تعرف على آخر الأسر المصرية القديمة قبل الغزو الفارسي
وزارة الآثار المصرية أعلنت نقل 2500 قطعة أثرية للمتحف المصري الكبير من بينها تمثال من الجرانيت للملك "نخت انبو الأول".
أعلنت وزارة الآثار المصرية نقل 2500 قطعة أثرية من المخزن المتحفي بتل الربع بالمنصورة للمتحف المصري الكبير.
تنتمى هذه القطع لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، ومن بينها تمثال من الجرانيت للملك "نخت انبو الأول "مؤسس الأسرة الـ 30، التي تعد آخر الأسرات المصرية الوطنية التي حكمت مصر من الفترة " 380 حتى 343 قبل الميلاد"، قبل الغزو الفارسي، الذي تلاه استيلاء الإسكندر الأكبر على مصر عام 332 قبل الميلاد.
كانت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة بمنطقة هليوبوليس "المطرية" بعين شمس إحدى ضواحي القاهرة قد أعلنت عن أدلة جديدة في مطلع الشهر الماضي، ترجح وجود معبد للملك "نخت انبو الأول" من الأسرة الـ 30 في محيط معبد الشمس، وقد تم الكشف عن بوابة المعبد في الناحية الشرقية، والتي تحوى عددًا من النقوش والمناظر الطقسية، وتماثيل برونزية للإلهة "باستت".
قضى "نخت انبو الأول " معظم عهده الذى امتد إلى 18 عامًا " 378 – 360 ق م " في الدفاع عن مملكته من معاودة الغزو الفارسي بمساعدة من حين لآخر من إسبرطة أو أثينا، وفي عام 365 ق.م، نصب نخت انبو ابنه "تيوس" شريكًا في الملك ووريثًا، وحتى وفاته في 363 حكم الأب والابن معًا، وبعد وفاة الوالد قام تيوس بغزو بلاد الشام، التي كانت ترزح تحت الاحتلال الفارسي.
اشتهر" نخت انبو الأول " بإقامة الكثير من الآثار والمعابد على مدار سنوات حكمه الطويلة والمستقرة، فقد قام بترميم العديد من المعابد المتهالكة في مصر، وأقام كشكًا صغيرًا على جزيرة فيلة المقدسة، والتي أصبحت واحدة من أهم المواقع الدينية في مصر القديمة، وبنى أيضًا "الكاب"، و"منف" و"صفت الحنة" و"تنيس" في الدلتا، وأقام لوحًا مميزًا أمام صرح رمسيس الثاني في "هرموپوليس"، وبنى أيضًا أول صرح في معبد الكرنك.
ويذكر أن محاولات الفرس إعادة احتلال مصر، والتي اعتبروها محمية متمردة لم تنته، ففي فترة حكم نخت انبو الثاني حفيد نخت انبو الأول من " 360- 343 ق م "، تجددت أطماع الفرس مرة أخرى في احتلال مصر، فقام "أرتاخرخس الثالث" ملك الفرس بمحاولة فاشلة لغزو مصر في شتاء 351/350 ق م، تلتها قلاقل في قبرص وقليقيا.
وبالرغم من قيام نخت أنبو الثاني بمساندة تلك الثورات، إلا أن "أرتاخرخس" تمكن من إخمادها، وأصبح مرة أخرى مستعدًا لغزو مصر برًّا وبحرًا عام 343 ق م، بعد أن جهز جيشًا يتكون من 300 ألف مقاتل، وأسطولًا مؤلف من 300 سفينة، من ذوات 3 صفوف، وأجبر نخت أنبو على التقهقر بدفاعاته من الدلتا إلى مدينة "ممفيس"، وهرب إلى النوبة، وتمكن الفرس من غزو مصر.