منذ 3291 عامًا، تتعامد أشعة الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في مدينة أسوان المصرية، يومي 22 فبراير و22 أكتوبر.
تتجه أنظار العالم، بعد غد الإثنين، إلى مدينة أسوان المصرية التي تشهد ظاهرة تعامد أشعة الشمس فيها داخل قدس الاقداس بمعبد الملك رمسيس الثاني "المعبد الكبير" في الساعة السادسة و23 دقيقة صباحًا وتستغرق ما يقرب من 20 دقيقة.
وتتكرر ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني مرتين في السنة يومي 22 فبراير و22 أكتوبر منذ 3291 عامًا، أي أنها حدثت نحو 6582 مرة حتي اليوم، وتعد هذه الظاهرة أحد عجائب العلوم الفلكية للفراعنة وتجسيدًا للتقدم العلمي الذي بلغه القدماء المصريون في علوم الفلك والنحت والتحنيط والهندسة والتصوير.
وتقطع الشمس مسافة 60 مترًا، في المنطقة المعروفة في المعبد باسم "قدس الأقداس" لتضيء وجه 3 تماثيل هي من اليمين إلى اليسار: رع حر آختي "يظهر على شكل إنسان برأس صقر وهو صورة من صور إله الشمس عند المصريين القدماء"، ورمسيس الثاني "حكم من 1279 إلى 1213 ق.م"، وآمون رع "إله الشمس لدى المصريين القدماء"، بخلاف تمثال الرب بتاح "رمز العالم السفلي عند المصري القديم" والذي لا يضيء.
ويشير أغلب الأثريين إلى أن ظاهرة تعامد الشمس ترتبط بفصلي الزراعة والحصاد عند المصري القديم، وإلى أن يوم 22 فبراير هو اليوم الذي يتواكب مع اليوم الأول من فصل الحصاد طبقًا للسنة الفلكية المصرية القديم.
وترتكز الشمس في هذا اليوم داخل قدس الأقداس بالمعبد الكبير على تمثال الملك رمسيس الثاني كاملًا وترسم إطارًا مستطيلًا عليه، وآمون رع ، ثم تتحرك ناحية اليمين تجاه الكتف الأيمن لرع حور أختي، حتى تختفي علي هيئة خط رفيع مواز للساق اليمني له، وبعد ذلك تنسحب اشعة الشمس إلى الصالة الثانية، ثم الأولى، وتختفي بعد ذلك من داخل المعبد كله.
ومعبد رمسيس الثاني بناه الملك رمسيس عام 1275 ق.م من أجل إله الدولة الرسمي "آمون رع" وإله الشمس "رع حور أختي" وإله الظلام "بتاح تاتنن"، واستغرق العمل فيه 19 عاما للانتهاء منه ، وتعد الروائية البريطانية إميليا إدواردز أول من لفتت الأنظار لظاهرة تعامد الشمس فى أبوسمبل وسجلت ذلك في كتابها الشهير "ألف ميل علي النيل" والتي نشرته عام 1877.
ويوافق الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على المعبد الكبير هذا العام الاحتفال باليوبيل الذهبي لنقل معبدي أبو سمبل اللذين يعدان أهم المعابد الصخرية في العالم حيث نحتهما الملك رمسيس الثاني في جبلين يطلان علي النيل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وكرس أحدهما لنفسه والآخر لزوجته الملكة.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuNzYg جزيرة ام اند امز