اختيار أسماء العمليات العسكرية ليس عملا اعتباطيا أو مجرد تفصيل صغير، إنما أداة ضمن أدوات الحرب النفسية.
أطلقت الهند اسم "السندور" على عمليتها العسكرية ضد باكستان، وهو اسم ذو دلالة ثقافية عميقة في المجتمع الهندي.
والسندور في الهند هو مسحوق أحمر تستخدمه النساء المتزوجات في وضعه على فرق الشعر كرمز للزواج والاستقرار.
وبطبيعة الحال لا يأتي اختيار الاسم في العملية العسكرية عشوائيًا، بل يحمل رسالة سياسية وثقافية تتجاوز إطار المعركة التقليدية.
رمزية السيطرة
في الثقافة الهندية، السندور لا يرمز فقط إلى الزواج، بل أيضًا إلى الارتباط والامتلاك، وهو ما يضفي على التسمية بعدًا آخر.
وتسعى الهند على ما يبدو من خلال السندور إلى التأكيد على رؤيتها التاريخية لسيادتها على أراضٍ محل النزاع، واعتبار هذه العملية خطوة نحو "تثبيت الارتباط" بالمنطقة المتنازع عليها في كشمير.
والرسالة غير المعلنة هنا هي أن هذه الأرض "هندية" بالانتماء والهوية، وأن السيطرة عليها ليست عملاً عدوانيًا بل استعادة لما تراه حقًا.
وأعلنت باكستان عزمها الرد على الهجوم الهندي، وربما تطلق هي الأخرى اسما على عمليتها سيكون على الأرجح محاولة مضادة لتأكيد سيادتها.
وقالت الهند في بيان رسمي صادر عن وزارة الدفاع، أن الهجوم جاء ردًا على "تهديدات أمنية وعمليات تخطيط لهجمات داخل الهند"، مضيفة أن الضربات نُفذت بعد جمع معلومات استخباراتية موثوقة.
وأوضح البيان أن العملية استهدفت 9 معسكرات تقع داخل الأراضي الباكستانية، دون أن يحدد مواقعها بدقة، غير أن مصادر هندية رجّحت أن بعضها يقع في الشطر الباكستاني من كشمير.