«كوبرا غيت».. مُسيرة أمريكية قد تعيد تعريف الحروب الحديثة

في تطور «ثوري»، قد يفتح الباب أمام حقبة جديدة من الحروب تُهيمن فيها الآلات على حساب الجنود من البشر، تسعى شركة سكاي ديفينس الأمريكية إلى قلب موازين المعارك من خلال ابتكارها الجديد «كوبرا غيت».
ففي وقت باتت فيه الأنظمة غير المأهولة أداة أساسية في النزاعات، كخيار قادر على إعادة رسم قواعد اللعبة، تعتمد الطائرة القتالية المسيّرة الجديدة، على الذكاء الاصطناعي وتقنية الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي، بحسب مجلة «ذا ناشيونال إنترست».
وقد كشفت الشركة الناشئة، ومقرها ولاية كولورادو الأمريكية، عن الطائرة خلال عرض تقني أثار دهشة المراقبين، واعتبرها البعض بداية مرحلة الحروب المسيّرة الكاملة.
فماذا نعرف عن «كوبرا غيت»؟
- تُصنَّف كمقاتلة مسيّرة ذاتية التحكم
- مخصّصة لاعتراض الطائرات من دون طيار المعادية.
- تمزج بين الذكاء الاصطناعي، والسرعة العالية، والتكلفة المنخفضة
- تعد حلًا عمليًا لمعضلة تزايد الهجمات بواسطة أسراب الطائرات المسيّرة.
مواصفات تقنية:
- مرحلة التطوير: ما زالت في طور النموذج الأولي
- الطول: نحو 2.4 متر
- باع الجناحين: قرابة 2.1 متر
- الوزن الأقصى للإقلاع: 36 كغم
- المحركات: نظام هجين (كهربائي مع توربيني صغير)
- السرعة القصوى: حوالي 480 كيلومترًا في الساعة
- مدة الطيران: نصف ساعة فقط
- الحمولة: 9 كغم
التسليح:
متنوع يشمل:
- رشاش خفيف عيار 5.56 ملم
- صواريخ صغيرة
- شباك لاعتراض الطائرات المسيّرة
الطاقم:
- بلا طاقم
- مسيّرة بالكامل
مقاتلة من الجيل القادم
رغم حجمها الصغير، فإن تصميم كوبرا غيت مستوحى من مقاتلات الجيل الخامس مثل إف-35 بي وإف-22 رابتور، مع هيكل شبحي مصنوع من ألياف الكربون.
وتمنحها محركاتها الكهربائية الصامتة القدرة على المناورة بسرعات عالية، لتكون مثالية في اعتراض طائرات مسيّرة كبيرة مثل بريداتور وريبر، حتى وإن لم تبلغ سرعة الطائرات المقاتلة التقليدية.
سلاح اقتصادي
الميزة الأبرز للطائرة تكمن في قدرتها على العمل ضمن أسراب مترابطة عبر الذكاء الاصطناعي، ما يتيح تشكيل قوة جوية مستقلة تدير المعارك بشكل جماعي.
وتطرح «كوبرا غيت» نفسها كبديل اقتصادي مقارنة بأنظمة الدفاع الجوي التقليدية مثل: صواريخ باتريوت، التي قد تصل تكلفة الصاروخ الواحد منها إلى مئات آلاف الدولارات.
هذا البعد الاقتصادي يفتح الباب أمام دول صغيرة أو شركات أمنية خاصة للحصول على تقنيات دفاعية متقدمة دون استنزاف ميزانيات ضخمة.
بين الأمل والمخاوف
ويرى محللون أن كوبرا غيت ليست مجرد ابتكار تقني، بل تعكس تحوّلًا استراتيجيًا نحو الاعتماد على الروبوتات القتالية المستقلة. فهي تقلّل من الخسائر البشرية وتقدّم حلولًا عملية لمعضلة الحروب غير المتكافئة.
لكن في المقابل، يثير استقلالها مخاوف أخلاقية تتعلق بمفهوم الروبوتات القاتلة وإمكانية استخدامها خارج إشراف بشري مباشر.
التحديات والقيود
رغم وعودها الكبيرة، تواجه الطائرة عدة عقبات:
- عمر البطارية القصير (لا يتجاوز 30 دقيقة).
- قابليتها للتعرض للتشويش في بيئات الحرب الإلكترونية.
- مخاطر الأمن السيبراني، حيث قد تُخترق أنظمة التحكم أو تتم السيطرة على أسرابها.
لكن إذا نجحت «سكاي ديفينس» في تجاوز هذه التحديات، فإن «كوبرا جيت» قد تصبح الشرارة الأولى لحقبة جديدة من الحروب القائمة على الأسراب الذكية المستقلة.
ففي البحر يمكن إطلاقها من سفن صغيرة، وعلى البر ستكون ورقة رابحة في قتال المدن ومكافحة الإرهاب. وبينما يراها البعض خطرًا على القوانين والأعراف الدولية، يصفها آخرون بأنها حل ثوري يوازن كفة الصراع بين القوى الكبرى والدول الصغيرة