ثلاثية خريف فرنسا.. غضب شعبي وإرهاب وشغب ملاعب
من شغب ملاعب إلى الأعمال الإرهابية، وصولًا إلى الإضرابات اليومية، تعيش فرنسا خريفًا.
من شغب ملاعب إلى أعمال إرهابية، وصولًا إلى الإضرابات اليومية، تعيش فرنسا خريفًا جديدًا، في مواجهة ثلاثية عنف قد تتسع دائرتها خلال الأيام المقبلة.
البداية كانت مع مباريات بطولة أمم وروبا لكرة القدم "يورو 2016"، التي انطلقت الجمعة الماضية، والمقرر أن تستمر قرابة شهر، حيث اندلعت أحداث الشغب بين مشجعي منتخبي إنجلترا وروسيا المشاركين.
وتشاجر الطرفان، السبت، عقب المباراة التي جمعت منتخبي بلادهما في مدينة مرسيليا، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما.
الشرارة، التي اندلعت في أعقابها أحداث الشعب في أنحاء فرنسا، خلفت 35 جريحًا غالبيتهم إنجليز، 4 منهم حالتهم خطرة، وهو ما تسببت في توقيف 10 أشخاص للاشتباه بتورطهم بتلك الأعمال، حكم عليهم بالسجن ما بين شهرين وعام واحد، وتوقيف نحو 40 مشجعًا روسيًا، ضالعين بأعمال شغب.
وقد يرى مراقبون أن الشرطة نجحت في احتواء الموقف، لكن يبقى الاختبار الحقيقي اليوم، خاصة أن روسيا ستواجه سلوفاكيا، في مدينة ليل، فيما تشهد مدينة لينس القريبة من ليل مباراة إنجلترا وويلز.
ويوم الثلاثاء، طعن مسلح شرطي فرنسي بسكين واحتجز زوجته ونجلهما، قبل أن يقتل الزوجة أثناء المواجهة مع الشرطة، في ضاحية ماغنانفيلي، شمال غربي باريس.
وقد يبدو الحادث فرديا لولا أن هناك تقارير تشير إلى أن القاتل قد يكون على صلة بالإرهاب، خاصة أنه أعلن قبل مقتله ارتباطه بتنظيم "داعش" الإرهابي.
كما عثر بحوزته، على قائمة تضمنت أسماء مطربين، وصحفيين، وعناصر من جهاز الشرطة.
وفي ذات اليوم، خرج آلاف المحتجين في شوارع باريس ضد مشروع قانون العمل الجديد، مطالبين الحكومة بالتراجع عن التعديلات التي تعتزم إجراءها على قانون العمل.
المظاهرات شهدت تراشقا بالحجارة من جانب أعداد من المتظاهرين الملثمين، واستخدام الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق مجموعات سريعة الحركة، لمواجهتهم.
وقدرت الشرطة عدد المشاركين في المسيرات بباريس وحدها برقم يتراوح بين 75 و80 ألف شخص، فيما قالت النقابات المهنية إن عدد المشاركين وصل إلى 1.3 مليون.
وقالت إدارة شرطة باريس إنها اعتقلت 58 شخصا بينهم أجانب، وإن 24 من الشرطة و17 من المحتجين أصيبوا.
ورغم مساعي الشرطة الفرنسية، لمنع المتظاهرين من التقدم صوب ساحة "كابيتول" أكبر ساحة، لكن تزامن هذه التظاهرات مع مباريات اليورو اليوم، والمستمرة حتى نهاية الشهر، فضلًا عن فتح باب الاحتمالات أمام أعمال إرهابية جديدة، يشكل خطورة على البلاد التي تواجه بالفعل احتجاجات وإضرابات منذ ثلاثة أشهر، زادت حدتها مؤخرًا.
ولا تزال فرنسا في حالة طوارئ منذ هجمات باريس التي قتل فيها 130 شخصا.