جاء في الأخبار أن الجامعة العربية أعلنت ترحيبها بانضمام دولة جنوب السودان عضواً كامل الأهلية، وليس بصفة مراقب فقط
جاء في الأخبار أن الجامعة العربية أعلنت ترحيبها بانضمام دولة جنوب السودان عضواً كامل الأهلية، وليس بصفة مراقب فقط، وذلك تعليقاً على ما ذكره وزير خارجية جنوب السودان دينق ألور الذي أكد أنه يستعد لزيارة القاهرة في وقت قريب ومناقشة فرص الحصول على عضوية التجمع العربي.
ألور قال أيضاً إن جنوب السودان أقرب دولة إفريقية إلى العالم العربي، وإن سكانها يتكلمون لغة عربية خاصة تعرف ب/عربي جوبا/.
وفي المقابل أوضح مسؤول رفيع في المنظمة، أن ميثاق الجامعة ينص على ضرورة إقرار دساتير الدول الأعضاء للغة العربية كلغة رسمية، وهو ما ينطبق على جنوب السودان، مشيراً إلى أن انضمام جنوب السودان إلى الجامعة يتوقف على الإرادة السياسية لقيادته.
لقد كان انفصال جنوب السودان عن الوطن الأم في عام 2011، حدثاً جللاً وصدمة مريرة في الواقع السياسي السوداني، خاصة وأنه ارتبط في حينه بتشدد اللهجة العدائية تجاه الشمال وما يمثله من ثقافة وتاريخ. وكان بعض الجنوبيين يعتقدون أن الانفصال يعني انتصار الأفرقة على العروبة ونهاية ما سموه عمليات التعريب القسري.
وفي حينها سعى بعض الكتاب والمثقفين السودانيين إلى تجاوز حالة الصدمة ومحاولة استيعاب الحدث الفاجع ضمن إطار من التطورات السياسية ذات المردود الإيجابي وذلك عبر مقارنة ظهور الدولة الجديدة بالحالة اللبنانية التي تميزت بتنوعها العرقي والديني والثقافي لكنها مثلت روح الثقافة والفكر والفن العربي.
وبشر هؤلاء بحتمية انتماء جنوب السودان في نهاية المطاف إلى المحيط العربي حيث إن اللغة العربية - عربي جوبا - هي اللغة الوحيدة المستخدمة في المساجد كما في الكنائس واللقاءات السياسية والمناسبات الرسمية وبين المواطنين من أبناء القبائل المختلفة.
وفي تلك الفترة بالذات أطلق المفكر حسن مكي رأياً أثار جدلاً واسعاً في حينه عندما دعا الشماليين إلى الموافقة الطوعية على ضم منطقة أبيي المتنازع عليها مع سكانها من عرب المسيرية إلى دولة الجنوب.
وقال مكي إن الخطوة ستبدد الشكوك والعدائية الكامنة وتعزز الوجود العربي وتدعمه. وأضاف أن الشمال لن يخسر في هذه الصفقة إلا نزاعاً لا طائل من ورائه ويكسب بدلاً من ذلك شعباً صديقاً تربطه بالسودان وشائج الدم واللغة والثقافة والتاريخ.
إن الحديث عن انضمام جنوب السودان إلى المنظومة العربية هو حديث يجدر الاحتفاء به، فالحقيقة الغائبة عن الكثيرين أن أبناء الجنوب خلال سنوات الحرب والتشرد ساهموا بنشر اللغة العربية في أجزاء واسعة من إثيوبيا وكينيا وأوغندا.
باتزامن مع جريدة "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة