مسلسل (خيانة وطن) يشهد اهتمامًا واسعًا، فهو أول مسلسل إماراتي سياسي يضع النقاط على الحروف تجاه تنظيم الإخوان المسلمين في الدولة.
شهدت الدراما الإماراتية نقلة نوعية بعد عرض مسلسل (خيانة وطن)، عن رواية (ريتاج) للدكتور حمد الحمادي، وهو من إنتاج مؤسسة أبوظبي للإعلام.
لاقى المسلسل اهتمامًا شعبيًّا واسعًا في الإعلام المحلي ومواقع التواصل الاجتماعي مع بدء عرضه، فهو أول مسلسل وطني إماراتي سياسي يضع النقاط على الحروف دون لبس وبجراءة هادفة، حيث إنه يحكي وقائع عايشها مجتمع الإمارات لحظة بلحظة في قضية شغلت الرأي العام لسنين خلت، حتى أخذت العدالة مجراها تجاه التنظيم السري للإخوان المسلمين في دولة الإمارات.
واليوم (خيانة وطن) يلج في كواليس التنظيم السري ويعريه كاشفًا ما دار حوله من البداية وحتى السقوط دراميًا، وينقل ذلك للمشاهد بكل جرأة ووضوح لمعرفة ما كان يحاك في دهاليز التنظيم في حينها، وفي الوقت ذاته يبرز يقظة العيون الساهرة على أمن الوطن، والتي كانت - لهذا التنظيم الذي أراد بأمن الوطن واستقراره شرًّا - بالمرصاد حتى قالت العدالة كلمتها.
وفي خضم التفاعل المجتمعي مع مسلسل (خيانة وطن)، طل علينا بعض الهاربين من العدالة والذين صدرت بحقهم أحكام قضائية في دولة الإمارات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي برمي التهم جزافًا في محاولة يائسة للتشكيك حول كل ما يثار عن التنظيم السري وخباياه، والسعي لرسم صورة مغايرة لواقع التنظيم وبأساليب واهية قد استخدمت من قبل ولم تُجدِ نفعًا في ستر الحقيقة المرة التي باءت بالفشل من قبل الهاربين من العدالة من جانب وكذلك من ينتسب للتنظيم العالمي للإخوان خليجيًّا وعربيًّا، وتلبيس هؤلاء مجتمعين ومتفرقين أمرًا قد عرفه الجميع، ويواجهه شعب الإمارات بكل حزم لمعرفته بحجم الافتراء المعهود من كل من ينتسب لهذا التنظيم على الدين أولًا وعلى الأوطان ثانيًا.
فقد تجلت الحقيقة منذ زمن، وهذه التنظيمات المتسترة خلف ستار الدين تارة، وستار الحرية تارة أخرى، هي في حقيقتها تتبع تنظيم الإخوان المسلمين أينما كانت، ولا غرابة في ذلك، فقد بلغت قوة تأثير الحلقات الأولى من (خيانة وطن) مبلغًا عظيمًا على بعض الهاربين من العدالة، لأن الأمر ببساطة شديدة يكشف التنظيم من الداخل، ويعزز ثقافة المجتمع ويصنع رأيًا عامًا واقيًا ضد هذه التنظيمات، ويكشف حقيقة الأفكار والتحزبات المستوردة التي انغمس فيها البعض، ضاربًا بالوطنية والولاء والانتماء عرض الحائط، مقدمًا الولاء الحزبي لتنظيم الإخوان على الولاء الوطني للإمارات، وهذه هي خيانة للوطن الذي لم يعرف قدره من خانه.
إن نشر الوعي عبر الدراما الهادفة والجريئة التي تكشف للمجتمع حقيقة التنظيم السري لهو أمر ملح لحماية المجتمع من هذه الأفكار والتنظيمات الدخيلة والمنحرفة على مجتمعنا والتي في نهايتها تستهدف أمن الوطن واستقراره، تكشف للجميع حقيقة التنظيم السري وبعض الهاربين من أفراده، الذين يحاولون جاهدين الإساءة للوطن ورموزه ومؤسساته، وفي الوقت ذاته رسم صورة مغايرة للواقع عن التنظيم السري المنبثق عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، والذي كان ولا زال يعد فرعًا من فروعه.
إن مسلسل (خيانة وطن) لهو عهد جديد في الدراما الإماراتية في مواجهة الشر، وهو في ذات الوقت يحيط العقول بسياج الوطنية وتعزيز الولاء والانتماء، ويحذر من الوقوع في براثن التطرف ومن ثم الانتساب للجماعات الإرهابية وبعدها حتما السقوط في وحل الخيانة الوطنية.
إن أمن المجتمع واستقراره لا مساومة عليه، وهو مسؤولية كل فرد يعيش على هذه الأرض الطيبة، وإن تعزيز الوعي لدى أفراد المجتمع تجاه من يستهدف أمنه واستقراره هو تحصين لكل فرد فيه من أن يقع في شراك التنظيمات الإرهابية.
إن قضية التنظيم السري هي قضية وطن وشعب وما نراه من متابعة منقطعة النظير للمسلسل، والتفاعل الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي لهو خير شاهد على أنها قضية وطن وشعب، وهذا الشعب الوفي لوطنه وقيادته يأبى أن يكون من بينه من يخونه، أو يصرف ولاءه وانتماءه لغير وطنه وقيادته، ويأبى أن تنشأ على أرضه جماعات أو أفراد لا يعرفون للوطن قدره، ويقدمون عليه أحزابًا وولاءاتٍ خارجية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة