في إحدى القرى الإفريقية، حيث لا تزال المجتمعات تعاني من تحديات صحية حادة ونقص في الموارد الطبية، تبرز مبادرة إماراتية تحمل اسم "دوكتور" كرسالة أمل عابرة للحدود.
نقطة الانطلاق كانت من العاصمة الأنغولية لواندا، لتفتح الطريق نحو مشروع واسع يهدف إلى إعادة رسم خريطة الرعاية الصحية في القارة.
خلال مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية"، أكد سفير أحمد، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة برجيل القابضة، أن المشروع قدّم دعمًا مباشرًا للنظام الصحي في أنغولا عبر التبرع بـ 800 ألف وحدة دوائية. وتنوعت المساعدات بين الأدوية الأساسية للحالات المزمنة مثل القلب والضغط والسكري، وصولًا إلى المستلزمات العاجلة للطوارئ.
وقال: "ما قدمناه في أنغولا مجرد بداية، فمشروع دوكتور بالتعاون مع موانئ أبوظبي وبرجيل القابضة، يمثل مبادرة استراتيجية طويلة الأمد لتغطية الاحتياجات الطبية في مختلف أنحاء إفريقيا".
ولادة المشروع من "أصنع في الإمارات"
انطلق الإعلان الرسمي عن "دوكتور" في 20 مايو 2025، على هامش منتدى أصنع في الإمارات، بحضور كبار المسؤولين الإماراتيين، من بينهم وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الدكتور سلطان الجابر، إلى جانب قيادات مجموعتي موانئ أبوظبي وبرجيل القابضة.
المشروع وُلد برؤية واضحة: بناء منصة متكاملة للرعاية الصحية اللوجستية، تجمع بين الخبرة الطبية الواسعة لـ"برجيل" والقدرات التشغيلية والانتشار الجغرافي لمجموعة موانئ أبوظبي.
ما الذي يميز "دوكتور"؟
- إمداد طبي متكامل: من المستشفيات الميدانية إلى العيادات المتنقلة.
- سلاسل توريد مدعومة بالبيانات: لتقليل زمن وصول الخدمات الطبية للمجتمعات النائية.
- استجابة طوارئ سريعة: لتأمين وصول الدواء والخدمات عند الكوارث والأزمات.
- بناء القدرات المحلية: عبر التدريب السريري ورفع كفاءة الكوادر الطبية الإفريقية.
زيارة إماراتية رسمية
ووصل، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى القصر الرئاسي في العاصمة الأنغولية لواندا، حيث كان الرئيس جواو مانويل غونسالفس لورينسو في مقدمة مستقبليه.
واصطف حرس الشرف خلال استقبال الضيف الكبير، وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحيةً لرئيس دولة الإمارات، عزف النشيد الوطني للبلدين، بحسب موفدة «العين الإخبارية».
ومن المقرر أن يبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة مع رئيس أنغولا، علاقات البلدين وفرص تعزيز التعاون والعمل المشترك لتطويرها خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية بما يخدم مصالحهما المشتركة وتطلعاتهما تجاه تحقيق التنمية المتبادلة والازدهار لشعبيهما.
ويرتقب أن تسهم الزيارة في دفع العلاقات بين البلدين إلى آفاق واعدة، في إطار اهتمام دولة الإمارات بتعزيز الشراكات التنموية والدبلوماسية مع دول القارة السمراء.
تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنغولا بعد 8 زيارات أجراها رئيس أنغولا جواو مانويل غونسالفس لورينسو إلى دولة الإمارات منذ توليه الرئاسة في سبتمبر/أيلول 2017.
شهدت تلك الزيارات عقد 5 قمم ولقاءات بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس أنغولا، تم خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
وتخللت تلك القمم والزيارات الرئاسية زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين، كان أحدثها زيارة الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة الإماراتي، إلى العاصمة لواندا 20 يونيو/حزيران الماضي.