روسيا تكشف تطورات مشروع مذكرة تسوية أزمة أوكرانيا.. وشرط هام للحل

كشف الكرملين، الأربعاء، أن العمل على مشروع مذكرة خاصة لتسوية الأزمة الأوكرانية يقترب من نهايته وهو في مراحله الأخيرة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: "كما تعلمون، فإن الوثائق الموضعية تُعد خصيصا لمناقشة قائمة الشروط لوقف إطلاق النار المؤقت، ولإيقاف الأعمال القتالية. أما الآن، فإن العملية العسكرية الخاصة لا تزال مستمرة".
ويوم أمس، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "تواصل روسيا العمل على صياغة مسودة مذكرة اتفاق السلام وتحديد بنود ومبادئ التسوية والجدول الزمني لتوقيع السلام وتعليق وقف إطلاق النار في حال التوصل إلى تفاهمات مناسبة".
اجتماع ثلاثي
كما تطرق بيسكوف إلى احتمالية انعقاد اجتماع ثلاثي بين الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمريكي دونالد ترامب، مؤكدا أنه لن يكون ممكنا إلا بعد توصل كييف وموسكو إلى "اتفاقيات متينة".
وقال الناطق باسم الكرملين إن "اجتماعا كهذا يجب بأن يكون نتيجة اتفاق متين يتوصل إليه الوفدان" الروسي والأوكراني.
يأتي ذلك بعد دعوة الرئيس الأوكراني إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الأمريكي والروسي في إطار سعيه لدفع موسكو لإيقاف عمليتها العسكرية التي بدأت قبل ثلاث سنوات.
وسبق للرئيس الروسي أن رفض الدعوات للقاء زيلينسكي في تركيا في وقت سابق هذا الشهر فيما أفاد الكرملين.
في الأثناء، أعرب الرئيس الأمريكي عن انزعاجه من بوتين وزيلينسكي لفشلهما في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
شرط أساسي
فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن شرط أساسي من شروط التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية.
وأكد الوزير الروسي، خلال كلمته في الاجتماع الدولي 13 لكبار المسؤولين المعنيين بقضايا الأمن، أن عودة أوكرانيا إلى وضعها "المحايد، غير المنحاز، والخالي من الأسلحة النووية" هو أحد الشروط الأساسية التي تطرحها روسيا لتسوية النزاع الدائر في البلاد.
وأوضح أن هذا الوضع تم الإعلان عنه رسميا خلال إعلان استقلال أوكرانيا عام 1991، وهو ما مهد الطريق للاعتراف الدولي بها.
لافروف أكد أن "عودة كييف إلى هذه الالتزامات، التي انتهكها النظام الحالي بل وسجل انتهاكها في الدستور، هي شرط أساسي لأي تسوية، كما تم الاتفاق عليه خلال مفاوضات إسطنبول في أبريل/نيسان 2022".
وفي سياق متصل، انتقد لافروف أطروحة الغرب حول "حتمية التصادم بين القوى العظمى"، واصفا إياها بأنها "لا تصمد أمام اختبار الواقع"، مستشهدا بالتعاون الوثيق بين روسيا والصين كدليل على إمكانية التعايش السلمي.
كما أكد أن استقرار النظام العالمي "يعتمد على منع الغرب من فرض مصالحه بشكل أحادي"، مشيرا إلى أن الدول الغربية لم تتصرف أبدا باحترام مبدأ المساواة في السيادة بين الدول.
وقال لافروف "إن تركيز الغرب على مبدأ "وحدة الأراضي" في قضية أوكرانيا يتجاهل بشكل كامل حق الأمم في تقرير المصير"، مؤكدا أن "نظام كييف لا يمثل سكان شبه جزيرة القرم وجنوب شرق أوكرانيا".
كما كشف وزير الخارجية الروسي عن أن جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا ستعلن قريبا، مشددا على أن موسكو ستواصل إصرارها على إلغاء القوانين التمييزية ضد الناطقين بالروسية، كما فعلت خلال لقاء إسطنبول. كما أعرب عن قلقه من تعزيز وجود قوات حلف الناتو على طول الحدود مع روسيا، واصفا هذه الخطوة بأنها تهديد للأمن الإقليمي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjQg جزيرة ام اند امز