اكتملت "خارطة الطريق" المصرية بثالث الاستحقاقات الدستورية التي كان قد أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 30 يونيو/حزيران 2013 بتشكيل البرلمان المصري الجديد بعد الانتخابات التي أجريت خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، على مرحلتين في نحو 27 محافظة، وسادها الكثير من التجاوزات والانتهاكات وسط مشاركة ضعيفة من المواطنين.
وأعلنت اللجنة العليا -المسؤولة عن الانتخابات في مصر، الجمعة- أن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في غياب شبه كامل للمعارضة بلغت 28%.
وقال المستشار أيمن عباس -رئيس اللجنة، خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم-: إن 28,3% من الناخبين أي حوالي 15 مليون شخص من أصل 53 مليون شخص (ناخب) أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات .
وبلغ عدد النواب الفائزين بمقاعد البرلمان في المرحلتين 555 نائبًا، إضافة إلى 13 نائبًا عن الدوائر الأربعة المتبقية، فضلا عمن سيجري تعيينهم من رئيس الجمهورية، ليصل عدد النواب إلى 596 نائبًا.
وأوضح "عباس" أن عدد النواب المستقلين الذين فازوا في المرحلتين 316 نائبًا بنسبة 56.9%، بينما النواب المنتمون للأحزاب 239 نائبًا، بنسبة 43.1%.
وتنبع أهمية البرلمان من كونه ثالث الاستحقاقات الدستورية التي نص عليها إعلان خارطة الطريق (الدستور وانتخاب الرئيس والبرلمان )، بعد عزل جماعة الإخوان المسلمين عن الحكم ورئيسها محمد مرسى، الذى يحاكم حاليا بتهم "التخابر" مع حركة حماس الفلسطينية، و"إهانة القضاء"، والهروب من سجن وادي النطرون إبان ثورة 25 يناير 2011، وبه استكملت مصر أهم المراحل التي وعد بها الرئيس المصري، وعليه يقع عاتق إقرار ومناقشة الكثير من القوانين والتشريعات التي يستوجب إقرارها لإكمال الحياة السياسية في مصر .
لكن مراقبين يرون أن الانتخابات شابها الكثير من الانتهاكات والرشاوى الجماعية في معظم الدوائر، كما يرون أن عزوف الناخبين هو غياب المعارضة الحقيقية في هذه الانتخابات .
وأعلن "عباس" أن عدد مخالفات الدعاية الانتخابية في المرحلتين بلغت 16702 مخالفة، وتم إحالة 337 مخالفة للنيابة العامة، موضحًا تجاوزات الدعاية الانتخابية والإنفاق المالي كان واقعًا مرصودًا، لكنه قال إنها شهدت مجموعة من الإيجابيات؛ على رأسها حرية التصويت وحماية إرادة الناخبين.
وأظهرت النتائج حصول حزب "المصريين الأحرار" على أعلى عدد من مقاعد البرلمان التي فازت بها الأحزاب في الانتخابات التشريعية التي أجريت على مرحلتين، واكتسحها مؤيدو الرئيس السيسي.
وجاء في المرتبة الثانية حزب "مستقبل وطن" حديث العهد، متفوقًا على أحزاب لها تاريخ طويل؛ مثل الوفد، بينما تفوق المستقلون على الأحزاب بنيلهم أغلب مقاعد البرلمان.
كما فازت قائمة "في حب مصر" المؤيدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بجميع المقاعد المخصصة لنظام القوائم في الانتخابات البرلمانية التي جرت على مرحلتين وعددها 120 مقعدًا.
ومن ضمن الأحزاب المشاركة في القائمة حزب الوفد، الذي حصل على 45 مقعدًا في المرحلتين.
ويتألف البرلمان المصري الجديد من 568 عضوًا منتخبًا، هم 448 نائبًا بالنظام الفردي، و120 نائبًا بنظام القوائم المغلقة، ويحق لرئيس الدولة تعيين ما نسبته 5% من عدد أعضائه.
aXA6IDMuMTIuMzQuMjA5IA== جزيرة ام اند امز