سباق البيت الأبيض 2028 يبدأ مبكرا.. روبيو ينافس فانس داخل معسكر ترامب

في تحوّل مفاجئ داخل أروقة الحزب الجمهوري، برز اسم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كمنافس محتمل لنائب الرئيس جيه دي فانس في السباق نحو نيل ترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة عام 2028.
يأتي هذا التحول رغم اعتبار فانس الوريث الطبيعي لحركة "ماغا" التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، مما يشير إلى صراع خفي على خلافة الزعيم الجمهوري البارز، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتكشف التقارير عن تصاعد دعم روبيو، خاصة في الولايات الحاسمة مثل آيوا، حيث يتردد اسمه بقوة جنباً إلى جنب مع فانس بين ناشطي الحزب.
ويرى إريك برادنر المحلل بشبكة "سي إن إن"، أن السيناتور السابق عن فلوريدا يتمتع بميزة خبرة انتخابية مهمة، نظرا لخوضه السباق التمهيدي للرئاسة عام 2016 وحصوله على المركز الثالث في آيوا آنذاك، وأن هذه الخبرة منحته علاقات راسخة وقاعدة دعم ميدانية يفتقر إليها فانس كوجه جديد نسبياً على الساحة الوطنية.
ويشير برادنر إلى تحول لافت في صورة الرجلين، فبالرغم من انتقاداتهما السابقة لترامب، صارا يُنظر إليهما الآن كعضوين أوفياء في الفريق المقرب للرئيس.
وفي تكتيك واضح، يتجنب روبيو الإعلان الصريح عن طموحاته الرئاسية، حيث أشاد بفانس خلال مقابلة مع "فوكس نيوز" واصفاً إياه بـ"المرشح الممتاز" و"الصديق المقرب" الذي يؤدي عملاً "رائعا"، معربا عن أمله في ترشحه.
وبالتوازي مع هذا الصراع، تلفت مساعي ترامب الدستورية حول إمكانية عودته للسلطة الأنظار، ورغم منع الدستور الأمريكي ترامب من الترشح لولاية رئاسية ثالثة، إلا أن الرئيس ترامب لم يتوقف عن التلميح إلى إمكانية العودة مجددا إلى السلطة، سواء عبر حملات رمزية مثل إطلاقه شعار "ترامب 2028" على منتجاته الدعائية، أو عبر تصريحات مبطنة.
وكان ترامب قد صرح في مايو/أيار الماضي بالقول: "لم يسبق لي أن تلقيت هذا القدر من الطلبات للعودة. كثيرون يريدونني أن أترشح مجددا"، قبل أن يضيف بابتسامة لافتة: "لكن، على حد علمي، الدستور لا يُسمح بذلك".
وفي خطوة أثارت جدلاً واسعًا، طرح النائب الجمهوري آندي أوغلز من ولاية تينيسي مشروع قانون لتعديل التعديل الدستوري الثاني والعشرين، الذي يمنع أي رئيس من الترشح لأكثر من ولايتين. وينص التعديل المقترح على السماح بولاية ثالثة للرئيس إذا لم تكن الولايات السابقة متتالية، في محاولة واضحة لتمهيد الطريق أمام ترامب، مع استبعاد الرئيس الأسبق باراك أوباما، أبرز خصومه السياسيين، من إمكانية العودة.
وتتداول الأوساط الموالية لترامب سيناريو قانونياً ملتوياً يتمثل في استقالة رئيس (مثل فانس) بعد الفوز، مما يمهد الطريق لترامب (كنائب له) لتولي الرئاسة مجدداً.
وفي المقابل، كشف استطلاع رأي أجرته صحيفة ديلي ميل بالتعاون مع جيه إل بارتنرز عن تفوق أوباما على ترامب في مواجهة افتراضية بنسبة 52 % مقابل 41 %، مدعوماً بقوة من اللاتينيين (73 %) والسود (68 %) والمستقلين (50 %).
يتسع المشهد الجمهوري ليشمل أسماء أخرى مرشحة لخلافة ترامب، مثل السناتور تيد كروز الذي تصدر السباق في ولاية آيوا، وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس صاحب القاعدة الجماهيرية.
كما لمح ترامب نفسه أكثر من مرة إلى إمكانية ترشيح نجله دونالد جونيور، مؤكداً استمرار نفوذه داخل الحزب بغض النظر عن المرشح الرسمي للانتخابات المقبلة.
وهكذا يتحول سباق الترشيح الجمهوري لعام 2028 إلى مسرح معقد، تهزه منافسة متصاعدة بين روبيو وفانس، فيما يظل ظل ترامب الطويل وهاجس عودته للسلطة - من الباب الأمامي أو الخلفي - القوة المحركة الأبرز في المشهد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز