إنفوجراف: المسجد الحرام .. فولوا وجوهكم شطره
للمسجد الحرام بمكة المكرمة أهمية كبرى في قلوب المسلمين، نظرًا لمكانته المقدسة، فهو يضم الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين في صلاتهم.
يحظي المسجد الحرام بمكانة عظيمة في قلوب المسلمين، فهو يضم الكعبة المشرفة، القبلة التي يولي المسلمون وجوههم شطرها 5 مرات يوميا.
والمسجد الحرام هو أول المساجد، التي تشد إليها الرحال، كما أوصي النبي محمد، صلي الله عليه وسلم، بقوله: "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصي".
المسجد الحرام، هو الذى أسري منه الرسول الكريم إلى المسجد الأقصى، ونظرًا لمكانته العظيمة، فالصلاة فيه تعادل 100 ألف صلاة في أى مسجد آخر.
سبب التسمية
وتعود تسمية المسجد الحرام بهذا الاسم، لأن القتال حُرم فيه بعد دخول الرسول الكريم إلى مكة المكرمة منتصرًا.
ويقع المسجد الحرام في قلب مكة المكرمة، غربي المملكة العربية السعودية، وهو أول مسجد وضع على الأرض في موطن البعثة المحمدية.
بناء وتوسعات المسجد
ارتبط بناؤه بوجود الكعبة المشرفة، التي بناها الملائكة، واستكمل بناءها النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.
وظل المسجد فترة طويلة بدون أسوار وأعمدة وأروقة خاصة به، ومع تزايد أعداد المسلمين، قام ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بتوسيعات لأول مرة ببناء الأعمدة والسقف.
وفي عهد ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وتحديدًا في سنة 26 هجرية، بدأت عملية توسعة كبرى بإضافة أروقة إلى المسجد وضم المساحات الملاصقة له، لزيادة عدد سكان مكة بالإضافة إلى المصلين القادمين من خارج المدينة.
وفي عهد الدولة الأموية أعيد بناء بعض التوسعات القديمة، بعد الحريق الذى لحق بالكعبة خلال الخلاف الذى وقع بين يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير، بعد رفض الأخير البيعة.
وفي عام 65 للهجرة تزايدت مساحة المسجد إلى 10 آلاف م2، بعد توسعات قام بها عبد الله بن الزبير.
وتعتبر التوسعات الرابعة التى تمت في عهد الوليد بن عبد الملك، عام 91 هجريًا هى أكثرهم تميزًا، نظرًا لبناء الأعمدة بشكل مزخرف، والشرفات لحماية المصلين والحجاج من ارتفاع الحرارة.
وتم إضافة توسع بالجوانب الشمالية والشرقية والجنوبية في عهد الدولة العباسية، بأمر من الخليفة محمد المهدى، مما ضاعف مساحة المسجد بالداخل، وتم بناء 12 بابًا بالداخل، وثلاث أبواب بالخارج.
وفي العصر المملوكي شهد المسجد ترميمات وإصلاحات بالسقف الداخلي والمآذن، وفي عهد الدولة العثمانية تولت مصر عمارة وترميم المسجد، ويعتبر الترميم الأول الكامل لكافة مآذن ومنارة باب علي، وأهدي منبر جديد للمسجد من السلطان سليمان القانوني.
وأرسل محمد علي، والي مصر وقتها، المواد اللازمة لترميم المسجد الحرام من جديد، واستمر الدعم المقدم من مصر كولاية عثمانية مسؤولة عن عمارة المسجد، حتى توقفت عملية الترميم مع اندلاع الحرب العالمية الثانية.
التوسعة السعودية الأولى، عام 1344 هجرية وبعد إقامة الدولة السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود تم تشكيل مجلس إدارة الحرم المسؤول عن ترميم وإنارة المسجد ليستوعب بداخله أكثر من 300 ألف مصل، وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز، أصبحت مساحته أكبر من 190 ألف م، وتم بناء المسعي بين الصفا والمروة طابقين.
وتم توسيع المطاف وتغيير باب الكعبة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز، وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز تم إضافة مبني جديد للمسجد من الناحية الغريبة.
وشهد الحرم المكي توسعات أخيرة أمر بها الملك عبد الله بن عبد العزيز، لتستوعب أكثر من 2 مليون حاج، بالإضافة إلى توسعة الممرات إلي 750 م2 مزودة بالمبردات المكيفة لمواجهة الحرارة.
حدود المسجد
وضعت حدود للمسجد الحرام منذ عهد النبي إبراهيم، وهو يقع شمال المدينة المنورة، وجنوب جهة عرفة، وشرق مدينة نجد، بالإضافة إلى حدوده الغربية مع مدينة جدة بحوالي 18 كم.
معمار المسجد
تبلغ أعداد الأبواب 176 بابًا تؤدي مباشرة إلي المسجد، مصنوعة من أفضل أنواع الأخشاب المزخرف المصقولة بحليات نحاسية، به إرشادات ضوئية توضح سعة المسجد المتاحة.
وهناك خمسة أبواب رئيسية، هي باب الملك عبد العزيز، باب الفتح، باب العمرة، باب الصفا، باب الملك فهد، بالإضافة إلى أبواب أخري مهمة وليست برئيسية هى باب المدينة، باب المروة، باب علي، باب السلام، باب القدس، باب الفاروق.
وللمسجد 13 مئذنة ما بين القديم، والذى أقيم في التوسعات الأخيرة، ومنها مئذنتين لكل من مداخل الملك عبد العزيز، الملك عبد الله، الملك فهد، باب الفتح، باب العمرة، بالإضافة إلى مئذنة لكل من باب الركن الشمال الشرقي، والشمال الغربي، والصفا.
معالم المسجد الحرام
ويحتوي الحرم على معالم دينية مقدسة، تحظي بزيارة ملايين الحجاج والمعتمرين سنويًا، وهي ما يلي:-
أولًا- الكعبة المشرفة
تقع وسط المسجد الحرام، بارتفاع 15 مترًا مربعة الشكل، تطور بناؤها مع توسيعات المسجد، ويطلق عليها أيضًا "البيت الحرام" لتحريم القتال فيها، ولها أربعة أركان (الركن الأسود، الركن الشامي، الركن اليماني، الركن العراقي).
ثانيًا: حجر إسماعيل
يطلق عليه الحطيم، يقع على شمال الكعبة المشرفة، وهو جزء أساسي منها، وبني على شكل بناء مستدير نصف دائرة، تم استكمال بناؤه في عهد الدولة العباسية.
ثالثًا:- بئر زمزم
هو من أهم المعالم بالحرم، نظرًا لمكانته المقدسة وارتباطه بروحانية دينية، وتم تقسيمه إلى بئرين واحد للوضوء والآخر لشرب الماء، وطور فيما بعد ببناء قبة كبيرة فوق البئر.
رابعًا:- مقام إبراهيم
هو حجز أثري ساعد في تكسير الحجارة لبناء الكعبة، ومن عليه دعا إبراهيم عليه السلام، الناس للحج والصلاة، وله مكانة كبيرة لوجود آثار أقدام إبراهيم محفورة عليه.
خامسًا:- الصفا والمروة
ويتم السعي بين جبلي الصفا والمروة سبع مرات، وهو ركن أساسي من أركان الحج، ويتم البدء بجبل الصفا والانتهاء عند المروة.
سادسًا:- المطاف والمسعي
المطاف هو المساحة المحيطة بالكعبة، ويطوف فيها المسلمين كجزء من أركان الحج، والمسعي هو المساحة التى تربط بين جبلين الصفا والمروة.
سابعًا:- الحجر الأسود
هو نقطة المطاف ونهايته، يقع في الجانب الشرقي للكعبة، هو أسود اللون بيضاوى الشكل قطره يبلغ 30 سم.
aXA6IDMuMTQ4LjEwNi40OSA= جزيرة ام اند امز