"الغش والتسريب".. ظاهرة عالمية ضاقت بها الحكومات ذرعا

تسريب الامتحانات والغش بالطرق المتطورة بات ظاهرة عالمية تؤرق الحكومات وتجبرها على تغليظ العقوبات ضد الغشاشين.

أثار تسريب بعض امتحانات طلاب الثانوية في مصر وانتشار الغش بين الطلاب، حالة من الجدل وتبادل الاتهامات وتحميل المسؤولية، ولكن مصر ليست الوحيدة التي شهدت خلال الآونة الأخيرة حالات كبيرة لتسريب وغش الامتحانات اللذيْن أصبحا ظاهرة عالمية.

بات الطلاب حول العالم يلجؤون لأساليب مختلفة للغش، بل يبتكرون وسائل جديدة سعيا للحصول على أعلى الدرجات، حيث يستخدمون سماعات غير مرئية وساعات تكنولوجية وأجهزة استقبال، وهو ما يترك الحكومات فقط أمام تغليط العقوبات على الغش أملا في الحد من الظاهرة.

ففي مصر، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارا بسجن كل من يتسبب في الغش مدة بين عام و3 أعوام وتكليفه غرامة قدرها 50 الف جنيه، للقضاء على تلك الظاهرة، كما طالب رئيس الوزراء شريف إسماعيل بالتحقيق في واقعة تسريب امتحاني اللغة العربية والتربية الدينية ومحاسبة المسؤولين عنها.

وفي المغرب، تم اعتقال 21 شخصا حاولوا تسريب الامتحانات الخاصة بالثانوية العامة والتي تجري حاليا في معظم الدول العربية.

وامتد الأمر في الجزائر إلى قرار وزارة التربية والتعليم بإعادة إجراء الدورة الأولى من الامتحانات الثانوية العامة، بواقع 38% من أصل 818 ألف طالب يعيدون الامتحانات في 7 مواد، وذلك بسبب شبهة تسريب أسئلة الامتحانات، وهو ما تسبب بأزمة سياسية في الجزائر، وتم اتهام الإسلاميين على إثرها بالوقوف وراء عملية التسريب.

أما في الصين، فشددت السلطات في بكين العقوبات على من يتم إدانته بالغش في امتحانات قبول الجامعات والتي تعد الأهم في البلاد، ويجريها هذا العام أكثر من 9 ملايين طالب، حيث فرضت عقوبة تصل إلى 7 سنوات بالسجن، وحظر من الامتحانات بكافة أشكالها لمدة 3 سنوات أخرى في حال تم إدانة الطالب بالغش.

وشنت السلطات الصينية كذلك حملة واسعة لضبط وسائل الغش اللاسلكية والطائرات دون طيار والكاميرات الصغيرة والساعات والسماعات الذكية، وكذلك حظرت نشر مواد الامتحانات على الإنترنت بشكل غير مرخص.

وفي الهند، قدمت الشرطة لائحة اتهام ضد 4 طلاب حصلوا على علامات مرتفعة في امتحان الثانوية العامة بإقليم بيهار، بعد أن بين تحقيق أنهم قاموا بالغش، حيث تسلق أولياء أمور الطلاب في بيهار أسوار المدارس من أجل مساعدة أبنائهم وبناتهم على الغش، لذلك أعلنت السلطات عن فرض عقوبات، منها الغرامة والسجن لمن يحاول الغش أو يساعد على ارتكابه.

وإلى ذلك، ذكرت وسائل إعلامية أن إدارة كلية "إيه سي تي" الأمريكية ألغت السبت امتحانها لجميع المتقدمين من كوريا الجنوبية وهونج كونج بعد تسريب نسخة الاختبار الخاصة بهم، وهو ما سيؤثر على 5 آلاف و500 طالب سيستردون الأموال التي دفعوها لخوض الامتحان.

 وقال إيد كولباي المتحدث باسم الكلية إن الواقعة غير مسبوقة حيث لم يتم من قبل إلغاء الاختبار للمتقدمين من دولة بأكملها.