عشرات آلاف المدنيين محاصرون في معارك منبج ضد "داعش"
عشرات الآلاف من السوريين محاصرون داخل منبج في المعارك الدائرة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا وتنظيم "داعش" الإرهابي
بات عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون داخل مدينة منبج في شمال سوريا، بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية من تطويق تنظيم داعش الذي يسيطر على المدينة منذ عامين.
ففي ريف حلب الشمالي الشرقي، تحاصر معارك قوات سوريا الديموقراطية والتنظيم الإرهابي الذي بات شبه معزول دخل مدينة منبج، عشرات الآلاف من المدنيين داخل المدينة بعدما باتوا عاجزين عن الخروج منها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون داخل منبج التي تتعرض لضربات مستمرة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعدما تم قطع كافة الطرق في محيطها".
وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية الجمعة بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من تطويق مدينة منبج وقطع كافة طرق الإمداد إلى مناطق سيطرة التنظيم المتطرف وباتجاه الحدود التركية.
وبحسب عبد الرحمن، يعيش عشرات الآلاف من المدنيين "حالة من الرعب" خشية القصف الجوي المكثف، لافتا إلى "توقف الأفران عن العمل وشح المواد الغذائية، خصوصا بعد قطع كافة الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة".
وفي سياق متصل، تجول مراسل "فرانس برس" داخل عدد من القرى التي تم طرد الإرهابيين منها في ريف منبج، حيث شاهد منازل تضررت جزئيا أو تدمرت بالكامل جراء قصف التحالف الدولي، مشيرا إلى عودة خجولة للمدنيين الذين نزحوا خوفا من المعارك.
وفي قرية جب حسن أغا، الواقعة على بعد 13 كيلومترا جنوب شرق منبج، يقول الشاب منذر صالح: "نحن في أمان هنا وسعيدون بذلك، وإن شاء الله تتحرر منبج حيث يوجد أقرباء لنا"، ومتحدثا عن القيود التي كان "داعش" يفرضها على أهالي القرية المعروفة بتهريب الدخان، "كان التنظيم يلاحقنا دائما".
وطردت قوات سوريا الديموقراطية مقاتلي التنظيم من هذه القرية الصغيرة ذات المنازل الطينية المتواضعة قبل نحو أسبوع.
وقالت ضحى حاج علي وهي في الثلاثينيات من عمرها وترتدي حجابا أخضر اللون بلكنة ريفية "يخرب بيت داعش فرجونا نجوم الضهر"، مضيفة "كانوا يطلبون منا تغطية عيوننا، ويقولون لا تخافوا منا خافوا من الله، ويمنعوننا من وضع المكياج وإقامة الاحتفالات أو الأعراس".
ورغم سرورهم بطرد التنظيم، فإن الهمّ الأبرز للأهالي حاليا هو توفير قوتهم اليومي في ظل النقص في المواد الغذائية والخبز، ولا يتردد طفل في الخامسة من عمره في طلب الخبز من كل عابر طريق مكررا أنه لم يأكل خبزا منذ يومين.