غزة.. أوامر إخلاء بخان يونس ومطلب أممي بتحقيق في قتلى المساعدات

شهد قطاع غزة، الإثنين، تصعيدًا عسكريًا جديدًا مع إعلان الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية استهدفت ما وصفه بـ«مجمع قيادة وسيطرة تابع لحركة حماس» في مدينة دير البلح وسط القطاع، وذلك بالتنسيق مع جهاز الأمن العام «الشاباك».
وأكد أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في تدوينة عبر منصة «إكس» أن المجمع كان يُستخدم «لتخطيط وتنفيذ هجمات ضد مواطنين وقوات الجيش».
وجاء في بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي أنه «تم اتخاذ إجراءات مسبقة لتقليص احتمالات إصابة المدنيين، شملت استخدام ذخائر دقيقة والاستناد إلى معلومات استخباراتية واستطلاع جوي».
يأتي هذا في وقت تتهم فيه إسرائيل الفصائل الفلسطينية بـ«انتهاك القانون الدولي باستخدام البنى المدنية لأغراض عسكرية».
أوامر إخلاء
في سياق متصل، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء فورية لسكان عدد من البلوكات السكنية في محافظة خان يونس جنوب القطاع، مشددًا على أن العمليات العسكرية «ستكون قوية وشديدة» في تلك المناطق.
وطالبت الرسائل، التي تم بثها عبر مكبرات الصوت والرسائل النصية، سكان البلوكات 47، 106، 108 و109، بالتوجه فورًا غربًا نحو منطقة المواصي.
وأشارت إلى أن المستشفيات مثل «مستشفى الأمل» مستثناة من أوامر الإخلاء.
قتلى وجرحى ومناشدات أممية
بالتزامن، تواصلت الضربات الجوية على مناطق متفرقة من القطاع، حيث أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 14 شخصًا بينهم 6 أطفال و3 سيدات في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا لعائلة البرش في جباليا شمال غزة.
وأفاد شهود عيان أن المنزل كان يؤوي نازحين، فيما ما يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض.
كما أسفرت غارة جوية أخرى عن مقتل 5 فلسطينيين من عائلة السموني شرق حي الزيتون بمدينة غزة، وفق ما أكده الدفاع المدني، مشيرًا إلى وجود عدد من المفقودين تحت الركام.
وفي مدينة دير البلح، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل في قصف استهدف مدرسة العائشية التي كانت تؤوي نازحين، بحسب الدفاع المدني.
مطالب بتحقيق دولي
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «صدمته» إزاء تقارير مقتل العشرات أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، داعيًا إلى تحقيق مستقل وفوري في هذه الحوادث، ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقال في بيان: «من غير المقبول أن يخاطر الفلسطينيون بحياتهم من أجل الطعام».
وجاء ذلك في أعقاب إعلان الدفاع المدني مقتل 31 شخصًا وإصابة أكثر من 176 آخرين بنيران إسرائيلية خلال توزيع مساعدات، بينما نفت إسرائيل مسؤوليتها ووصفت التقارير بأنها «كاذبة» و«مفبركة» من قبل حركة حماس.
أزمة إنسانية خانقة
تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة بسبب الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، حيث تقول الأمم المتحدة إن جميع سكان القطاع مهددون بالمجاعة.
ورغم دخول مساعدات غذائية محدودة مؤخرًا، وصفتها المنظمة الدولية بأنها «قطرة في محيط»، تستمر التحذيرات من النهب والفوضى وانتشار السلاح في مناطق التوزيع.
ورغم المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن العمليات العسكرية ستتواصل بغض النظر عن مسار المفاوضات مع حماس.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه يواصل «الأنشطة العملياتية في جميع أنحاء قطاع غزة» ضمن ما يُعرف بعملية «مركبات جدعون».
في المقابل، أعلنت حركة حماس استعدادها «لبدء جولة مفاوضات غير مباشرة فورًا» لحل نقاط الخلاف، بعد تعثر المفاوضات الأسبوع الماضي.
ومنذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن مقتل 1218 شخصًا، غالبيتهم من المدنيين، وخطف أكثر من 250، تؤكد وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 54470 فلسطينيًا قُتلوا، معظمهم من النساء والأطفال، جراء العمليات الإسرائيلية المتواصلة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODQg جزيرة ام اند امز