيد عسكري غير مسبوق، نفذت إسرائيل ضربات جوية مكثفة على مواقع حيوية تابعة لمليشيات الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء ومحيطها، مستهدفة بنية تحتية ذات استخدام مزدوج.
ويكشف هذا التطور مدى توسّع بنك الأهداف الإسرائيلي خارج نطاق غزة ولبنان وسوريا، وصولًا إلى عمق اليمن.
- تفاصيل قصف إسرائيل لمطار صنعاء.. «البنية التحتية» للحوثي النار
- غارات إسرائيلية مكثفة تدمر مطار صنعاء الدولي
مطار صنعاء.. ضربة موجعة وعزل جوي
وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ«العين الإخبارية»، فإن الغارات التي نُفذت، الثلاثاء، طالت 8 أهداف حساسة للحوثيين، كان أبرزها مطار صنعاء الدولي، الذي خرج كليًا عن الخدمة بعد تدمير مرافقه الحيوية، في خطوة تمثل شللًا في قدرة المليشيات على الحركة الجوية والدعم اللوجستي.
واستهدفت الضربات المواقع التالية داخل المطار:
- صالة المسافرين.
- مدرج الإقلاع والهبوط.
- برج المراقبة.
- قاعدة الديلمي الجوية.
كما تضررت طائرات مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية كانت محتجزة لدى الحوثيين منذ العام الماضي، وهو ما يشير إلى أن إسرائيل لا تفرّق بين الأهداف العسكرية والمدنية عندما تتحول الأخيرة إلى أدوات ابتزاز حوثية.
منشآت اقتصادية وعسكرية تحت النار
ولم تقتصر الغارات على مطار صنعاء، بل امتدت لتشمل منشآت اقتصادية ذات بعد استراتيجي يستخدمها الحوثيون لدعم مجهودهم الحربي، ومن بينها:
مصنع إسمنت عمران الذي تعرض لموجة من الغارات أدت لاشتعال حرائق في مخازن الوقود التابعة للمليشيات.
محطتا كهرباء ذهبان وحزيز المركزيتان، ما يشير إلى استهداف مراكز حيوية لتوليد الطاقة، تم توظيفها لدعم عمليات اتصالات وتحكم عسكري.
مجمع ألوية الصواريخ في جبل فج عطان، وهو إحدى أهم القواعد الصاروخية للحوثيين في صنعاء.
وعقب القصف، غطّت سحب الدخان الكثيف سماء العاصمة، وسط تصاعد النيران من المواقع المستهدفة، خاصة في مصنع الإسمنت الذي أصيب بأضرار كبيرة في منشآت التخزين.
الحديدة خارج الخدمة
وجاء هذا الهجوم في أعقاب غارات إسرائيلية استهدفت، يوم الإثنين، ميناء الحديدة الاستراتيجي غربي اليمن، حيث أكدت المصادر أن الضربات أدّت إلى تدمير الميناء بالكامل وإخراجه عن الخدمة، في ضربة موجعة لأحد أهم ممرات تهريب الأسلحة والوقود إلى المليشيات الحوثية.
كما طالت غارات متزامنة مخزون الوقود في مصنع إسمنت باجل شرقي محافظة الحديدة، ما أدى إلى انفجارات هائلة وحرائق واسعة النطاق.
استراتيجية الردع الواسع
القصف الإسرائيلي المكثف جاء كرد مباشر على صاروخ باليستي أطلقته المليشيات الحوثية نحو مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، وهو ما اعتبرته تل أبيب تجاوزًا جديدًا للخطوط الحمراء ومحاولة لـ«فرض حصار جوي شامل» على الدولة العبرية، وفق مزاعم حوثية.
وكانت إسرائيل قد نفذت في يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024 غارات جوية رمزية على مواقع حوثية ضمن ما سُمي بـ«عملية اليد الطويلة»، لكنها لم تكن كافية آنذاك لتقويض القدرات العسكرية للمليشيات، ما فتح المجال لتصعيد الحوثيين عبر طائرات مسيرة وصواريخ طويلة المدى تستهدف الملاحة في البحر الأحمر، وأحيانًا العمق الإسرائيلي.
لكن الهجمات الجديدة تشير إلى تحول جذري في العقيدة العسكرية الإسرائيلية تجاه الحوثيين، من سياسة الردع المحدود إلى ضرب مراكز الثقل الاستراتيجية، ما يضع صنعاء والحديدة في مرمى نيران دائمة، ما دامت المليشيات تُستخدم كذراع إيرانية في معادلة المواجهة الإقليمية.
aXA6IDMuMTkuNTUuMjU0IA== جزيرة ام اند امز