سفير واشنطن لدى إسرائيل: أمريكا لم تعد تؤيد قيام دولة للفلسطينيين

قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن الدولة الفلسطينية المُستقبلية لا يجب أن تكون بالضرورة في الضفة الغربية.
في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ"، أعلن سفير واشنطن لدى إسرائيل أن الولايات المتحدة لم تعد تؤيّد تمامًا قيام دولة فلسطينية مستقلة، وأضاف أنه في حال تشكيلها، يُمكن أن تكون في مكان آخر بالمنطقة بدلًا من الضفة الغربية المحتلة.
وقال مايك هاكابي، الذي عينه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "ما لم تحدث بعض التغييرات المهمة التي تُغيّر الثقافة، فلن يكون هناك مجال لذلك"، وأعتبر "أن هذه الأمور على الأرجح لن تحدث خلال حياتنا".
وردا على سؤال عما إذا كانت الدولة الفلسطينية لا تزال هدفًا للسياسة الأمريكية، كما كانت على مدار العقدين الماضيين، قال هاكابي: "لا أعتقد ذلك".
وفيما يتعلق بالموقع المحتمل للدولة الفلسطينية، اقترح هاكابي اقتطاع قطعة أرض من دولة إسلامية بدلًا من مطالبة إسرائيل بإفساح المجال لها. وتساءل هاكابي: "هل يجب أن تكون في يهودا والسامرة؟"، مستخدما الاسم التوراتي الذي تفضله الحكومة الإسرائيلية للضفة الغربية حيث يعيش نحو 3 ملايين فلسطيني تحت الاحتلال.
ويرى الفلسطينيون أن إسرائيل جعلت إقامة الدولة أمرا شبه مستحيل بسبب بناء المزيد من المستوطنات اليهودية الأكبر حجمًا في الضفة الغربية وتقويض السلطة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه عدم القيام بأي شيء يُذكر لوقف عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وتعمل الدول الأوروبية والعربية على الترويج لإقامة دولة فلسطينية بقيادة السلطة الفلسطينية، التي تسيطر على أجزاء من الضفة الغربية، كجزء من عملية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 20 شهرا في غزة.
وجاءت تصريحات هاكابي قبل المؤتمر المقرر عقده في نيويورك الأسبوع المقبل، برعاية فرنسا والمملكة العربية السعودية بشأن إقامة الدولة الفلسطينية مع فكرة أن تقود السلطة الفلسطينية جهدًا متعدد الأطراف لإخراج حماس من غزة وإعادة بناء القطاع.
وحول إنهاء حرب غزة، ألقى هاكابي باللوم على حماس وحدها، قائلاً إنه يتعين على الحركة إطلاق سراح رهائنها المتبقين لإنهاء الصراع.
وأيد هاكابي عمل مؤسسة غزة الإنسانية وهي منظمة أمريكية إسرائيلية، على إيصال الإمدادات في الأيام الأخيرة.
ورغم الفوضى والعنف الذي شاب عمل المنظمة، قال هاكابي إنها تُغذي سكان غزة مع منع حماس من الاستيلاء على المساعدات.
وهاكابي هو حاكم سابق لولاية أركنساس وقس معمداني، وكان سابقًا من دعاة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة التي تعتبرها العديد من الولايات والوكالات الدولية غير قانونية.
ويتمتع هاكابي بعلاقات جيدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزراء اليمينيين والمتدينين في حكومته وأكد في تصريحاته مع "بلومبرغ" التقارير التي تفيد بأنه التقى بقادة الأحزاب الدينية، المعروفة مجتمعةً باسم الحريديم.
وأوصح هاكابي أنه أخبر الأحزاب الدينية أنه في حال سقوط حكومة نتنياهو، سيُنظر إلى إسرائيل بشكل سلبي، قائلا "لن يفهم الأمريكيون انهيار الحكومة. فهذا، بالنسبة للأمريكيين، مؤشر على عدم الاستقرار".
وكان أعضاء متشددون في الائتلاف الحاكم قد هددوا بإسقاط الحكومة إذا لم تُقرّ قانونًا يُرسّخ إعفاءً قائمًا منذ زمن طويل للرجال المتدينين من التجنيد العسكري ومن المقرر التصويت على مشروع قانون لحل البرلمان يوم الأربعاء في تصويت هو الأول من أربعة تصويتات مطلوبة في عملية قد تستغرق أسابيع أو أشهر.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يسعى لإزاحة نتنياهو، وإعادة الرهائن، وإنهاء حرب غزة قد رد بغضب على تقارير اجتماع هاكابي، معتبراً إياه تدخلاً في السياسة الداخلية، لكن هاكابي أكد أن المحادثات لم تُشكّل تدخلاً.
وردا على سؤال حول المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران قال هاكابي إن ترامب أوضح أن طهران لا ينبغي أن تكون قادرة على تخصيب اليورانيوم على الإطلاق، وهو موقف رفضته إيران رفضاً قاطعاً.
وأضاف: "لقد أوضح الرئيس أن هناك حدوداً لصبره على إيران.. إنه لا يريد أن تكون هناك مذبحة. لكنه كان أيضاً أكثر وضوحاً في أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً، ولن تُخصّب، وستُفكّك بالكامل".
وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تهاجم إيران عسكرياً إذا فشلت المحادثات، قال "لا شيء مستبعد".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQg
جزيرة ام اند امز