نتنياهو يعتذر لرئيس وزراء قطر عن غارة الدوحة ويأسف لمقتل حارس أمن

أعلن البيت الأبيض، الإثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب عن «أسفه العميق»، لأن الضربة الإسرائيلية على أهداف لحماس في قطر، أدت إلى مقتل جندي قطري عن غير قصد.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس دونالد ترامب الإثنين، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
كما أعرب نتنياهو عن «أسفه» لانتهاك إسرائيل للسيادة القطرية باستهدافها قيادة حماس خلال مفاوضات الرهائن، مؤكدًا أن بلاده «لن تشن هجومًا كهذا مرة أخرى في المستقبل»، بحسب البيان.
ويقول البيت الأبيض، إن الرئيس ترامب أعرب عن رغبته في إعادة العلاقات الإسرائيلية القطرية إلى مسار إيجابي بعد سنوات من الخلافات وسوء الفهم المتبادل.
وقبل القادة اقتراح الرئيس بإنشاء آلية ثلاثية لتعزيز التنسيق، وتحسين التواصل، وتسوية الخلافات، وتعزيز الجهود الجماعية لدرء التهديدات، مؤكدين التزامهم المشترك بالعمل معاً بشكل بنّاء وتصحيح المفاهيم الخاطئة، مع البناء على العلاقات الطويلة الأمد التي تربطهم بالولايات المتحدة، يضيف البيان.
من جانبه، رحب رئيس الوزراء القطري آل ثاني بهذه الضمانات، مؤكدًا استعداد قطر لمواصلة المساهمة الفعّالة في الأمن والاستقرار الإقليميين. وأعرب رئيس الوزراء نتنياهو عن التزامه بالمثل.
وأشاد الرئيس ترامب برئيسي الوزراء القطري والإسرائيلي لاستعدادهما لاتخاذ خطوات نحو تعاون أكبر بما يخدم السلام والأمن للجميع.
تعهدات إسرائيلية
في السياق نفسه، أكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، أن رئيس وزراء الإسرائيلي اعتذر عن هذا الهجوم وانتهاك السيادة القطرية وما أسفر عن استهداف المواطن القطري بدر السويدي، متعهداً بعدم تكرار أي استهداف لأراضي دولة قطر في المستقبل.
وأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، رفض بلاده التام والقطعي للمساس بسيادتها تحت أي ظرف من الظروف، مشدداً على أن حماية المواطنين والمقيمين على أرضها تمثل أولوية قصوى.
كما رحب بالضمانات المقدمة حيال حماية دولة قطر من الاستهداف والتعهد بعدم تكرار هذه الاعتداءات.
وبحسب البيان القطري، فإن آل ثاني أكدت في الوقت ذاته استعداد دولة قطر لمواصلة الانخراط في العمل للوصول لنهاية الحرب في قطاع غزة في إطار مبادرة الرئيس الأمريكي، استمراراً على النهج الذي طالما التزمت به الدولة تجاه حل الأزمات عبر السبل الدبلوماسية، وبما يتوافق ودورها في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.
وشكرت قطر الرئيس الأمريكي على جهوده لتحقيق السلام في المنطقة، بما في ذلك الضمانات بعدم تكرار العدوان على دولة قطر والالتزام الولايات المتحدة بالشراكة الدفاعية معها.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية، قالت: «دارت محادثة ثلاثية بين الرئيس دونالد ترامب، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء القطري آل ثاني».
وأضافت: طالب رئيس الوزراء القطري، نتنياهو بالاعتذار عن انتهاك السيادة القطرية بمحاولة اغتيال شخصيات بارزة في حماس في الدوحة، وعن مقتل حراس الأمن القطريين.
واستبق ترامب لقاءه مع نتنياهو بإجراء مكالمة هاتفية مع أمير قطر تميم بن حمد، في خطوة قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنها رد على مطلب نتنياهو استبعاد قطر من أي دور في اليوم التالي للحرب على غزة.
وكان مصدران أكدا لموقع «أكسيوس» الأمريكي، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن قطر تريد اعتذارا من إسرائيل عن الضربة التي نفذتها في الدوحة قبل استئناف وساطتها في اتفاق سلام بغزة.
وقُتل خمسة من أعضاء حركة حماس وضابط أمن قطري في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعا للوفد المفاوض للحركة في العاصمة الدوحة، في وقت سابق من الشهر الجاري.
ولاحقا أعلنت حماس أن قادة الحركة نجوا من الهجوم الإسرائيلي.
المصدران أكدا أن طلب الاعتذار جاء من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وأنه أثار الأمر مع وزير الخارجية ماركو روبيو عندما التقيا الشهر الجاري، في الدوحة.
ونقل «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله، إن إسرائيل قللت من تقدير حجم الأزمة التي قد يسببها مهاجمة قطر، مضيفًا أن نتنياهو يدرك أنه أخطأ في حساباته.
وسبق لإسرائيل أن قدمت اعتذارات مماثلة. ففي عام 2013، اعتذر نتنياهو للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مقتل ناشطين أتراك في غارة أسطول الحرية على غزة عام 2010.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzUg جزيرة ام اند امز