ترامب يعلن اقتراب اتفاق بشأن غزة.. وحماس تكشف عن «اتصالات مكثفة»

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، عن “اتفاق قريب” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الرئيس الأمريكي بحضور مسؤولين في إدارته، وأمين عام حلف شمال الأطلسي، في لاهاي بهولندا، على هامش انعقاد قمة “الناتو” التي انطلقت يوم أمس وتستمر على مدار يومين متتاليين.
وفي رده على سؤال أحد الصحفيين حول مدى التوصل لاتفاق في غزة على غرار ما حصل بين إيران وإسرائيل، قال ترامب: "أعتقد أن تقدما كبيرا يتحقق في ما يتعلق بغزة وأعتقد أن السبب هو الهجوم الذي نفذناه"، مشيرا إلى الضربات الأمريكية على إيران قد تنعكس إيجابا على الوضع في الشرق الأوسط".
وأضاف “تحدثت مع (المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف) ويتكوف، وأخبرني أن اتفاق غزة قريب جدا”.
اتصالات الساعات الأخيرة
في هذه الأثناء، أكدت حماس أن الاتصالات مع الوسطاء تكثفت في الساعات الأخيرة بشأن اتفاق لوقف النار.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس حركة حماس طاهر النونو لفرانس برس إن "اتصاﻻتنا مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لم تتوقف وتكثفت في الساعات الأخيرة".
ولفت إلى أن "حماس ترحب بأي جهود صادقة لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق". موضحا أن الحركة تريد اتفاقا "على قاعدة صفقة شاملة تحقق وقفا دائما للحرب والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من القطاع وإدخال المساعدات وصفقة تبادل أسرى".
وتأتي تصريحات ترامب وحماس حول غزة، غداة توصل إيران وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد حرب استمرت 12 يوما بين العدوين اللدودين.
وفي 13 يونيو/حزيران الجاري، شنت إسرائيل هجوما على إيران استهدفت خلاله منشآت نووية وشخصيات عسكرية بارزة، وهو ما ردت عليه طهران بضربات في عمق الأراضي الإسرائيلية.
وليل الأحد الماضي، دخلت الولايات المتحدة على خط الحرب، بضرب ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.
وتوعدت إيران بالرد على هذه الضربات، وهو ما فعلته أمس الأول الإثنين، باستهداف قاعدة “العديد” الأمريكية التي تستضيفها الدوحة.
أصوات تنادي باتفاق في غزة
وبالتزامن مع إعلان وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب، تعالت أصوات في إسرائيل، تطالب بامتداد الهدنة إلى ساحة أخرى لا تقل اشتعالا، وهي غزة.
ودعت مجموعة تدافع عن عودة الرهائن المحتجزين في غزة، إلى توسيع نطاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ليشمل القطاع الذي مزقته الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
وقال منتدى الرهائن وعائلات المفقودين في بيان له ”من يستطيع تحقيق وقف إطلاق نار مع إيران يستطيع أيضا إنهاء الحرب في غزة".
وأكد المنتدى أن وقف إطلاق النار "يجب أن يتسع ليشمل غزة"، ودعا الحكومة إلى "الانخراط في مفاوضات عاجلة تعيد جميع الرهائن إلى ديارهم وتنهي الحرب".
وأضاف "بعد ١٢ يوما وليلة لم يستطع خلالها شعب إسرائيل النوم بسبب إيران، يمكننا أخيرا العودة إلى الأرق بسبب الرهائن".
ولا تزال ٥٠ رهينة محتجزة لدى حركة حماس في قطاع غزة. ويُعتقد أن عشرين منهم ما زالوا على قيد الحياة، وفقا للحكومة الإسرائيلية.
واعتبر منتدى الرهائن وعائلات المفقودين، أن "إنهاء هذه العملية الحاسمة ضد إيران دون استغلال نجاحنا في استعادة جميع الرهائن سيمثل فشلا ذريعا"، واصفا إياها بـ"فرصة قيّمة".
والمعارضة تدخل على خط غزة
من جهته، أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد هذه المشاعر، وكتب في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "والآن غزة. هذا هو الوقت المناسب لإغلاق تلك الجبهة أيضا. استعادة الرهائن، وإنهاء الحرب. على إسرائيل أن تبدأ إعادة الإعمار".
واندلعت الحرب في غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصا معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدمّرة قتل فيها 56077 شخصا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.