حصيلة "جمعة الثبات".. 4 شهداء وعشرات الجرحى وإصابة 4 جنود إسرائيليين
دهس فلسطيني بعد إصابته إسرائيليين بجروح
اتساع رقعة المواجهة في الضفة وغزة مع الاحتلال الإسرائيلي
استشهد شابان فلسطينيان بعد ظهر اليوم الجمعة في عمليتي طعن ودهس منفصلتين أدتا لإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين في مدينة رام الله، بعد شهيدي الفجر اللذين أعدمتهما قوات الاحتلال بذريعة طعن أحد الجنود، فيما شهدت الجمعة العاشرة للانتفاضة مواجهات ساخنة أدت لإصابة عشرات الفلسطينيين في الضفة وغزة.
وفي أحدث التطورات، استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد عصر الجمعة بعد تنفيذه عملية دهس أصابت جنديين إسرائيليين، في قرية سلواد برام الله، وسط الضفة الغربية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن شابا فلسطينيا دهس بواسطة سيارة مدنية سكنية اللون مجموعة من الجنود في سلواد شرقي رام الله، وأصاب اثنين منهم بجروح، قبل أن يطلق الجنود النار نحوه ويروده قتيلا.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الشهيد هو بسام حماد، 20 عاما.
عملية طعن
وقد جاء الهجوم بعد ما يقارب من ساعتين، من استشهاد شاب برصاص الاحتلال، بعد تنفيذه عملية طعن أدت لإصابة جندي إسرائيلي على مدخل قرية عابود، غرب رام الله، وسط الضفة.
ووقعت العملية بالقرب من مستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي الفلسطينيين في رام الله.
وحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن شابا فلسطينيا نجح في طعن ضابط أمن إسرائيلي، وأصابه بجروح في رقبته، قبل أن يطلق جنود آخرون النار نحوه ويصيبونه بجروح وترك ينزف حتى الموت.
وتمكنت لاحقًا طواقم إسعاف فلسطينية من نقل جثة الشهيد إلى مستشفى برام الله، وأعلن أنه عبد الرحمن وجيه البرغوثي، 27 عاما، من سكان رام الله، وفق ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان تلقت بوابة "العين" نسخة منه.
ووفقًا لوزارة الصحة، فإنه بالشهيدين الجديدين، ترتفع حصيلة الشهداء منذ مطلع أكتوبر إلى 114 شهيدًا، بينهم 25 طفلاً وطفلة و5 سيدات.
35 نقطة مواجهة
وعلى الصعيد الميداني، اشتعلت أكثر من 35 نقطة مواجهة مع الاحتلال في نقاط التماس بالضفة الغربية والقطاع، بدا معها أنها جمعة هجوم وتقدم وليس "جمعة ثبات"، كما اختارت أن تطلق عليها الفصائل الفلسطينية.
وقال باحثون ميدانيون لبوابة "العين": إن أعنف المواجهات تركزت في رام الله وبيت لحم والخليل وجنين، وشرق القطاع ما تسبب بوقوع عشرات الإصابات بجروح وحالات اختناق وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
وذكر شهود أن مواجهات اندلعت على المدخل الشمالي لبيت لحم وفي مخيم عايدة، جنوب الضفة شمالا بين الشبان وقوات الاحتلال، تركزت في محيط مسجد بلال بن رباح شمال بيت لحم.
كما اندلعت مواجهات في بلدة سلواد شرقي رام الله، تخللها قيام شاب لم تعرف هويته بتنفيذ عملية دهس تسببت بإصابة جنديين قبل استشهاده.
واندلعت مواجهات عنيفة في فرى النبي صالح، وقريتي بلعين ونعلين، وبرقا في رام الله، على هامش مسيرات مناهضة للاستيطان؛ حيث قمعتها قوات الاحتلال بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع؛ ما أدى إلى إصابة 4 شبان بالأعيرة النارية وعشرات بالاختناق من استنشاق الغاز المسيل للدموع.
مسيرة الخليل
وفي الخليل، انطلقت مسيرة في بيت أمر للمطالبة باستعادة جثامين الشهداء المحتجزة، شارك فيها الآلاف، إلا أن الاحتلال رد بقمعها، فاندلعت مواجهات عنيفة جدا في المكان.
كما اندلعت مواجهات في حي النقار في قلقيلية، بين قوات الاحتلال الصهيوني والشبّان، ومواجهات أخرى أعقبت مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان ما أدى إصابة العشرات.
وخرجت مسيرة حاشدة من أمام منزل الشهيد إبراهيم العكاري في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، تطور إلى مواجهات، وتكرر المشهد في بلدة العيساوية بالمدينة المحتلة.
غزة .. إصابات ومواجهات
وفي قطاع غزة، اندلعت مواجهات في 4 نقاط شرقي القطاع بعد صلاة الجمعة، أدت إلى إصابة 10 فلسطينيين شرقي خان يونس ومخيم البريج جنوب القطاع ووسطه، إضافة إلى إصابة 4 شرقي غزة.
وخلال ساعات الصباح، أصيب شابان من صائدي العصافير بعدما استهدافهما المباشر من قوات الاحتلال شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة، وصفت حالة أحدهما بأنها خطيرة نقلا على إثرها لمشفى محلي.
مسيرة الجهاد
وفي غزة، أيضًا أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش، أن انتفاضة القدس حققت إنجازات كبيرة على الأرض، وأن "ما نحتاجه هو مزيد من الثبات والصبر والوحدة حتى نصل إلى التحرير الكامل لفلسطين من العدو الصهيوني".
وقال البطش -في كلمة له خلال مسيرة شارك فيها الآلاف لدعم الانتفاضة-: "شعبنا على موعدٍ مع تحرير الضفة الغربية المحتلة وتطهير كل المدن من المستوطنات والحواجز وقطعان المستوطنين القتلة الذين يقتلون أبناء شعبنا من خلال الانتفاضة الفلسطينية الأبية".
وأضاف "الانتفاضة الفلسطينية مستمرة، وأن حركة الجهاد الإسلامي وكل الفصائل مُصرة على الاستمرار في انتفاضتها حتى تحرير الضفة الغربية والقدس المحتلتين".
شهيدا الفجر
هذه التطورات، جاءت بعد أن استشهد شاب وطفل فلسطينيان فجر اليوم الجمعة، برصاص الاحتلال في منطقة تل ارميدة وسط مدينة الخليل، بذريعة أن أحدهما طعن جنديا وأصابه بجروح.
فغداة جمعة "الثبات" -التي دعت لها الفصائل الفلسطينية، اليوم- أعدمت قوات الاحتلال بإطلاق النار المباشر شابا فلسطينيا وابن عمه الطفل في الخليل، التي بقيت تتصدر قائمة المدن الفلسطينية بعدد الشهداء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية -في بيان، تلقت بوابة "العين" نسخةً منه- استشهاد الشاب طاهر مصطفى عبد المنعم فنون، 19 عاما، وابن عمه الطفل مصطفى فضل عبد المنعم فنون 16 عاما، في منطقة تل رميدة وسط مدينة الخليل فجر اليوم الجمعة.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: إن شخصين اقتربا من جنود الاحتلال على حاجز "جلبر" في حي تل أرميدة بالخليل، وأشهر أحدهما سكينًا طعن به أحد الجنود وأصابه بجروح طفيفة، قبل أن يجري إطلاق النار عليهما وقتلهما.
وذكر شهود أن الفلسطينيين أصيبا بالرصاص وتركا ينزفان حتى الموت، دون أن تقدم لهما تلك القوات أي إسعافات، على الرغم من أنهما لم يشكلا أي خطر عليهم.
وأعلنت قوات الاحتلال العثور على رسالة بحوزة أحد الشهيدين، وتتضمن الرسالة كلمة "عشاق الطعن" ورسالة شكر لوالده على ما قدمه له طوال حياته.
وتعليقًا على استشهاد نجله، قال والد الشهيد طاهر فنون -الذي استدعته قوات الاحتلال فجرًا على حاجز الكونتينر على مدخل شارع الشهداء، وسط مدينة الخليل-: "نحمد الله، لقد كان الأمر مفاجئا لنا، ووجدنا ورقة كتب عليها سامحوني".
وتبين أن طاهر فنون، وهو طالب في كلية الشريعة بجامعة الخليل، نشر على صفحته على "فيس بوك" فيديو ضمنه صورًا تجمعه بابن عمه مصطفى، الذي استشهد معه، مع أغانٍ دينية تدعو لتحرير الأرض من الاحتلال.
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز