بعد الضربة الأمريكية.. إيران تشن «أقوى هجوم صاروخي» على إسرائيل

شنت إيران بعشرات الصواريخ هجوما هو «الأقوى» على إسرائيل منذ بدء النزاع، في تطور يأتي في أعقاب ضربات أمريكية بتنسيق مع تل أبيب استهدفت منشآت نووية.
وأعلنت إيران استهداف مطار بن غوريون ومواقع أخرى في الضربات الصاروخية على إسرائيل.
ووفقًا لمحطات التلفزيون الإسرائيلية، فقد تم تفعيل منظومات الإنذار في مناطق واسعة شملت مدينة القدس والمنطقة الوسطى والشمال، وسط سماع دوي انفجارات ناتجة عن عمليات اعتراض للصواريخ.
- إسرائيل تشدد «القيود الداخلية» بعد الهجوم الأمريكي على إيران
- نتنياهو يشكر ترامب.. واشنطن أبلغت إسرائيل مسبقا بضرب إيران
الجيش الإسرائيلي أكد في بيان له أنه تم رصد إطلاق صواريخ من الأراضي الإيرانية باتجاه إسرائيل، وأن منظومات الدفاع الجوي تعمل على اعتراض هذا التهديد.
وأضاف البيان أن الصواريخ التي أُطلقت خلال الساعات الماضية تم التعامل معها من خلال أنظمة متقدمة مضادة للصواريخ، مشيرًا إلى أن الهجوم لا يزال قيد المتابعة، وأن التعليمات وُجهت للسكان بالتزام الملاجئ والمناطق المحمية.
وفي مدينة القدس، تواصلت الإنذارات لساعات متقطعة، بالتزامن مع سماع أصوات اعتراضات قوية في سماء المدينة، بينما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن بعض الصواريخ الإيرانية نجحت في عبور طبقات الدفاع الجوي، ما أدى إلى انفجارات في مناطق متفرقة، وخاصة في وسط البلاد.
أفادت القناة 12 الإسرائيلية بسقوط ثلاثة صواريخ حتى الآن، في وقتٍ أكدت فيه مصادر عسكرية رصد إطلاق ما لا يقل عن عشرة صواريخ، سقط منها ثلاثة في مدينة حيفا فيما سقط صاروخ آخر على مبنى في تل أبيب.
وتزامن ذلك مع تجدد صفارات الإنذار في شمالي إسرائيل، بعد رصد دفعة جديدة من 5 صواريخ أُطلقت باتجاه تلك المناطق.
وتسبب الهجوم في سقوط نحو 15 مصابا بينها 2 في حالة خطرة وفق صحيفة «إسرائيل اليوم».
في موازاة هذا التصعيد، أعلنت إسرائيل عن رفع حالة التأهب القصوى في كل الجبهات، وخاصة على الحدود الشمالية مع لبنان، تحسبًا لأي تحرك من حزب الله، في إطار ما قد يُعتبر ردًا تضامنيًا مع إيران.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي يعكف على تقييم شامل للوضع بالتنسيق مع المستويين السياسي والأمني، لمتابعة تداعيات الهجوم الإيراني وردود الفعل المحتملة في أكثر من ساحة.
بنك الأهداف النووية «نفد»
وفي سياق متصل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي أن إسرائيل نفذت جميع الضربات التي كانت ممكنة ضد منشآت نووية إيرانية خلال الأيام القليلة الماضية.
وأوضح هؤلاء المسؤولون أن بنك الأهداف النووية الإيراني قد تم استنفاده تقريبًا، وأنه لم يتبق الكثير من الأهداف ذات الأهمية الاستراتيجية العالية، باستثناء بعض المواقع المحصنة التي تتطلب تدخلًا عسكريًا أمريكيًا مباشرًا.
وفي هذا السياق، أكد ضباط في الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو نفذ خلال اليومين الماضيين سلسلة من الهجمات المركزة ضد مواقع تابعة لوحدات الصواريخ أرض-أرض التابعة للحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى استهداف أنظمة دفاع جوي متقدمة.
وأضاف أحد المصادر العسكرية أن إسرائيل كانت تتوقع انضمام الولايات المتحدة إلى الهجوم في مرحلة ما، ولذلك فقد استثمرت وقتًا طويلًا في تعميق إنجازاتها الميدانية خصوصًا فيما يتعلق بالسيطرة الجوية وإضعاف القدرات الصاروخية الإيرانية، وذلك تمهيدًا لوصول القاذفات الأمريكية.
مصادر أمنية إسرائيلية أشارت أيضًا إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي شن غارة ثانية على منشأة نووية في مدينة أصفهان الإيرانية نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما وصف بأنه مؤشر على قرب انتهاء بنك الأهداف النووية.
وأكدت هذه المصادر أن طبيعة الهجمات الإسرائيلية قد تحوّلت مؤخرًا إلى تصفية قيادات بارزة في الأجهزة الأمنية الإيرانية، بما في ذلك مسؤولون في برامج التسلح والصواريخ.
هل يوقف الهجوم الأمريكي الضربات؟
من ناحية أخرى، لم تحسم إسرائيل بعد ما إذا كان التدخل الأمريكي في مهاجمة أهداف إيرانية سيؤدي إلى وقف الغارات الإسرائيلية لاحقًا، إلا أن مسؤولًا إسرائيليًا نقلت عنه القناة الإخبارية الإسرائيلية أوضح أن إسرائيل على الأرجح ستواصل هجماتها على أهداف داخل إيران، خاصة تلك المرتبطة بالبنية التحتية العسكرية والصاروخية.
وأكد هذا المسؤول أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الرد الإيراني لم ينته بعد، وأن طهران قد تلجأ إلى خيارات غير تقليدية أو عبر وكلائها في المنطقة، مثل حزب الله أو المجموعات المسلحة في سوريا والعراق واليمن.
ولفت إلى أن الوضع في المنطقة الشمالية يبقى مصدر قلق رئيسي للجيش الإسرائيلي، إذ تم رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، في ظل مخاوف من تحرك حزب الله لتنفيذ عمليات عسكرية تشمل إطلاق صواريخ أو محاولات تسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
كما أشارت تقديرات أمنية إلى احتمال تنسيق ميداني بين إيران وحلفائها الإقليميين في إطار رد مشترك أو تصعيد متدرج ضد إسرائيل.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن فجر الأحد قصف 3 منشآت نووية أمريكية، هي: فوردو ونطنز وأصفهان، وأكد تدمير المنشآت النووية الإيرانية، التي قصفتها واشنطن فجر الأحد، بشكل كامل.
وقال ترامب في كلمة للشعب الأمريكي، بعد القصف الذي نفذته مقاتلات أمريكية لثلاث منشآت نووية إيرانية: "هاجمنا 3 منشآت نووية. فوردو ونطنز وأصفهان. هدفنا كان تدمير إمكانيات إيران للتخصيب وإيقاف الخطر النووي الإيراني والممول الأول للإرهاب في المنطقة".
وأضاف ترامب: "حققنا نجاحا رائعا. المنشآت تم القضاء عليها بشكل كامل وتام".
وتابع "إيران عليها مد يدها للسلام. مئات وآلاف في الشرق الأوسط قتلوا بسبب إيران".
واستطرد: "أشكر وأهنئ رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو. عملنا كفريق. قمنا بتحقيق الكثر للقضاء على هذا التهديد لإسرائيل".
واختتم كلامه قائلا: "إما أن يكون هناك سلام أو كارثة في إيران. إذا لم يأت السلام سنضرب أهدافا أخرى بنفس السرعة. لا جيش يمكنه أن يحقق ذلك إلا الجيش الأمريكي".