إنفوجراف.. المسجد النبوي من التأسيس إلى التوسعات
معمار المسجد النبوي وأبوابة ومعالمه والطقوس الدينية المرتبطة به، يستعرضها انفوجراف تقدمه العين
يعد المسجد النبوي ثاني المساجد التي أسسها النبي محمد صلي الله عليه وسلم، بعد هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وثاني أقدس مسجد في الإسلام بعد المسجد الحرام، فقد أوصي الرسول في حديثه "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصي"، ويقصد بمسجدي هذا "المسجد النبوي".
وتعود قصة بناء المسجد، بعد دخول النبي إلى المدينة، إلى تجمع عدد من المسلمين المهاجرين والأنصار حوله، وبركت الناقة في أرض وسط المدينة، فاختار النبي هذه الأرض لبناء مسجد يكون قبلة لجميع المسلمين للصلاة والعبادة بأقدس بقاع الأرض، وأصبح منارة لنشر الدين الإسلامي في المدينة.
معمار المسجد
في بداية الهجرة النبوية، لم يتجاوز طول المسجد 40 ذراعًا ما يقارب " 35 م2 طولًا"، وبدأ الرسول الكريم في بنائه في العام الأول من الهجرة، بحفر الأساس من الطوب اللبن ( نوع من الطوب لا يحرق بالنار) والحجارة، وصنع السقف من الجريد، والأعمدة من جذوع النخيل، ليكون مجلسا للشوري وحل المشكلات واستقبال الوفود.
وفي السنة السابعة من الهجرة بُني له ثلاث أبواب هي "باب جبريل، باب الرحمة، وباب النساء" وزادت مساحته إلى 50 ذراعًا، وظل المسجد محتفظ ببساطة المعمار حتى عهد الخلفاء الراشدين.
وفي عهد الخلفاء الراشدين تطور المعمار، حيث زادت مساحة المسجد النبوي إلى 6آلاف م2، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وتم بناء الأعمدة بالحجارة، بينما توسعت مساحته إلى 8 آلاف م2 في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وشهد المسجد في عهد الأمويين، وتحديدًا في حكم الوليد بن عبد الملك، توسعات كبيرة، بإضافة حجرات له، وزخرفة في الأعمدة والسقف واستبدالها بالحديد والصاج.
وفي عهد الدول العباسية نشب حريق بالمسجد النبوي، قام بعدها الخليفة المعتصم بإعادة بنائه من جديد، وبالإضافة إلى التوسعات في عهد الدولة العثمانية التي أدخلها السلطان عبد المجيد الثاني، والتي جعلته يحتفظ بشكل رائع حتى تأسيس المملكة العربية السعودية.
وخلال عهد الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، تطورت عمليات الإصلاحات والترميم لتصل مساحة المسجد إلى 43 ألف م2، واستمرت عمليات التوسعات في عهد الملك فيصل آل سعود، والملك فهد آل سعود، لتصل مساحته إلى 246 ألف، وهى تشبه التوسعات الأخيرة بضم الحجرات إلى مساحة المسجد، و التى أشرف عليها الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله.
معالم مهمة
ويتميز المسجد النبوي بقدسية ومكانة خاصة لدى مسلمين العالم، وذلك لموقعه في المدينة المنورة أقدس بقاع الأرض، وهو أهم مسجد يقع بالمدينة، حيث تعادل الصلاة فيه ألف صلاة في أي مسجد آخر.
بالإضافة إلى أنه يحتوي على معالم مهمة، ومنها، قبر الرسول الكريم، وقبر الخليفة أبو بكر الصديق وقبر الخليفة عمر بن الخطاب، وتقع القبور داخل الحجرة الشريفة الخاصة بالسيدة عائشة رضي الله عنها، زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم.
بالإضافة إلى المنبر النبوي، والقبة الخضراء، ومكتبة الحرم النبوي، والروضة الشريفة التي تقع بين المنبر وحجرة النبي.
الأبواب والمآذن
للمسجد أربعة أبواب، فقد شيد باب السلام وهو أكبر الأبواب في عهد الدولة العثمانية، بالإضافة إلى باب جبرائيل وباب النساء ويقعان شرق المسجد، وباب الرحمة يقع ناحية الغرب، وجميعها منقوشة ومزخرفة بالنحاس.
وللمسجد ثلاثة محاريب، المحراب النبوي وهو يقع على يسار المنبر في الروضة الشريفة، والمحراب العثماني الذي يصلي فيه الآن، والمحراب السليماني ويعرف بالمحراب الحنفي، ويقع غرب المنبر.
وله ثلاث مآذن، شيدت أول مئذنة له في عهد السلطان المملوكي قايتباي نقلت من القاهرة وقتها، بالإضافة إلى مئذنتين بلغ أرتفاعهما 70 مترًا، تم بناؤهما في عهد الملك سعود بن عبد العزيز، رحمه الله.
الطقوس الدينية
تحية الدخول للمسجد هى صلاة ركعتين، وبعدها يجب زيارة قبر الرسول الكريم والصحابة، ويمكن للمصلين الزيارة والصلاة بالمسجد النبوي في أي وقت، وليس مختصرًا لزيارة الحجاج فقط.
وهناك أحكام يقرها علماء الدين بناءً على وصية النبي، بتحريمه زيارة القبور من النساء، أو التوجه لزيارة القبور قبل الدخول والصلاة بمسجده، ومنع الجلوس على المقابر.
ويجوز زيارة أي مساجد أو معالم تقع بالمدينة المنورة مثل مسجد قباء، وقبور شهداء معركة أحد، أثناء زيارة مسجد النبي.