الفلسطينيون يقاومون الواقع الصعب بإحياء طقوس رمضان
الفلسطينيون يجتهدون في إحياء الطقوس التي عهدوها وتعارفوا عليها دينيا واجتماعيا في شهر رمضان المبارك.
لم يمنع الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون جراء غياب أفق التسوية وتمادي الاحتلال الإسرائيلي في عقوباته الجماعية بحقهم، وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لديهم خصوصا في قطاع غزة، من الاجتهاد في إحياء العادات التي عهدوها وتعارفوا عليها دينيا واجتماعيا في شهر رمضان المبارك.
ويستقبل الفلسطينيون شهر رمضان بفرحة كبيرة ومعتادة، خصوصا في ظل تصميمهم على إحياء شعائره وعاداته الدينية والاجتماعية المختلفة، وهي السمة المشتركة التي يقوم بها الفلسطينيون طوال الشهر الكريم الذي يسعى من خلاله الفلسطينيين للتقرب من الله بشكل أكبر.
وتنوعت الطقوس الفلسطينية ما بين التحضيرات اللوجستية للشهر الفضيل حيث تزينت الشوارع بأدوات الزينة والفوانيس، إلى جانب تحضير المأكولات والمشروبات الشهية التي تزدان بها موائد الفلسطينيين، الذين تهافتوا على شرائها رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وكان للجوانب الدينية نصيب في عادات الفلسطينيين، حيث امتلأت المساجد بالمصلين في صلاة التراويح، كذلك زيارات صلات الأرحام التي تزداد بكثرة في الشهر الفضيل واغتنام نفحاته الإيمانية والروحانية، بالإضافة إلى "المسحراتي"، الذي عاد لممارسة عمله بإيقاظ الفلسطينيين وقت السحر.
الدكتور طارق الملاحي، يشير إلى أنه يستغل قدوم شهر رمضان المبارك من أجل القيام بالعادات المعهودة، والتي يكون طابعها الديني والاجتماعي حاضرا بقوة.
ويضيف لبوابة "العين" الإخبارية، أن يومه الرمضاني يبدأ من خلال تناول السحور، وتلاوة القرآن، إلى جانب التوجه لعمله، ومن ثم العودة إلى البيت، والتحضير مع الأسرة لطعام الإفطار، قبل أن يتوجه عقب ذلك لأداء صلاة التراويح برفقة أقاربه وأصدقائه.
ويلفت إلى أن الزيارات الاجتماعية لها نصيب كبير في هذا الشهر المبارك، حيث يصطحب أسرته لزيارة الأهل والأقارب.
أما الدكتورة عواطف إهليل فتقول إن أهم ما يميز رمضان لديها هو تجمع العائلة حول مائدة الإفطار يوميا، وهو الأمر الذي يضفي دلالات اجتماعية كبيرة.
وتؤكد لبوابة "العين"، أن الجانب الديني يتصدر المشهد الرمضاني، حيث يستمتع الفلسطينيون بأجواء شهر رمضان ونفحاته الإيمانية والروحانية المختلفة.
وتشير إلى أنها تقوم بإعداد الأكلات الخاصة ليتم وضعها على مائدة الإفطار، والتي يرغب بها أفراد عائلتها، مشيرة إلى وجود طقوس متعارف عليها في البيوت الفلسطينية، كتحضير الأكلات الشعبية، وتجهيز الشوربات بأنواعها، والعصائر المختلفة، إلى جانب أطباق الحمص والفلافل التي تزين المائدة الرمضانية في بيوت الفلسطينيين.
وتقول المواطنة نجوى عمرو، إن طقوسها المعتادة في شهر رمضان، شأنها شأن غالبية الفلسطينيين، حيث تكون العادات الدينية والاجتماعية الغالبة أكثر في هذا الشهر المبارك.
وتضيف لبوابة "العين"، أنها تجتمع هي وأنجالها على مائدة الإفطار ولكن بدون زوجها الذي يقبع في السجون الإسرائيلية منذ سنوات، حيث تفتقده هي وأنجالها الذين يحاولون التغلب على آلامهم بغياب والدهم والاستمتاع بالشهر الفضيل وبنفحاته الإيمانية.
وتشير إلى أنها تصطحب أبناءها الذين يقومون بأداء شعائرهم الدينية في زيارات اجتماعية للأهل والأقارب، كما أنها تستقبلهم في بيتها في زيارات مماثلة، موضحة أن الزيارات الاجتماعية تعمل على تقوية الروابط الاجتماعية بين الناس، كما تزيد من تآلف قلوبهم وحل المشاكل الاجتماعية التي قد تحدث بينهم.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA=
جزيرة ام اند امز