قتلى المساعدات بغزة.. إسرائيل تعترف والأمم المتحدة تعتبرها «جريمة حرب»

في حادثة هي الثانية من نوعها خلال 48 ساعة، قُتل 15 فلسطينيا على الأقل، صباح اليوم الثلاثاء، أثناء انتظارهم توزيع المساعدات في منطقة رفح، جنوبي قطاع غزة، في واقعة اعتبرتها الأمم المتحدة أنها "قد تشكل جريمة حرب".
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن 15 فلسطينيا قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي، بعدما تجمع آلاف الأشخاص قرب منطقة المواصي في طريقهم للوصول إلى مركز للمساعدات في جنوب القطاع.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، ذكر بصل أن القتلى جرى نقلهم إلى مستشفى ناصر في خان يونس، مشيرا إلى أن عشرات الأشخاص أصيبوا أيضا "إثر إطلاق القوات الإسرائيلية النار من الدبابات والطائرات المسيرة على آلاف المواطنين".
وأضاف أن الآلاف كانوا قد تجمعوا منذ فجر اليوم قرب دوار العلم قرب منطقة المواصي غرب رفح، لافتا إلى أنهم "كانوا في طريقهم إلى مركز المساعدات الأمريكي في المدينة للحصول على مساعدات غذائية".
والجيش الإسرائيلي يعترف
الجيش الإسرائيلي اعترف من جانبه بالحادثة، وقال في بيان له، إنه "أطلق النار بالقرب من مجمع لتوزيع المساعدات في غزة بعد رصد عدد من المشتبه بهم وهم يتجهون نحو القوات".
وأشار إلى أنه يجري تحقيقا في الواقعة.
«جريمة حرب»
واعتبر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، أن عرقلة وصول المدنيين إلى الغذاء وغيره من إمدادات الإغاثة في قطاع غزة قد «تشكل جريمة حرب».
وقال جيريمي لورانس المتحدث باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف، في بيان، إن
"الهجمات على مدنيين يحاولون الوصول إلى إمدادات الغذاء غير مقبولة".
وأضاف: "لثالث يوم على التوالي قتل أشخاص في محيط نقطة توزيع مساعدات تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية. هذا الصباح تلقينا معلومات بمقتل وإصابة العشرات آخرين".
دعوة أممية للتحقيق
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد دعا يوم أمس، إلى "تحقيق مستقل وفوري" في مقتل العشرات قرب مركز توزيع مساعدات غذائية في غزة.
وجاءت الدعوة الأممية غداة مقتل 31 شخصا وإصابة أكثر من 176 آخرين بنيران إسرائيلية خلال توزيع مساعدات غذائية، فيما نفى الجيش الإسرائيلي أن يكون قد أطلق النار على المدنيين، مشيرا إلى تقارير "كاذبة".
وفي 26 مايو/أيار المنصرم، بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" توزيع المساعدات في قطاع غزة، وقالت الأحد إنها وزعت ستة ملايين وجبة غذائية حتى الآن.
ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة المدعومة أمريكيا، معتبرة إياها أنها "لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية".
إسرائيل تحت الضغط
وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة الذي تحوّل إلى ركام.
فيما تقول الأمم المتحدة إن كل سكان القطاع المحاصر معرّضون للمجاعة، معتبرة أن المساعدات التي سُمح بدخولها منذ أيام بعد حصار مطبق استمر أكثر من شهرين، ليست سوى "قطرة في محيط".