بث مباشر.. انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور قادة العالم

انطلقت، اليوم الثلاثاء في نيويورك، أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة العشرات من زعماء العالم، في نسخة تهيمن عليها قضايا بارزة.
وافتتحت رئيس الجمعية العامة أنالينا بيربوك فعاليات الجلسة بأن منحت الكلمة للأمين العام أنطونيو غوتيريش لاستعراض كلمته عن عمل المنظمة أمام الدول الأعضاء.
وبعده ألقت كلمة ذكـّرت فيها بشعار هذه الدورة التاريخية وهو "معا نحو الأفضل: 80 عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان".
وبرغم اعترافها بأن الارتقاء إلى مستوى هذا الشعار لن يكون سهلا، إلا أنها أكدت أن هذه قاعة الجمعية العامة "لم تُبْنَ من أجل الأوقات السهلة. بل بُنيت كي نجتمع معا لمواجهة أصعب المواضيع".
وقالت إن مستقبلنا كمؤسسة سيتشكل أيضا من خلال اختيار أمين عام الأمم المتحدة القادم.
وتابعت "هنا يجب أن نتوقف ونتأمل. على مدى ما يقرب من ثمانين عاما، لم تختر هذه المنظمة امرأة لهذا المنصب قط. قد يتساءل المرء: كيف لم يتسن العثور على امرأة واحدة من بين أربعة مليارات مرشحة محتملة؟ بالطبع، الخيار يقع على عاتق الدول الأعضاء".
واختتمت حديثها بالقول "مثلما كنا قبل 80 عاما، نحن نقف عند مفترق طرق. والأمر متروك لنا، لكل دولة عضو، لكي نرتقي إلى مستوى القيادة الذي أظهره أسلافنا. أن نعمل عندما يكون العمل ضروريا".
وبعدها انطلقت المناقشات العامة بكلمة للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا .
البرازيل
وشدد الرئيس البرازيلي على أنه "لا يمكن تحقيق السلام في أي مكان بالعالم في ظل سياسة الإفلات من العقاب"، لافتا إلى أن "سلطة الأمم المتحدة على المحك بسبب التنازل لسياسة القوة".
وأكد أن "أولوية البرازيل هي تحقيق الاستقرار والأمن في منطقة البحر الكاريبي"، موضحا أن بلاده "ستستمر دولة ديمقراطية وشعب حر".
وأشار إلى أن "هناك 670 مليونا يعانون من الجوع، وأن الحرب الوحيدة التي يخرج الجميع منها بانتصار هي الحرب على الجوع".
وانتقد استمرار بقاء كوبا على لائحة الإرهاب، مؤكدا أنه لا "حل عسكريا للصراع في أوكرانيا"، ودعا إلى "أخذ هواجس كل الأطراف في الاعتبار من أجل الحل السياسي للأزمة".
وأدان "الهجمات الإرهابية التي ارتكبتها حركة حماس"، لكنه شدد على أنه "لا شيء يبرر الإبادة المستمرة في غزة".
وأوضح أن "أسطورة القيم الغربية دفنت تحت الأنقاض غزة"، لافتا إلى أن "المجزرة ما كان يمكن أن ترتكب دون تواطؤ".
وأعرب عن أسفه لمنع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من تمثيل بلاده في اجتماعات الجمعية العامة بهذه اللحظة التاريخية.
ودعا المجتمع الدولي إلى مراجعة أولوياته بخفض الإنفاق على التسليح.
وعلى أجندة الاجتماعات ملفات شائكة أبرزها الحرب في قطاع غزة وأوكرانيا، والاعتراف الغربي المتزايد بدولة فلسطين، إضافة إلى تصاعد الخلاف مع إيران بسبب ملفها النووي.
وخلال هذه الدورة، يبحث قادة العالم عن حلول للتحديات العالمية من أجل تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة، تحت شعار «معا بشكل أفضل: 80 عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان».
وبحسب الأمم المتحدة، تتغير ترتيبات الجلوس في قاعة الجمعية العامة لكل دورة.
وفي أثناء الدورة الـ80 للمدة (2025-2026)، ستشغل النيجر المقعد الأول في القاعة، بما في ذلك في اللجان الرئيسية (يليها جميع البلدان الأخرى، حسب الترتيب الأبجدي باللغة الإنجليزية).
واللافت هذا العام أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يحضر شخصيا الاجتماعات، حيث قالت واشنطن، الحليف القوي لإسرائيل، إنها لن تمنحه تأشيرة دخول، ومن المرجح أن يظهر عبر دائرة الفيديو.
وفي سبتمبر/أيلول من كل عام، يجتمع قادة العالم بمقر المنظمة الدولية في نيويورك لإلقاء خطابات على مدى عدة أيام في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
والجمعية العامة للأمم المتحدة تعد أحد الأجهزة الرئيسية الستة للمنظمة الدولية وأوسعها تمثيلا، حيث تضم جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة.
وبعد 8 عقود على إنشائها، لا تزال الأمم المتحدة المكان الوحيد الذي تجتمع فيه الدول لمعالجة الأزمات ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة بما يساهم في صياغة مستقبلها المشترك.