إسرائيل تصعد في غزة.. ضربات مكثفة على رفح ودير البلح

شنّ الجيش الإسرائيلي «موجة من الهجمات المكثفة» في قطاع غزة، بعد إعلانه عن «خرق خطير لاتفاق وقف إطلاق النار» من جانب حماس صباح الأحد.
وقالت هيئة البث الاسرائيلية إن سلاح الجو هاجم حتى الآن نحو عشرين هدفًا في قطاع غزة برفح ودير البلح.
نتانياهو يأمر بـ«تحرك قوي»
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "في أعقاب انتهاك حماس لوقف إطلاق النار، أجرى رئيس الوزراء نتنياهو مشاورات مع وزير الدفاع ورؤساء الأجهزة الأمنية، وأصدر تعليماته باتخاذ إجراءات صارمة ضد الأهداف الإرهابية في قطاع غزة".
وكان الجيش الإسرائيلي أكد أن عناصر من حركة حماس أطلقوا صواريخ موجهة مضادة للدروع على آلية هندسية إسرائيلية في رفح، ما دفع الجيش إلى تنفيذ سلسلة غارات جوية في مناطق متفرقة من القطاع.
وشن الجيش الإسرائيلي غارات على رفح، تلتها ضربات أخرى في دير البلح بوسط غزة، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص.
ونفى الجيش الإسرائيلي وجود أي عملية اختطاف لجندي خلال الهجوم.
خرق الهدنة ورد إسرائيلي فوري
وقالت هيئة الأركان الإسرائيلية إن القوات الجوية والمدفعية نفذت «هجمات دقيقة لإزالة التهديد» في جنوب القطاع، موضحة أنها استهدفت أنفاقًا ومباني عسكرية استخدمها مسلحون أطلقوا النار باتجاه القوات العاملة قرب الحدود.
وأضاف المتحدث باسم الجيش أن «إطلاق الصواريخ المضادة للدروع يمثل انتهاكًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وسنرد بقوة».
وفي جباليا شمال غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل عنصرين اثنين من حركة حماس بعد رصد مجموعة مسلحة «تجاوزت الخط الأصفر» – وهو خط الفصل الذي تتمركز خلفه القوات الإسرائيلية منذ انسحابها من عمق القطاع بموجب اتفاق الهدنة.
حماس تنفي خرق الاتفاق
فيما أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، في بيان، على ال
تزامها الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة.
ونفت الحركة علمها بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث أن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة إسرائيل، مؤكد أن الاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس/آذار من العام الجاري، ولا معلومات لدينا إن كانوا قد لا يزالون على قيد الحياة منذ ذلك التاريخ.
وتابعت: «وعليه فلا علاقة لنا بأية أحداث تقع في تلك المناطق ولا يمكننا التواصل مع أي من عناصرنا هناك إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة».
كما اتهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إسرائيل بأنها هي من «تواصل خرق الاتفاق ومحاولة التملص من التزاماتها أمام الوسطاء»، مؤكداً أن حركته «ما زالت متمسكة بوقف إطلاق النار».
وقال الرشق إن «حكومة نتنياهو تحاول استغلال أي حادثة ميدانية لتبرير استمرار عدوانها على غزة»، مضيفاً أن الضغوط المتزايدة من داخل ائتلافه اليميني المتطرف تدفعه إلى التصعيد العسكري «هرباً من أزماته الداخلية».
توتر مستمر على طول «الخط الأصفر»
منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ قبل أسبوع، رُصدت سلسلة من الحوادث الأمنية على طول «الخط الأصفر»، حيث تمركزت القوات الإسرائيلية بعد انسحابها من عمق القطاع.
وتشمل هذه الحوادث محاولات اقتراب من مواقع عسكرية إسرائيلية وإطلاق نار متقطع، ما دفع الجيش إلى تنفيذ عمليات قصف محدودة بذريعة «إزالة التهديد».
وقال متحدث باسم الجيش إن بقاء القوات الإسرائيلية على مقربة من الحدود يهدف إلى منع حماس من إعادة الانتشار في المناطق القريبة من «غلاف غزة»، مؤكداً أن «القوات ستواصل الرد على أي خطر مباشر دون تردد».
ورغم تمسك القيادة الإسرائيلية بالانتشار الحالي على الحدود، أعربت مصادر عسكرية عن قلقها من أن يؤدي البقاء لفترات طويلة في مواقع ثابتة إلى «إرهاق القوات» وتكرار حوادث إطلاق النار من جانب حماس. وأشارت التقديرات إلى أن الجيش يدرس «تدوير الوحدات الميدانية» في محاولة للحفاظ على الجاهزية القتالية وتقليل المخاطر الميدانية.
لا خطة لاستئناف العمليات البرية واسعة النطاق
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين إنه «لا توجد خطة لاستئناف العمليات البرية واسعة النطاق من النوع الذي تم إجراؤه قبل وقف إطلاق النار».
وتابعت: «منذ بدء وقف إطلاق النار، تخضع قوات الجيش الإسرائيلي العاملة في المناطق العازلة المحددة لقواعد اشتباك صارمة. يُسمح للقوات بإطلاق النار فقط لإبعاد المشتبه بهم الذين يقتربون من مواقعها أو لتوجيه ضربات دقيقة عندما يشكل مسلح تهديدًا مباشرًا. في جميع الحالات الأخرى - بما في ذلك عند تحديد هوية مسلحي حماس عن بُعد من خلال البصر أو المناظير أو الطائرات المسيرة أو الطائرات - يُحظر على القوات الإسرائيلية إطلاق النار».
وأضافت: "على الرغم من هذه القيود، يقول مسؤولون أمنيون إن حوالي 7000 عنصر من حماس أعادوا انتشارهم في جميع أنحاء قطاع غزة، وأعادوا فرض سيطرتهم على الأحياء والبلدات مع عودة المدنيين بعد الانسحاب الإسرائيلي الجزئي".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز